22-10-2023 02:36 PM
بقلم : علي الشريف
حين تضع راسك عاي المخدة لتنام بعد يوم من المتابعه فان الصورة الاخيرة التي تبقى عالقة في ذهنك هي صورة اطفال في غزة قد تحولو الي اشلاء بفعل القصف الهمجي.... وتنام لا تدري ماذا تفعل او تقول.
وحين تستيقظ فان اول ما ستراه من اخبار هذه الدنيا صور عائلات باكفان قد ارتقت الي بارئها ويستعدون لدفنها في مقابر جماعية. فالارض لا زالت تضم الشهداء.
في غزة وحدها لا صوت فوق صوت الموت.... ولا مشهد غير مشهد الاكفان.. ولا شيء يطوف غير الدم والارواح في كل مكان.
في غزة وحدها يقتل الجنين في بطن أمه مع امه.... وتتجلي قدرةوالله ايضا بأن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي...
نحن لا نشاهد هناك الا هذه الصور وألات الموت الني تطوف فوق السكان والناس.
وفي المقابل هناك صور ربما لم ينتبه لها احد منها صورة الصمود رغم الحصار والدمار...
صورة الصغار الذين يستعدون للشهادة بكتابة اسمائهم علي اياديهم حتي يتم التعرف عليهم أن ارتقوا فلا بضيعون حتي في الموت.
غزه أسطورة الموت والدم والصمود...
أسطورة المقاومة والفداء تقانل وحدها بالارواح تجابه كل معتد اثيم باجساد عاريه جائعه لكنها ليست خائفه او مرتجفه.
هناك يولد الطفل رجلا وحين يخرج من رحم امه تكون قد ودعته ونذرته للجهاد فهي لا تدري ان خرج هل سيعود.
هناك يرضعون حب الجهاد من فوهات البنادق الموت عندهم عاده بل اصبح واجب وعباده والثقة بالله وبالنصر لا تتزعزع رغم ما هم فيه من دمار وقصف.
علي النقيض تماما حين ينشر العالم كله صور بنك الاهداف لنتياهو من اطفال رضع وشيوخ ركع ونساء محصنات لم نجد انه نشر اي صورة بالمقابل من الطرف الاخر تتحدث عن قتلاهم او ما اصابهم فقط نسمع التصريحات الغبية والمريبة..
هناك لا يحتملون الموت لا يحتملون الاسر.. لا يحتملون ضجيج الصواريخ. لا يحتملون لون الدم هم حتي يخشون سماع صفارات الانذار ..
هناك شيء اكبر من قدرتهم مستوطنات فرغت باكملها من سكانها خوفا وهلعا من سماع صوت صافرة الانذار بينما تبقي غزه صامده لان من فيها ولدوا من رحمها ليبقوا فيها.
هل رايتم قوما علي مر التاريخ يستقبلون الموت بمثل ما يستقبله الغزازوه....
هل رايتم يوما شخصا يحمل اشلاء طفله ليدفنها وهو يقول لن نهزم...
لقد ربط الله علي قلوبهم فاعطاهم القوة والصبر والتحمل بينما في الطرف الاخر... زرع الله في قلوبهم الرعب حتي من صوت صافرة....
في خلاصة الامر....
ستنتهي الدنيا ولن تنتهي المقاومة. فالذي يقاوم لاجل دينه وعرضه وارضه.. ليس كمثل المرتزق الذي جاء ليبحث عن ارض يسلبها من قواشين الشهداء...
هناك فرق بين ان تهرع للملاجيء وبين ان تستقبل القصف بصدرك ويدك مرفوعه للسماء ولسانك ناطق بالشهاده.
اهل غزة يختلفون عن باقي البشر انهم نوع خلق ليكونوا شهداء من ظهور شهداء يحملهم شهداء ويدفنهم شهداء... ويصلي عليهم شهداء...
هل تعتقدون ان شعب يذهب لينال الموت في سبيل الله سيهزم....
الا ان نصر الله قريب.. الا ان نصر الله قريب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-10-2023 02:36 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |