24-10-2023 09:22 AM
بقلم : فايز الفايز
دعَونا نشرّح كيف خَلق رجل صهيوّني عازب فكرة المواجهة بالقتال لانتزاع وطنّ ليس له ولا لأمته، ذلك المقبور يدعى «ديفيد بن غوريون» حيث تلقى تعليمه في مدرسة عبرية أسسها والده، الذي كان ينتمي إلى «محبي صهيون» وتشرب دماء الذئاب، يعرف أنه أول رئيس لحكومة الكيان الصهيوني، فكيف استعد لاغتصاب الأرض الفلسطينية وتشريد أهلها منها قبل أربعين عاماً من اغتصابهم الفعليّ العام 1948، وحسب سيرته، فإن بن غوريون وصل إلى ميناء يافا في فلسطين العام 1906، وهو ابن عشر سنوات، وما أن وطأ الأرض توجه فوراً إلى مستوطنة «بيتاح تيكفا»، حيث?عمل في أعمال البناء وقطف الثمار في البيارات ومعاصر النبيذ، وبدأ يتدرج حتى وصل سن الثامنة والعشرين.
انتقل بن غوريون إلى مستوطنة سجرة في الجليل ليعمل في الزراعة، وهناك بدأ ينظم مجموعات العمال لإقامة منظمة حراسة يهودية عرفت بـ (الحارس)، ومن تلك الخليّة تأسست المنظمة للعمل والتخطيط لإقامة قوة يهودية مسلّحة، وبعدها سافر بن غوريون برفقة صديقه اسحق بن تسفي إلى اسطنبول لدراسة الحقوق فيها بدافع الحاجة إلى محامين يهود ليدافعوا عن قضايا ودعاوى تتعلق بحياة اليهود في المستوطنات اليهودية.
عاد بن غوريون إلى «فلسطين»، وكانت الحرب العالمية الأولى قد اندلعت، فترك مقاعد الدراسة والانضمام إلى مساعدة اليهود في المستوطنات، وحتى يبقى على أرض فلسطين، قبِل ديفيد الجنسية العثمانية كي لا يُطرد من فلسطين، ولكن السلطات العثمانية نفته إلى الإسكندرية مع مجموعات يهودية كانت تتآمر على العثمانيين، ومن هناك فرّ وصديقه «بن تسيفي» إلى الولايات المتحدة ليواصل نشاطه هناك من أجل نشر الأفكار الصهيونية والاشتراكية ومن أجل إقامة كتائب عبرية في إطار الجيش البريطاني.
في عام 1918 تجند بصفوف الكتيبة العبرية في الجيش البريطاني وعاد معها إلى أرض إسرائيل، ومن هناك بدأ بتنظيم اليهود كي يستعدوا للمواجهة، وحتى يضع تصوراته لمستقبل اللاجئين اليهود تسلم منصب رئيس إدارة الوكالة اليهودية وقام بتحديد سياستها في مواضيع مثل هامة؛ كالصراع السياسي حول مستقبل «أرض إسرائيل» والاستيطان وحركة تهجير اليهود لفلسطين، وغيرها من النظريات لتأسيس وطن لليهود بناءً على وعد بلفور.
لقد تمكن ذلك المشرّد في التوسط لدى السلطات السوفييتية لتخفيف حكم نفي اليهود إلى سيبيريا واستبدله بمغادرة الاتحاد السوفييتي إلى فلسطين، وما هي إلا سنوات حتى تزعم بن غوريون حزب (مباي)، وقام بتنظيم التمرد اليهودي ضد السلطات البريطانية، حيث أشرك كل العصابات وعلى رأسها(الهاغانا) تحت مظلة واحدة، وبدأ منذ العام 1946، في السعي إلى تأسيس قوة عسكرية يهودية مستقلة في فلسطين استعداداً لما سيجري عند وقوع الحسم ضد العرب الفلسطينيين، ليصبح أول رئيس لحكومة الاحتلال عبر سنوات كان فيها أصلب من الصخرّ.
لقد كان بن غوريون رائداً بقيادة الكيان العبري، حيث شارك بتأمين وصول أعداد كبيرة من اللاجئين اليهود، وأقام مشاريع استيطانية كبيرة، والتوقيع على اتفاقية التعويضات مع ألمانيا الغربية العام 1952. كما قام بجهد لبناء جيش «الدفاع الإسرائيلي» وجهاز الأمن والاستخبارات، وهذا ما نتج عنه بروز الكيان الصهيوني كقوة احتلال ترعاها الولايات المتحدة وبريطانيا وزمرة المنافقين حتى اليوم.
كل ما ذكر آنفاً، يدل على أن التشرذم العربي لم يأت من فراغ، بل بمخطط مدروس لعزل كل دولة على حدة، حيث، وبدافعية من الدول الكبرى اشترى العالم العربي بمليارات الدولارات أسلحة،وفي حين بات المواطن العربي يحتاج إلى تأشيرة دخول، فيما تأتي قطعان الصهاينة من كل صوب وحدب، ولو كان بن غوريون اليوم على قيد الحياة، لخرج علينا لتحية العرب على صبرهم تجاه بني صهيون، فكم منهم سيبقى لو تحرك العرب بتسونامي بشرّي لتطهير الأرض المقدسة، بدل «الفرجة» على مذابح غزة.
Royal430@hotmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-10-2023 09:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |