19-10-2023 09:30 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
منذ السابع من الشهر الجاري، والأحداث تتسارع، فما تعيشه غزة، من ظلم وجور غير مسبوق، وصولاً إلى جريمة قصف المستشفى المعمداني، كان مشهداً لطالما حذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني.
وحيال التطورات، سابق جلالة الملك وبدبلوماسية جبارة إلى استباق الأحداث لتطويق اليمين الإسرائيلي المتغطرس، انطلاقاً من فهم عقلية اليمين الإسرائيلي، فكانت جولة جلالة الملك عبدالله الثاني في أوروبا، والضغط لأجل إيقاف المجزرة بحق أهلنا في غزة، وقابلها ترتيبات مؤتمر عمّان الرباعي، في محاولةٍ لرسم معادلةٍ تلجم العدوان الإسرائيلي، بأدواتٍ دبلوماسية تضع عواصم القرار الدولي أمام مسؤولياتها الإنسانية.
ولكن، تسارع الأحداث وغطرسة العقلية اليمينية في إسرائيل، ذهبت إلى تصعيد أكبر في جريمة المستشفى المعمداني، فكانت الغضبة الملكية، التي يمكن قراءة سياقاتها، بموقفين الأول، إلغاء قمة عمّان، لأنّ أي قمة لا توقف العدوان على الأهل في غزة، فلا داعٍ لانعقادها، مهما كان وزنها.
وكانت الدلالة الثانية، بالرسائل التي أوصلها جلالة الملك من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، وبحضور رؤساء السلطات، بأن الأردن سيتصدى لأيّ محاولةٍ لمس استقراره، ولأيّ تفكيرٍ متطرف يحاول تهجير أهلنا من فلسطين التاريخية سواءً من غزة أم من الضفة الغربية.
وهذه الغضبة الملكية، هي تأكيد على أن الأردن يضع خياراته كافة على الطاولة، مهما كان مستوى التصعيد والإسناد لإسرائيل وحكومتها المتطرفة.
هي سلسلة مواقف ملكية كانت بقدر التحدي، وكانت تعبيراً عن الاستجابة الأردنية ودورها التاريخي الذي لطالما كان نابعاً من وجدانٍ عربيٍ مؤمنٍ بفلسطين وعدالة قضيتها ويتحرك لرفع الظلم عن أهلها.
والأردن بقيادة الملك، يرمي اليوم بثقله الدبلوماسي والجغرافي والتاريخي، حتى يرفع الظلم عن أهلنا في غزة، وفي الضفة الغربية.. إذ ما تزال الجهود موصولة.
كما كان موقف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وإدانته بقوة لكل جرائم الاحتلال، والمناداة بضرورة محاسبة من ارتكب المجازر وبخاصةً مجزرة المستشفى المعمداني التي كانت علامةً فارقةً ومحطة كشفت للعالم مدى ما تحمله عقلية الاحتلال الإسرائيلي من تعطش للقتل والدمار، والدماء.
إننا اليوم نمر بمنعطفٍ جديد في تاريخ الصراع مع الاحتلال، وأحوج ما نكون إلى الوقوف خلف قيادتنا الهاشمية، وتمتين الجبهة الداخلية، فالأردن القوي هو حاجة لفلسطين وللمنطقة العربية، وما غضبة الملك حيال ما يجري ودوره إلا تعبيراً عن وجود صوت عربيٍ مسموع قادر على إيصال رسائله إلى العالم، ليكون الصوت الفلسطيني، والعربي مسموعاً.
فالكارثة التي يحذر منها جلالة الملك عبدالله الثاني منذ سنوات باتت اليوم تجري على مرأى ومسمع من العالم، وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني الموصولة ليلاً بالنهار، واتصالاته، ورسائله من مؤسسة الجيش العربي، هي تعبير عن محاولة رسم معادلةٍ تتصدى لمعادلة الاحتلال، بخطابٍ مضادٍ يقول للعالم إن الظلم والجور، والكارثة في فلسطين بحاجةٍ إلى أن يصحو العالم.
لطالما كان ملوك بني هاشم يحملون هم فلسطين معهم، ولطالما كان الملك عبدالله الثاني في مقدمة من ينادوا ويقفوا ويسندوا فلسطين وأهلها، سواءً أكان ذلك في زمن النكبة أم في زمن المحنة التي تعيشها فلسطين اليوم.. واليوم نقف خلف الملك وولي عهده في جهود إسناد فلسطين وأهلها، وحتى تتحقق العدالة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-10-2023 09:30 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |