29-10-2023 10:08 PM
بقلم : هاشم الخالدي
في الحروب… تتغير مفاهيم مهنة الصحافة.
ويتغير معها مفهوم الإعلام.
حينها. على القلم أن يتحول من الكتابة بالحبر إلى الرشق بالرصاص… فقط عليك أن لا تكرر إشاعاتهم، … هذا هو المطلوب منك.
أتعلمون أيها السادة أكثر ما يؤلم في هذه القصة؟
إنك كإعلامي أو كناشط تقوم من باب المهنية (كما تعتقد) بإعادة نشر أكاذيب العدو، دون أن تدرك أنك بذلك أسهمت في شراء الرصاص الذي يقتل أهلنا في غزة.
لا بل. الأنكى في القضية أن إعلام العدو الذي قد يكون قد أطلق تلك الإشاعة وهو مختبئ في غرفة محصنة حالكة الظلام خوفًا بات يقهقه ضاحكًا حين يراك قد ساهمت في نشر أكاذيبه، فيظن أنه انتصر عليك، دون أن تدري. فانتبهوا!
من ضمن تلك الرصاصات التي ساهم بعضنا في تذخيرها لسلاح العدو عندما كذبوا كذبتهم باكتشاف اسم وصورة (الملثم) أبو عبيدة وحينها سارع البعض بنشر تلك القصة تحت عنوان (إسرائيل تكشف هوية كذا)
فأين هي الرسالة الإعلامية التي أوصلتها أنت وهو، وذاك حين نشرت تلك الإشاعة الهدامة؟ لا أدري!
أمر آخر يجب التنبه إليه:
ليس من الضرورة أن تكرر أكاذيب صحافتهم التي قد تساهم في إحباط قرائك ومن حولك، فالرسالة التي تكررها من باب (المهنية كما تعتقد) قد تتسبب في مقتل كثيرين حولك (نفسيًا) والقتل النفسي يوازي القتل بالرصاص!
تذكرون في عملية طوفان الأقصى التي قادتها المقاومة.
اعتمد مقاتلو حماس على نقطة في غاية الأهمية عندما قامت كوادرها بتركيب كاميرات محمولة على الرؤوس، وتلك المشاهد المصورة بكاميرات بدائية ساهمت إلى حد يتخطى الحدود بانهيار مقولة (الجيش الذي لا يُقهر) عندما أظهرت تلك الكاميرات أن معظم هذا الجيش ظهر بالملابس الداخلية، ولم يكن لديه أدنى خطط لحماية مستوطنات في غلاف غزة!
ولولا الكاميرات لأنكر الاحتلال مداهمة المقاومة لمستوطنات غلاف غزة، ولانكروا لبطولات كلهن التي سطرها المقاومون من خلال تلك الكاميرات، فأسقط الاحتلال بين يديه حين تسببت تلك المشاهد في انهيار معظم سكان المستوطنات بمئات الآلاف، وجعلهم يغادرونها فورا!
في المقابل أدرك الكيان المحتل أنه انهزم إعلاميا بعد عملية طوفان الأقصى، فأصدر أوامره المعتادة لأي (صهيوني) بمنعه من تصوير آثار الصواريخ التي يطلقها المقاومون باتجاه سديروت وشكيم وتل أبيب الكبرى وبئر السبع وعسقلان وأسدود وغيرها الكثير الكثير!
ألم تلاحظوا خلال اليومين الماضيين أنهم سمحوا لبعض المستوطنين بنشر فيديوهات معينة؟؟
ألم تلاحظوا أن تلك الفيديوهات ركزت على الحرائق في الشقق المدينة والحرائق في سيارات المدنيين؟
هل علمتم الآن ما هي الرسالة الإعلامية التي سمحوا من خلالها بنشر تلك الفيديوهات؟
نعم.
هم يريدون أن يخففوا الضغط عليهم أمام العالم ليقولوا بأن المقاومة أيضا تقصف المدنيين الآمنين!
بينما الحقيقة بأن صواريخ المقاومة أصابت بالعمق تجمعات لجيش الاحتلال ومراكز أمنية وآليات عسكرية بكميات ضخمة، لكن ذلك لا يظهر للمشاهد وغير مسموح بنشره تحت طائلة تهمة (الخيانة)
أخيرا أقول إن علينا أن نكون أذكياء لا بل دهاه في نقل الرسالة الإعلامية التي نريد إيصالها، وأن نكف عن التسابق الإعلامي لمجرد أن نحصل على إعجابات قد تكون قد تحولت في لحظة إلى رصاصات في جسد أحبتك في غزة… فانتبهوا!
الكاتب : مؤسس وكالة سرايا