19-10-2023 09:29 AM
بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
... لماذا ستهزم إسرائيل؟
حين كنا أطفالا في معسكرات الزرقاء, نمضي العطلة الصيفية هنالك.. كان الجنود يفيقون مع أذان الفجر.. وفي أقل من نصف الساعة كان على الجندي, أن يحلق الذقن ويستحم ثم يرتدي زيه العسكري ويتفقد سلاحه.. بعد ذلك يكون في الطابور الصباحي ثم يذهب للإفطار..
من المستحيل أن تجد جنديا أردنيا، نام بعد الخامسة صباحا.. ومن المستحيل أن تجد ضابطا لم يوزع الوظائف ويتفقد سلاح (الخفر).. بعد بزوغ الشمس.. أن تفيق قبل شروق الشمس هذا الأمر يعتبر في المؤسسات العسكرية المحترمة, أول أبجديات الشخصية العسكرية والالتزام والانضباط.. والتعبير الحقيقي عن قوة الجيش.
ما حدث في غزة أنهم دخلوا عليهم بعد الساعة السادسة صباحا, وقد وجدوهم يغطون في النوم.. صادروا أسلحتهم, صادروا صباحهم..هزموهم وعرفوا أنهم من الجيوش المترهلة, لهذا اختاروا التوقيت الصحيح..
وهنا أسأل هل تنام الجيوش؟.. أنا من خلال تحليلي للمشهد اكتشفت أن المجندين في جيش الكيان الصهيوني يأتون للنوم وليس للقتال, لاحظوا (ثكناتهم) كانت تحتوي على (ثلاجات) ضخمة مليئة بالشوكلاته, وكل غرفة فيها (مكيف).. لاحظوا حجم الرفاهية والترف.. هل يعتبرون أنفسهم جيشا أم فرقة كشافة؟
الكيان الصهيوني, صار يؤمن أن أي حرب برية سيخوضها ستكون نتيجتها الانهيار.. وهذا ما أدركه الأميركان أيضا, لهذا انتقلوا للطائرات.. للجو, فمن ينتقل لهذا السلاح.. هو لا يقاتل بالضرورة بقدر ما يغطي على عورات وعيوب القوات الأرضية.. وهم يريدون ترحيل سكان غزة لأنهم وصلوا لحالة من الإدراك, أن هذا الخزان البشري الهائل.. وفي أي مواجهة برية قادمة, لن يكتفي أهله بالدخول إلى غلاف غزة بل سيصلون (تل أبيب).
العالم لا يساند إسرائيل, بل أدرك أن هذا الكيان الذي قام بزرعه في أرضنا.. قد أصبح هزيلا, وتافها.. لهذا انتقل لعملية صناعة الخوف والرعب, كما حدث في بغداد فقد سموا عمليتهم (بالصدمة والترويع) وهم يعتقدون أن القصف المكثف سيصنع هذا الأمر وبالتالي: سيجبر السكان على الرحيل وسيوفر على إسرائيل أي مواجهة برية.
إن ما يحدث هو محاولة الكيان, أن ننسى تاريخ (7) أوكتوبر.. هو يريد أن يقوم بإلهائنا بسيناريوهات التهجير, يريد أن يقوم بإنتاج (بروبجندا) إعلامية تمثل منهم ضحية.. وقوة خارقة في ذات الوقت, في النهاية ما يريدونه هو محو تاريخ هزيمتهم.. لهذا لجأوا لذات الإسلوب الأمريكي في بغداد (الصدمة والترويع).
أنا لم أنكسر ولا أحب الانكسار, ولكن الأصل أن الرد على هزيمتهم في (7) أوكتوبر, يتم عبر إدخال قواتهم البرية.. وإعادة المواجهة, وهم يدركون في قرارة أنفسهم, أن جيش إسرائيل قد انتهى.. ولا يجرؤ على القتال, لهذا اختبأوا خلف التكنولوجيا.
الذي صنع براميل (الشطة) في غزة, أهم من الذي ابتكر (القبة الحديدية).. على الأقل من صنعها أنتج هزيمة لهم, ومن صنع القبة الحديدية لم ينتج لهم النصر.. وبؤس الحياة في غزة تبين أنه انتصر على رغد العيش ورفاهيته في حصونهم العسكرية, فمن دخلوا بتاريخ (7) أكتوبر أغلبهم من أبناء المخيمات.. ومن أسروا بذات التاريخ أغلبهم من ركاب درجة رجال الأعمال في خطوط (العال) الصهيونية.. ما يحدث هو صراع حضارات.. أنا أتفق مع نتنياهو نعم هو صراع حضارات.. الحضارة الأولى هي غزة: وهي حضارة الإيمان, حضارة البساطة, والأهم أنها حضارة لا تعرف?الخوف.. أما الحضارة الأخرى فهي حضارة (اللمم) بمعنى أنهم اجتمعوا من كل بلاد الأرض على قاعدة دينية ومالية, لا يمتلكون إرادة ولا قضية ولا إيمانا.. يمتلكون دعما أمريكا بلا حدود وضعفا عربيا بلاحدود–كما قال الراحل المفكر المصري عبدالوهاب المسيري -..
كل ما يفعلونه الان من سيناريوهات تهجير ومن قصف ومن تدمير هدفه أن ننسى تاريخ 7 أكتوبر, وهدفه أن نخاف.. انتبهوا, لقد سقط زمن الخوف.. وإسرائيل في المرحلة القادمة لن تهزم من قبل الدول بل ستهزم من قبل محافظات في العالم العربي, غزة هي أصغر محافظة في الوطن العربي.. وهزمت أكبر قوة نووية في العالم بعد روسيا وأميركا..
حتما النصر قادم..
Abdelhadi18@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-10-2023 09:29 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |