21-10-2023 12:13 AM
سرايا - فيما ما تزال الهجمة الصهيونية الشرسة على قطاع غزة تحصد أرواح الأبرياء، يتصاعد التوتر بصورة متواترة مرشحة للانفجار لتعم معظم أراضي الضفة الغربية المحتلة، لتصبح جبهة ثالثة، إضافة الى الاشتباك مع حزب الله على الحدود مع لبنان منذ بداية الحرب على غزة.
ولليوم الـ14 على التوالي، يشن الاحتلال حربا دموية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد نحو 4 آلاف فلسطيني، وتدمير أحياء بكاملها.
وكانت كتائب عز الدين القسام وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية، شنت في السابع من من الشهر الحالي عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال، وقتلت حتى الآن أكثر من 1400 إسرائيلي وتمكنت من أسر أعداد كبيرة، وفق أرقام للاحتلال.
وبينما يستعد جيش الاحتلال لاقتحام غزة، تشهد الضفة الغربية اقتحامات واعتقالات يتصدى لها الشباب الفلسطينيون.
وتخشى الدول الغربية الداعمة للاحتلال من حرب أوسع نطاقا، يكون فيها جنوب لبنان جبهة ثانية والضفة الغربية جبهة ثالثة محتملة.
وحتى الآن، استشهد 83 فلسطينيا آخرهم جاء بعد عملية عسكرية تواصلت لنحو 30 ساعة، انسحبت بعدها قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم نور شمس (شمالي الضفة الغربية) صباح أول من أمس، مخلفة 13 شهيدا بينهم 5 أطفال، إلى جانب عدد من الجرحى بينهم عدة حالات بحالة الخطر، فيما قتل ضابط للاحتلال.
وبدا المدخل الرئيسي لمخيم اللاجئين الفلسطينيين وساحته كأنهما تعرضا لقصف صاروخي ثقيل دمر مباني وبنية تحتية ومركبات، وخرج السكان من منازلهم لتفقد بعضهم بعضا، وتوافدوا على بيوت الضحايا.
وقال أحد قاطني المخيم "إن الجيش يريد قتل روح المقاومة، لكنه فشل اليوم كما في السابق، ولن يقدر على فعل ذلك".
بدوره، رأى مدير اللجنة الشعبية بالمخيم طه الإيراني، أن ما جرى في نور شمس "أشبه بما يجري في قطاع غزة من قصف وتدمير".
وأضاف "أن ما حدث خلال العملية عبارة عن مجزرة بمعنى الكلمة، بحق الأرض والإنسان؛ استشهد 13 فلسطينيا بينهم 5 أطفال، وأصيب 30 بينهم 7 في حالة حرجة، واعتقلت مجموعة من السكان".
وتابع مدير اللجنة الشعبية بالمخيم "يريدون منا الرحيل وترك الأرض، لكن نحن هنا لن نرحل، ولن نترك هذه الأرض التي هي ملكنا وحقنا".
وفي حارة المنشية التي شهدت أشرس المعارك بين الجيش والمقاومين، تبدو الصورة أكثر قتامة، حيث دمرت الجرافات الإسرائيلية الشوارع.
ويقول إبراهيم مسالمة وهو أحد سكان حي المنشية "إن الوضع كان حربا حقيقية، نسمع الرصاص الحي، والقصف في كل مكان". ولفت إلى أن الجيش الاحتلال اقتحم منزله واحتجزه مع عائلته لعدة ساعات.
وخلال العملية، استخدم الجيش طائرات مسيرة، وعن ذلك، يقول فتحي حامد "كنا في البيت، وفجأة سمعنا صوت انفجار باب المنزل خرجنا مسرعين فإذا بـ9 شهداء على الأرض". ولفت حامد، وهو أحد سكان المنشية أيضا، إلى أن السكان هرعوا للمساعدة ومحاولة إيصالهم للمستشفى، لكن الحصار كان مطبقا، فتم نقلهم جميعا لمسجد الحي. وأضاف أن نجله كان بين الشهداء، وقال وهو يشير إلى الدماء أمام منزله "هذه دماء ابني ورفاقه".
