18-10-2023 10:54 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
بعد ان خلعت امريكا كل أقنعتها التي كانت تخرج على العرب بها ومعها مباشرة أقنعة اوروبا بزعامة كبرائها سواء الذين اصبحوا في الصفوف الخلفية جداً او المتقدمين المتصدرين للمشهد حالياً معلنة وكاشفة عن خبايا نواياهم الدفينة والعتيقة جداً والتي تعبر بكل وضوح عن شخصيتم وسلوكهم الاعمى منذ عصورهم المظلمة الأولى وما زالت كما هي وان تغيرت اسماؤهم ، ولعل هذا السلوك الغربي فيه من الغرابة الشيء الكثير فكأنهم ليسوا معنيين بالجسور بينهم وبين العرب او ربما يعرفون متى يهدمونها وبالضرورة متاكدين من توقيت نصبها من جديد ،
هذا ليس استنتاج ولا تحليل ولا قراءة لواقع من خبير هذا الامر قائم ومعتمدٌ على السمع والبصر فهذه حرب معلنة بشكل واضح ولغة سليمة لا تحتاج الى ترجمان وعلى لسان الدولة العظمى الاقوى في هذا العالم وعلى لسان المحتلين الذين يرمون بكلّ مُحرَّمٍ من ادوات القتل والاجرام من الفضاء الخارجي القريب من الغلاف الجوي ما بين الارض والسماء ، فما المطلوب حتى يعلم العرب تحديداً ان هذه حربٌ معلنةٌ وليست تمريناً عسكرياً مع اصدقاءٍ لنا وخلان !!
هولاء جنودٌ اتوا وهبُّوا نجدةً من وراء البحار على بعد خمسة آلاف ميل ونحن نرى بأم العين ونُغنِّي طرباً ونشوة " وناكل الذرة المشوية على شط النيل "
ليس من المنطق ولا المعقول ابداً من الناحية العسكرية او من اي ناحية شئت ان تكون كل هذه القوة جاءت من اجل الهجوم على المقاومة التي انتصرت فعلياً " وعدَّ الحكم ؛ واحد ، اثنين ، ثلاثه ، ورفع يدع المنتصر " لا يمكن ان تاتي هذه القوات من اجل هذه الفئة المنتصرة فحسب بل جاءت من اجل اهداف اخرى ستضح معالمها ربما عما قريب .
حرب بدأت بمشاركة الدولة العظمى باعلى واعتى قوة عسكرية متطورة تمتلكها هذه الدولة متمثلاً بالبوارج البحرية ومرافقة الفرقاطات التابعة لها ثم تبعتها الدولة التي تلاشت عظمتها واصبحت اثراً بعد عين
" بريطانيا " بارسال قوات عسكرية وتبعتها بالاعلان عن الدعم والمشاركة التي هي رهن الاشاره وهم المانيا وفرنسا وايطاليا وكل اوروبا بالعموم
لن يكون الدخول والانخراط في هذه الحرب خياراً لاحد ولن يتم استمزاج رأي احد بل ستفرض نفسها على مساحة لا احد يعلم ولا يستطيع التنبؤ بمداها الا الله ، وإذا كانت هذه القوات اتت من اجل محاربة هذه الطائفة المقاومة المنتصرة فإنما يكون اكبر دليل واقوى برهان على هذا النصر المؤزر رغم كل هذا الاجرام الذي يشهده العالم الان .
" لا وقوف على الحياد " هذا قول وزير الدفاع الامريكي بكل وضوح كلامٌ قاطعٌ كالسيف تاكيداً للمشاركة الفعلية بل لقيادة هذه الحرب كما قال وزير خارجيتها حرفياً انه ليس على اصدقائهم المجرمين المحتلين فعل شيء فهم ( امريكا ) ستفعل كل شيء كما قال في مؤتمره الصحفي ( العلني ) ثم يتبع هذا القول الفعل وهو اسارل الجنود للمشاركة والمساهمة بهذه الحرب بصورة وطريقة وأسلوب حسبما يفرضه واقع هذه الحرب التي يديرونها هم .
لن تشارك ايران في هذه الحرب دفاعاً او عوناً او مساعدة لاحد ولن تكون مشاركتها في هذه الحرب طواعية وانما سَتُجَرُّ لها جَرَّاً على الرغم من انها اللاعب الثالث الرئيسي الفاعل جيوسياسيا في هذه المنطقة ولكن لمعرفة اللاعبين لعقلية وأيدولوجية ايران التي لا يؤتمن جانبها فإنهم متوجسون منها بان تفعل ما ليس بالحسبان وخارج نطاق التفاهمات بينهم ويعلمون ان ايران بارعة في استغلال واقتناص الفرص لهذا كله نسمع التحذيرات الموجهة لها من امريكا بشكل مباشر " اصلا لا يوجد غيرها في المنطقة بوارد الحرب فلا شيء غير السلام " فهم يخشون ان تقوم بفعل تفرض فيه وجودها في هذه المنطقة بشكل معلن وبالقوة إن استطاعت الى ذلك سبيلا ،
وفي هذا الصدد تُحتَرَم ايران كدولة لها تطلعات استراتيجية بعيدة المدى تعمل على تحقيقها
" على الرغم من رأينا فيها " ويكفيها اعتزازاً بنفسها ان لها رهبة وقادرة على خلق ما يسمى بالحد الادنى من توازن الرعب ولها كلمة مسموعة بين الامم .
بكل احتمالات نتائج هذه الحرب المتوقعة منها والغير متوقعة لن تكون المنطقة ولا العالم كما كان قبلها بالرغم من ضعف الضعفاء او قوة الأقوياء وبالرغم من الممتثلين والمستسلمين للسلوك العالمي المنحرف الان وبالرغم من كل الاهداف التي وضعها الموغلون في ادامة هذا الظلام الا ان تغيرات حتمية ستعقب هذا الظلم والانحراف والاجرام الذي كل العالم عليه شهود في هذه اللحظة التي تعيشها المنطقة الان
في سابقة لم تحصل ربما منذ الحرب العالمية بما فيها اكبر حدث غَيَّرَ الخريطة السياسية العالمية وهو احتلال العراق والتحالف الثلاثيني العالمي الغاشم الضال لم تعطى هذه الإشارات والاضوية الخضراء وهذا التهافت والتباكي والبكاء الفعلي الرئاسي والملكي العالمي وتحريض المحتل المعتدي على ان يفعل ما يريد دون قيد او حسيب او رقيب وبلا حدود فهذا امر بالتاريخ غير معهود ، وعليه فإن هذه الأشارات وهذا الدعم لن يكون من اجل مساحة غزة التي لا تتسع كلها الى اصطفاف هذه الحشود بل هي اشارة الى توسع اكبر خارج كل الحدود وان دائرة وقرص هذه النار ستتسع فهي فرصة تاريخية في ظل هذا الضعف الاقليمي والعالمي واقفال مؤسسات وهيئات ومنظمات المجتمع الدولي بكاملها فلن يفوت المحتل هذه الفرصة وسينقض على المنطقة برمتها لانه يدرك ان الزمان لن يجود عليهم مرة أُخرى باعداء لهم " يحبون الحياة ويكرهون الموت جدا "
هذا الدعم وقيادة هذه الحرب برئاسة رئيس الدولة العظمى مع كامل قيادات اركان بلاده العسكريين والسياسيين وبتشجيع معلن من زعماء الكونجرس بمسح غزة عن وجه الارض ها هي نتائج فكرهم العسكري وقوتهم العظمى تمخض عنها اكبر جريمة حرب عرفتها البشرية بقصف المستشفيات المحمية بالقوانين الدولية التي كلها الان تحت بسطار الجندي المهزوم في الميدان .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-10-2023 10:54 AM
سرايا |
2 - |
دائما مبدع ولكن لا يسعنا القول الا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
|
19-10-2023 11:43 AM
محمد الرفاعي التبليغ عن إساءة |