22-10-2023 09:24 PM
سرايا - أكدت الجماهير الأوروبية لكرة القدم، والتي تمثل شريحة واسعة من المجتمعات الأوروبية، مساندتها ووقوفها مع الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الغاشم الذي تتعرض إليه فلسطين عامة وغزة خاصة، عندما حرصت هذه الجماهير على رفع الأعلام الفلسطينية في المدرجات، خلال المباريات في الدوريات الأوروبية، مثل الدوري الإنجليزي والإسباني وغيرها من الدوريات
وكشفت مدرجات المباريات الجماهيرية في الدوري الإسباني والدوري الإنجليزي، أول من أمس، عن انتصارها للقضية الفلسطينية وتعاطفها مع شعبها في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، عندما حرصت هذه الجماهير على رفع العلم الفلسطيني، تعبيرا عن التضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني، ورسالة أيضا إلى العالم بضرورة وقف العدوان على غزة في انتصار للقضية الفلسطينية
ورغم مواقف الحكومات الأوروبية المساندة للاحتلال، إلا أن المباريات أكدت، أن عددا كبيرا من أبناء المجتمع الأوروبي، لا يؤيدون مواقف حكوماتهم، بدليل رفع العلم الفلسطيني في المباريات الجماهيرية، في مشهد يعكس عدالة القضية الفلسطينية حتى عند الغرب
ورفعت الجماهير الأعلام الفلسطينية، في أكثر من ملعب تضامنا مع الشعب الفلسطيني، حيث شهدت مباراة فريقي ريال سوسييداد وريال مايوركا في إطار الجولة العاشرة من منافسات الدوري الإسباني، قيام عدد كبير من مشجعي سوسييداد في التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين عبر رفع أعلام فلسطين في المدرجات بأعداد كبيرة، فيما كان مشجعو نادي أوساسونا أول من بادروا بهذه اللفتة الداعمة عبر رفع أعلام فلسطين في مدرجات ملعب "إلـ سادار" في بامبلونا، وذلك على هامش مواجهتهم مع غرناطة في افتتاح مباريات الجولة ذاتها
ويرى مراقبون، أن أندية إقليم الباسك، ستواصل دعم ومساندة الفلسطينيين، وذلك نظرا لتشابه الأفكار والمعتقدات بين الفلسطينيين وشعب الإقليم، فيما يتعلق بناحية النضال ضد الاحتلال والتطلع إلى الاستقلال، في أبسط حقوقهم التي يدافعون عنها
ومنذ بدء معركة "طوفان الأقصى"، تقف جماهير نادي سلتيك الاسكتلندي مؤازرة للشعب الفلسطيني في نضاله للتحرر من الاحتلال، وذلك من خلال مواصلة رفع الأعلام الفلسطينية في مباريات النادي التي يخوضها في المسابقات المحلية والأوروبية وحتى تلك التي تقام في مسرح الأحداث العالمي
وظهرت أعلام فلسطين مؤخرا في مدرجات ملعب "آنفيلد"، خلال استضافة ليفربول لجاره إيفرتون في "ديربي الميرسيسايد"، ضمن منافسات الجولة التاسعة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، في رسالة دعم للشعب الفلسطيني تتحدى قرارات رابطة "البريميرليغ" حول منع رفع أي أعلام تعنى بالصراعات السياسية
ويقول لاعب فريق نادي السلط لكرة القدم عبدالله ذيب: "الرياضيون يتأثرون بالأحداث السياسية، ونحن كلاعبين لا نتردد في بث رسائل الدعم بأرضية الملعب، وهي الطريقة ذاتها التي تنتهجها الجماهير المساندة للقضية الفلسطينية العادلة، ما تقوم به الجماهير في مدرجات الملاعب المحلية والعربية والأوروبية مهم من أجل إيصال الصورة الصحيحة حول الظلم والتهجير القسري الذي يتعرض له الفلسطينيون من قبل الاحتلال، الذي يواصل جرائمه دون محاسبة"
من جانبه، أكد لاعب المنتخب الوطني الأول لكرة السلة أحمد الحمارشة: "الرياضة أفضل طريقة ومنبر لمخاطبة العالم الغربي وايصال القضية العادلة للعالم بعيدا عن حملات التزييف التي نراها اليوم، يمكن من خلال تضامن الجماهير وحتى اللاعبين تغيير القناعات وبناء الفكرة الصحيحة، ولنا أن نتخيل أعداد المتابعين للاعبين وحتى الأندية عند نشر مثل هذه الصور في حساباتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي"
لاعب المنتخب الوطني للجمباز أحمد أبو السعود، يقول: "يمكن إيصال صوت صارخ إلى العالم الغربي من خلال الميدان الرياضي وفي مختلف الألعاب، لا شك أن ترديد الهتافات في الملاعب الداعمة للقضية الفلسطينية ورفع الأعلام الفلسطينية وقيام بعض اللاعبين بالاحتفال بتسجيل الأهداف من خلال إشارة النصر أو القيد، من شأنه أن يساهم ببث رسائل صحيحة تدفع الجماهير للضغط على حكومات بلادهم، أقلها بتجنب دعم الاحتلال، إذا لم تنجح بتبني قضيتنا العادلة"
ويبدو أن حملات التضامن التي تشهدها الملاعب الرياضية مع القضية الفلسطينية، لا تتوافق مع السياسات الحكومية للعديد من دول العالم الغربي، التي هرعت لإعلان تضامنها المطلق مع الاحتلال بحثه على مواجهة التهديدات وإقامة دولته المزعومة، في مشهد يجسد مقولة "الرياضة تصلح ما أفسدته السياسة"، لكن آلة الحرب الإسرائيلية بدأت أدواتها تطال كل من يتعاطف مع ضحايا غزة، في مشهد يجسد ازدواجية المعايير وطريقة تعاطي الغرب مع القضايا المهمة