حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6685

نضال الألوف

نضال الألوف

نضال الألوف

24-10-2023 09:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
أنا أستمع للإذاعات المحلية, واستمعت أمس لأحد المتصلين وقد تبرع لغزة بـ (200) ألف دينار... قفزت المذيعة, وقالت: ما شاء الله.. والمذيع أيضا صفق, وتم مدح الشعب الأردني على كرمه.. ثم تبرعت سيدة أخرى بـ (20) ألفا, ردة الفعل نفسها كانت من المذيع ومن المذيعة...

حسنا... من يملكون المال يستطيعون التبرع, ماذا بالنسبة للذين يملكون رواتبهم فقط؟... ماذا بالنسبة للذين يملكون الدعاء, ويفيقون مع شذرات الفجر الأولى.. ويرفعون الأكف الضارعات الممزوجة بالدمع.. والممزوجة بحديث الرسول: (لك العتبى حتى ترضى)... ماذا بالنسبة للذين يسكنون القرى النائية, ويتمنون لو أنهم في (غزة) الآن.. يحمون ترابها والمصير, وينشدون الشهادة مع كل قذيفة..

ماذا بالنسبة للفقراء في هذا الوطن, والذين يراقبون الشاشات فقط... ولو طلبت منهم أن يسيروا إليها حفاة على أقدامهم, لحملوا أرواحهم وطافوا بالمخيمات هناك.. وقاتلوا بإظافرهم وأسنانهم...

مجتمعات الأغنياء والثراء تستطيع التبرع... ماذا بالنسبة لشيخ المسجد في حارتنا, والذي وضع السواك في فمه, وصلى العشاء.. وأخبرني بأنه نسي الطعام منذ يومين, وأنه صار يشتهي أن يرحل عبر البحر إليها... وأن تكون سويعاته الأخيرة من العمر على رملها.

ماذا بالنسبة لعمال الوطن.. الذين يستظلون تحت الشجر في أحياء عمان الغربية, ويقتنصون لحظة من العمل كي يراقبوا شاشة تلفاز تظهر فيها اثار القصف على غزة, ويميلون الرأس حزنا وعجزا.. ثم يرحلون مع صمتهم ويتركون في المدى شهقة ودمعة..

إن أساس كل تبرع يقوم على الحديث النبوي: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها, حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)...

غزة تحتاج لمن يخرجون في شوارع هذا العالم ويرفعون صوتهم بالرفض المطلق, تحتاج لمن يعلموا أولادهم أن المعركة لم يهدأ غبارها بعد, وأن أغلى الأماني هي أن تكون مؤمنا بمقولة: (طاب الموت يا عرب)... غزة تحتاج للمبادئ الان.. ولا تحتاج لاستعراض المال وحجمه, تحتاج لمن يقفون معها بالدم.. وليس بذكر حجم التبرعات على الأثير والتصفيق..

غزة لا تحتاج إلى نضال الدولارات, وذكر أسماء المتبرعين... وعرض الأمر في زاوية المزاد العلني ومن يدفع أكثر... هي تحتاج لمزاد في الدم ومن يجرؤ أن يمنح دمه كشربة تروي عطش القضية والتراب..

إذا كان لابد.. فالأصل أن لا تعلم اليد اليمنى عما تنفقه اليسرى, لأن الدم أغلى من المال.. ولأننا نحن الفقراء, في منابر التبرع للاسف لا نملك منافسة ولا قدرة.., لكن حين تحتاج البلد الدم..وحين تحتاج فلسطين له, حتما سنكون أول من يدفع.

Abdelhadi18@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 6685
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-10-2023 09:23 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم