سرايا - ضمن عملية أوبرا (Opera)، استهدفت إسرائيل عام 1981 مفاعل تموز النووي العراقي الذي أنشئ في وقت سابق بمساعدة فرنسا عقب اتفاق وقّع بين صدام حسين ورئيس الحكومة الفرنسية بتلك الفترة جاك شيراك. وفي خضم هذه العملية، التي جاءت في خضم الحرب العراقية الإيرانية، دمرت الغارة الإسرائيلية قسما هاما من المفاعل الذي أصبح خارج الخدمة.

وبعد مضي نحو 9 سنوات، تلقى برنامج التسلح العراقي أثناء فترة صدام حسين ضربة أخرى عام 1990 عقب اغتيال العالم الكندي جيرالد بول (Gerald Bull) الذي عمل بتلك الفترة على إنشاء مدافع عملاقة لصالح صدام حسين.


أبحاث بجنوب أفريقيا
حظي جيرالد بول بمسيرة علمية جيدة حيث تخرج الأخير من جامعة كوينز (Queen's University) بمدينة كينغستون الكندية. فضلا عن ذلك، درّس الأخير بجامعة ماكغيل (McGill) وانتقل للعمل لوهلة بالولايات المتحدة الأميركية حيث أجرى أبحاثا على مشروع هارب (Harp) الأميركي الكندي حول المقذوفات الباليستية ومدى قدرتها على اختراق الغلاف الجوي.

وعلى الرغم من حالة حظر الأسلحة التي أقرت ضد جنوب أفريقيا بحربها ضد أنغولا، المدعومة من السوفييت، بسبب سياسة الميز العنصري المنتشرة حينها بهذا البلد الأفريقي، أرسل جيرالد بول نحو جنوب أفريقيا، بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، لمساعدة الجنوب أفريقيين على تطوير مدافعهم وجعلها قادرة على بلوغ مسافات أبعد لمواجهة القوات الأنغولية والكوبية التي تواجدت بالمنطقة حينها بدعم من الاتحاد السوفيتي.


بسبب مساعدته لجنوب أفريقيا، واجه جيرالد بول عددا من التهم وحكم عليه بالسجن ستة أشهر بالولايات المتحدة الأميركية. وبسبب ذلك، انتقل الأخير للعيش ببلجيكا وحافظ في الآن ذاته على علاقاته بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

اغتيال جيرالد بول
أثناء فترة حظر السلاح المفروضة بالشرق الأوسط بسبب الحرب العراقية الإيرانية، شجعت وكالة الاستخبارات الأميركية جيرالد بول على التوجه نحو العراق لمساعدة العراقيين في تطوير أنظمتهم المدفعية. وبالعراق، ساعد بول العراقيين على تطوير نظام المدافع ذاتية الحركة من نوع فاو عيار 210 ملم.


مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية، اتجه جيرالد بول للعمل على نظام مدافع جديد لصالح صدام حسين. وبتلك الفترة، استحسن صدام حسين فكرة هذا المشروع الذي لقّب بمشروع مدافع بابل. وحسب تصاميم جيرالد بول المستوحاة من مشروع هارب الأميركي الكندي، اتجه بول بادئ الأمر لإنتاج مدافع بابل الصغرى التي بلغ طولها 64 مترا وعيارها 350 ملم. وفي الأثناء، صنّف هذا المدفع ضمن قائمة المدافع الخارقة التي كانت قذائفها قادرة على اختراق الغلاف الجوي. وبالفترة التالية، تحدث بول عن مدفع بابل الكبير الذي قيل إن طوله قد يتجاوز 150 مترا.

جيرالد بول



خلال شهر آذار/مارس 1990، عرف مشروع مدافع جيرالد بول نهاية مفاجئة. فبشقته ببروكسل ببلجيكا، قتل الأخير من قبل مجهولين بخمسة رصاصات استقرت اثنتان منها بعنقه.

عقب مقتل جيرالد بول، ظهرت العديد من الروايات حول القتلة. ووجّهت أغلب الاتهامات نحو الموساد الإسرائيلي الذي اتهم باغتيال بول لمنع العراق من الحصول على المدافع الخارقة.

• إقرأ أيضاً : الدحدوح يعود لنقل جرائم الاحتلال
• إقرأ أيضاً : شاهد .. صور أقمار صناعية تظهر حجم دمار هائل في غزة