وكان شهود عيان قالوا إن قوات الاحتلال "اقتحمت المخيم عند الساعة الثالثة فجرا، بعدد كبير من الآليات العسكرية والجرافات، وشرعت في تدمير ممتلكات وتجريف الشوارع والبنية التحتية". كذلك قطع الاحتلال الكهرباء والإنترنت عن المخيم خلال العملية،
إضافة الى الشهداء والجرحى، اعتقلت قوات الاحتلال بالضفة الغربية منذ السابع من الشهر الحالي، أكثر من 800 شخص.
وخرجت تظاهرات في رام الله لدعم حماس، وردد المشاركون فيها هتافات تظهر أن هناك شهية متزايدة للكفاح المسلح.
وقال صلاح وهو متظاهر يبلغ من العمر 20 عاما "الكل يأتي هنا وندافع عن غزة، من يقدر على الضرب بحجر يضرب به ومن معه سلاح "يطخ" (جنود الاحتلال)، يجب على السلطة أن تترك الناس تواجه (الاحتلال). يعطوننا سلاحا وسيرون ماذا سنفعل".
وقال موفق سحويل، وهو قيادي بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) "إن مواثيق الأمم المتحدة والشرائع الدولية والإنسانية تعطي الشعب الفلسطيني الحق في الدفاع عن نفسه باستخدام كل الإمكانيات وكل وسائل القتال للتصدي للاحتلال، وفتح وكل قوى الشعب الفلسطيني تطلق العنان ليد المقاومة للرد على الاحتلال وعلى جرائم الاحتلال".
وقال صلاح الخواجة، وهو ناشط في مجال مقاومة الاستيطان، إن "تصاعد المقاومة" في الضفة الغربية وراء حملة الاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال.
وبينما تسيطر حماس على قطاع غزة المحاصر، فإن الضفة الغربية خليط معقد من المدن الواقعة على سفوح التلال ومستوطنات الاحتلال ونقاط التفتيش العسكرية التي تقطع أواصر المجتمعات الفلسطينية.
وتتباين وجهات النظر بين مقر السلطة في رام الله والمناطق المهمشة الفقيرة بشأن جدوى "المقاومة".
ومن الأسباب الرئيسية التي تحد من أعمال المقاومة، الاتفاقيات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري "إن السلطة تحاول منع حدوث تداعيات، لأن المظاهرات التي تخرج بالآلاف حاليا يمكن أن تتحول إلى مظاهرات بعشرات الآلاف"، مشيرا الى أن هدف السلطة الحفاظ على الهدوء.
ويقول المسؤول السابق بجهاز أمن الاحتلال (شين بيت) ليور أكرمان، إن المخاوف من اضطرابات واسعة في الضفة الغربية "قائمة قبل حرب حماس".
وأضاف أن حماس تحاول منذ سنوات "بذل كل ما في وسعها لتحفيز (المقاومة) في الضفة الغربية".
وقال، إن الاحتلال قبض في الليلة الماضية على نحو 100 فلسطيني في الضفة الغربية، بينما في الأيام العادية كان الشين بيت "يعتقل فقط من لديه معلومات بأنهم يستعدون لهجمات".
ويقول محللون إن أحد مباعث قلق إسرائيل في الضفة الغربية هو الهجمات التي ينفذها الفلسطينيون الذين لديهم ولاءات متباينة، ولكن يجمع بينهم السخط العام للاحتلال.
وأظهرت استطلاعات رأي، جرت في الآونة الأخيرة، وجود دعم شعبي هائل بين الفلسطينيين للفصائل المسلحة.
وحتى قبل العدوان الحالي على غزة، كانت الضفة الغربية تشهد تصاعدا في التصدي للاحتلال.
وكثف الاحتلال مداهماته العسكرية، كما نفذ فلسطينيون هجمات تستهدف إسرائيليين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-10-2023 12:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |