23-10-2023 08:49 AM
بقلم : سهير بشناق
شكلت الحرب الواقعة على أهل غزة علامة فارقة بحياتنا.. بالرغم من أنها ليست الحرب الأولى على فلسطين ولن تكون الأخيرة طالما أن هناك فلسطيني يحيا بكرامة.. ويؤمن بعدالة قضيته وحقه بالأرض.
حرب غزة أوجعتنا حد القهر وأبكت قلوبنا كثيراً.. ونحن نشاهد كيف يكون الظلم بأقصى صوره.. وكيف صارت الطفولة في مهب الدم.. لم تعد محمية من الوجع والألم الجسدي والنفسي وفقدان الأمن.. في عالم لطالما نادى بحق الطفل بالعيش بأمن وضمان حقه بحياة تخلو من العنف.. ولكن الحرب وحدها تلقي بكل تلك المعاهدات والمواثيق التي تتعلق بالأطفال على قارعة الطريق الممتلئة بدماء وجثث هولاء الأطفال.
لم نعد نمتلك من القوة النفسية لمشاهدة ما يحدث على أرض غزة.. وهذا الكم الكبير من الوجع.. ولكن ندرك جيدًا أننا لن نتوقف.. وستبقى قلوبنا نابضة بالحزن والقهر أمام كل شهيد وكل طفل يفقد أمه.. وكل أم تفقد أطفالها وبيتها وحياتها.
كيف ننسى ولماذا ننسى؟ وهل يمكن لذاكرتنا أن تنسى كل ما حدث بأهلنا في غزة؟.
نحن لا نريد أن ننسى برغم كل الألم النابض بأرواحنا.. وبرغم الشعور بالظلم.. وأن العدالة لن تكون على الأرض إلا أن النسيان لا يليق أبداً بغزة العظيمة وأهلها وكل ما تعرضوا إليه بشاعة وقتل ودمار.
حزننا كبير تكاد الحياة لا تتسع له..
كم تغيرت حياتنا كثيراً بتلك الحرب..
باتت أيامنا ثقيلة محملة بالعجز ونحن نرى أن شعبنا الفلسطيني والأهل في غزة يصارعون الموت بمفردهم.. ويصارعون الحياة علهم ينالون منها ما تستحقه فلسطين اليوم وغداً.. وفي كل زمان.
نحن لن ننسى وهم لا يمكنهم أن ينسوا.. لن تعود غزة بعد اليوم كما كانت عليه ونحن ايضا لن نعود.. ستبقى تلك الحرب الظالمة علامة فارقة بحياتنا وحياة الإنسانية.
وهل نملك سوى ألا ننسى.. فذاك الوجع بحجم الحياة.. وتلك هي «غزة» التي من بعد اليوم سترفع حجم الدمار الذي ألم بها وحجم قهر وحزن أهلها بوجه العالم كله..
وستتذكر تماماً أنها كانت تعاني وحدها.. لأننا تماماً مثلها نعاني لوجعها ولا نملك سوى ألا ننسى.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-10-2023 08:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |