24-10-2023 09:24 AM
سرايا - عن دار فضاءات الأردنية للنشر والتوزيع، صدرت الطبعة الأولى من كتاب (خرافة النقد العذري؛ أدبنا العربي القديم في ضوء منهجنا الثقافي الحديث) للكاتب والناقد و الأكاديمي الأردني الدكتور غسان عبد الخالق، في مجلّد أنيق جاء في 200 صفحة من القطع الكبير، واشتمل على مقدّمة عنوانها (لماذا نقرأ الأدب العربي القديم من منظور النقد الثقافي الحديث؟)، وخاتمة عنوانها (ما الفلسفة والفيلسوف المطلوبان؟) فضلاً عن 40 مقاربة نقدية مكثّفة، لأبرز المفاصل في الأدب العربي القديم، مثل: هل تحالف الشعر والفكر في العصر العباسي؟ ولماذا اختف? دواوين القبائل العربية؟ وهل كان إخوان الصفاء فلاسفة أم سياسيين؟ وهل كان الصعاليك فرسانًا اشتراكيين؟ وهل انطلق عنفنا اللغوي من ديوان النقائض؟ وكيف سمحنا لزنديق وشُعوبي بتصدّر النثر العربي القديم؟
يتساءل الناقد الدكتور غسان عبد الخالق في مقدّمته للكتاب: (هل يستدعي ما جاء في هذا الكتاب أن ندير ظهورنا لأدبنا العربي القديم الذي طالما قُدّم لنا أو طالما قدّمناه بصورة وردية جميلة، وخاصة إذا نظرنا بعين الاعتبار الشديد – على سبيل المثال لا الحصر – إلى حقيقة أن الرّاويين الرئيسين لشعرنا القديم (حمّاد الرّاوية وخلف الأحمر) ليسا أكثر من مغامرين أفّاقين، أو إلى حقيقة أن حارسي بوّابة نثرنا القديم (ابن المقفّع وسهل بن هرون) ليسا أكثر من زنديق وشعوبي؟!).
ويجيب قائلاً: (أحسب أن الجواب السديد، يتمثل في ضرورة تفهّم هذا التداخل المربك الذي قد يصل حدود الفوضى أحياناً، وفي ضرورة مواجهته بدلاً من مواصلة القيام بدفن رؤوسنا في رمال الصور النمطية الوردية الخادعة، لأن هذا التفهّم وهذه المواجهة، هما اللّذان يمكنهما أن يتكفّلا بإنهاء حالة الإنكار العبثي الذي قد يصل بباحث تقليدي، حد الانهيال على معتقدات الجاهليين بالقدح والذم من جهة، وإعلاء المعلّقات فوق مستوى التحليل والنقد إلى درجة التقديس من جهة ثانية؛ فأي انفصام وأي ازدواج بعد هذه المفارقة؟!
وبخصوص إيضاح مدلول العنوان وأطروحة الكتاب، يؤكد الدكتور غسان عبد الخالق: (على الرغم من اشتمال المدّونة النقدية العربية المعاصرة على جهود تفكيكية جريئة، فأنا ملزم بالقول: إن غالبية جهودنا النقدية منقوعة في التغنّي بأدبنا العربي القديم على نحو مثالي ورومانسي وانتقائي، وإن غالبية هذه الجهود خجولة وحذرة ومفعمة بالخوف من السقوط في مشاعر الذنب، جرّاء خشيتها من تجاوز الحدّ في التواصل مع هذه الأدب الذي تعالى وتطهّر وتنمّط، على نحو يذكّرنا بموانع خرافة الحب العذري التي لم أدّخر وسعًا في هذا الكتاب لتقويضها جملةً وت?صيلاً، انطلاقًا من قناعتي بأن النقد الجذري هو انتهاك معرفي ومنهجي متواصل لتعالي النص والسّياق، وبأن التنصّل من هذا الواجب – عبر الاختباء خلف الواجهات الجمالية المحايدة أو الموضوعية المدرسية الباردة–ليس أكثر من هروب مكشوف من ضرورة حراثتهما).
والجدير بالذكر، أن السارد والناقد والأكاديمي الأردني الدكتور غسان عبد الخالق، يعمل الآن عميدًا لكلية الآداب والعلوم التربوية و أستاذًا للأدب والنقد في جامعة فيلادلفيا التي التحق بها عام 1996 مدّرسًا، ثم تدرّج بعد ذلك فأصبح مساعدًا لعميد الآداب، ثم مساعدًا لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، ثم عميدًا لشؤون الطلبة، ثم عميدًا لكلية الآداب والفنون. كما ترأس اللجنة المنظمة لمهرجان فيلادلفيا للمسرح الجامعي العربي (2003-2009) واللجنة المنظمة لمؤتمر فيلادلفيا الدولي وهيئة تحرير مجلّة فيلادلفيا الثقافية (2012-2019). ?سبق لعبد الخالق أن شغل منصب أمين الشؤون الخارجية في رابطة الكتاب الأردنيين ورئيس جمعية النقاد الأردنيين لدورتين متتاليتين ورئيس هيئة تحرير (مجلة أفكار) الصادرة من وزارة الثقافة الأردنية. وقد صدر له حتى الآن ثلاثون كتابًا في الفكر العربي والنقد الأدبي والرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-10-2023 09:24 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |