30-10-2023 08:31 AM
سرايا - يعتبر حليب الإبل مصدراً غنياً بالمواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان، وأطلق على حليب الإبل اسم ذهب الصحراء الأبيض؛ لما له من فوائد جمة، وذلك لاحتوائه على الكثير من المعادن والفيتامينات الهامة، وبكميات أعلى مقارنة بحليب البقر، ويتميز عن غيره بأن له طعم مالح قليلاً، بالإضافة لاعتباره بديلاً عن حليب البقر للأشخاص الذين يعانون من حالة حساسية اللاكتوز
تكمن فوائد حليب الإبل في أنه الحليب الأقرب لحليب الأم مقارنة بغيره، مما يجعله سهل الهضم، فضلاً عن امتلاكه خواصاً مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، جعلت منه علاجاً للكثير من الأمراض، مثل السكري والربو وأمراض المناعة الذاتية والقلب.
الحليب في الأصل سائل أبيض اللون، مكون من مزيج لكرات دهنية مستحلبة، أي مجبرة على الامتزاج والاختلاط، مع سائل مائي، ولذا لدينا في أي نوع من الحليب جزء دهني وجزء مائي. والجزء الدهني مكون من كرات صغيرة تحتوي في قلبها على مواد الزبدة الدهنية (بالإنجليزية: Butterfat Globules). ويحيط بهذه الدهون غلاف مكون من مركبات فسفورية وبروتينات. ووظيفة هذا الغلاف الفسفوري البروتيني هي:
تسهيل حجز وحفظ الكتل الصغيرة للزبدة الدهنية، ومنعها من التجمع وتكتل بعضها على بعض وتكوين كتلة كبيرة وواضحة للعيان من زبدة المواد الدهنية.
تسهيل عملية الامتزاج، الصعبة بالأصل، للمواد الدهنية في السائل المائي.
حماية الكتل الدهنية الصغيرة من تأثيرات الإنزيمات الهاضمة الموجودة بشكل طبيعي في السائل المائي للحليب.
وضمن مكونات الكرات الدهنية، توجد الفيتامينات الذائبة في الدهون، وهي الفيتامينات الأربعة فيتامين أ، وفيتامين ك، وفيتامين E، وفيتامين د.
كما يحتوي الغلاف الفسفوري البروتيني على بروتين كازين، وقشور صلبة من الكالسيوم والفسفور، وهذا البروتين يشكل أكثر من 80% من البروتينات الموجودة في الحليب. وضمن السائل المائي، يوجد سكر اللاكتوز، وبروتينات، وإنزيمات، وخلايا مناعة، ومجموعات من المعادن والفيتامينات المائية.
وسكر اللاكتوز من السكريات الثنائية التي تتحلل بالهضم في الأمعاء، لتعطي كلا من سكر الغلوكوز وسكر الغلاكتوز الأحاديين، اللذان يعدان من السهل امتصاصهما في بطانة أمعاء الإنسان.
القيمة الغذائية لحليب الابل
يحتوي حليب الإبل على نسبة عالية من البروتينات، كما أنه يحتوي على عناصر غذائية عديدة، مثل، البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والحديد، والمنغنيز، والنحاس، والصوديوم، والزنك، ويتميز عن غيره بسبب احتواءه على كميات قليلة من الكوليسترول والسكر.
القيمة الغذائية لكوب واحد من حليب الإبل:
السعرات الحرارية: 107 سعرة حرارية.
بروتين: 5.4 جرام.
نشويات: 11 جرام.
سكريات: 8 جرام.
كوليسترول: 17 جرام.
ماء: 221 جرام.
حديد: 0.4 ملغ.
فيتامين أ: 225 وحدة دولية.
صوديوم: 150 ملغ.
كالسيوم: 293 ملغ.
فوائد حليب الابل لمرضى السكري
من المعروف أن من أهم العوامل المسببة لمرض السكري وخاصة من النوع الأول، هو النقص في مستوى هرمون الإنسولين في الدم، الهرمون الرئيسي المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم. وقد وجد احتواء حليب الإبل على العديد من العناصر الغذائية الهامة، بما في ذلك الإنسولين، بناءً على ذلك، فإن شرب حليب الإبل واستهلاكه بشكل مستمر، يساعد في الوقاية من الإصابة بمرض السكري أو حتى الاستغناء عن حقن الإنسولين العلاجية.
فوائد حليب الابل لعلاج مرض اضطراب طيف التوحد
مرض اضطراب طيف التوحد مرض عصبي ينتج عنه اختلالاً في التواصل الاجتماعي عند المريض، وسلوكيات نمطية متكررة، وقد وجد أنه من الممكن علاج التوحد بحليب الإبل، كما أنه يؤدي إلى تحسن تدريجي في أعراض التوحد، كالتالي:
يعالج مشاكل النوم والجهاز الهضمي.
يساعد في تحسين التواصل البصري بشكل ملحوظ، حيث تظهر الاختبارات الإدراكية والسلوكية عند المريض نتائج إيجابية، ويصبح المريض أكثر هدوءاً.
فوائد حليب الابل لعلاج امراض المناعة الذاتية
يحتوي حليب الإبل على الكثير من الأجسام المضادة التي تهاجم الأجسام الغريبة، مما يرفع ويعزز من مناعة جسم الإنسان، وعلى الرغم من أن أمراض المناعة الذاتية مثل مرض التصلب اللويحي المتعدد ومرض كرون تتم معالجتها باستخدام الأدوية المثبطة للمناعة، إلا أنها أثبتت قدرة حليب الإبل على معالجة مثل هذه الأمراض والسيطرة على أعراضها.
فوائد حليب الابل كمضاد للبكتيريا والفيروسات:
يمتلك حليب الإبل خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، أمكنت من استخدامه في الكثير من الأمراض، نظراً لاحتوائه على تراكيز عالية من الأنزيمات مثل اللاكتوفرن، واللاكتوبيروكسايديز، القادرة على قتل أنواع متعددة من البكتيريا ومنع الإصابة بالفيروسات.
وقد وجد أن اللاكتوفيرن يساعد في الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي سي، عن طريق إيقاف دخول الفيروس إلى خلايا الجسم، كما ويمكن استخدام حليب الإبل لعلاج مرض السل البكتيري الذي يصيب الرئتين. وقد أظهر فاعليته حتى في حالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
كما وجد أن حليب الإبل مضاد للالتهابات، فقد استخدم في علاج التهابات القصبات الهوائية والكحة، بالإضافة لتخفيف آلام التهابات المفاصل والعظام.
فوائد حليب الابل للمعدة
من فوائد حليب الإبل للمعدة أنه يستخدم في علاج للإسهال، على عكس تساؤل لماذا حليب الإبل يسبب إسهال، يحتوي حليب الإبل على مخزون عالي من البوتاسيوم والصوديوم، وقد أثبت قدرته على معالجة الإسهال وخاصة الإسهال الفيروسي.
فوائد حليب الابل للكبد
قد تساعد العناصر الغذائية الموجودة في حليب الإبل في مقاومة الفيروسات التي تسبب أمراض الكبد. كما أنه فعال في خفض مستويات بعض إنزيمات الكبد في حال ارتفاعها، وهو ما يعد علامة على تحسن صحة الكبد.
كما أن من فوائد حليب الإبل للكبد أنه يزيد من مستويات بروتينات الجسم الكلية التي تنخفض أثناء مرض الكبد.
تكثر فوائد حليب الإبل، ونذكر منها أيضاً:
حليب الإبل مضاد للشيخوخة: يعتبر حليب الإبل من المصادر الغنية بالكثير من المعادن والمركبات المفيدة لجسم الإنسان، من ضمنها مركب حامض الهايدروكسيل الذي يساعد في التقليل من التجاعيد ومحاربة علامات الشيخوخة في البشرة.
مضاد للتأكسد: يحتوي حليب الإبل على مضادات الأكسدة، التي تحمي الجسم من عوامل تصبغات الجلد وتكون الخلايا السرطانية.
يعزز النمو الجسدي للأطفال: يساعد حليب الإبل على نمو العظام والجسم بصورة سليمة، وذلك بسبب احتوائه على البروتينات الحيوانية. فقد استخدم للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مما حسن من نموهم وصحتهم بشكل ملحوظ.
علاج لحساسية الطعام: يحتوي حليب الإبل على الغلوبولين المناعي المشابه لذاك المتواجد في حليب الأم. ووجد أن شرب حليب الإبل يساهم في التقليل من الحساسية ضد الأطعمة المختلفة وخاصة عند الأطفال.
محفز للدورة الدموية: يعتبر حليب الإبل مصدراً غنياً بالحديد، وتكمن أهمية الحديد في تكوين الهيموجلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء، المسؤولة عن نقل الأكسجين لمختلف أعضاء الجسم. لذلك فإن شرب حليب الإبل يعزز الدورة الدموية ويحافظ على صحة الجسم بشكل عام.
يحمي القلب: وجد أن حليب الإبل غني بالأحماض الدهنية النافعة، التي تقلل من نسب الكوليسترول السيء في الجسم، وبالتالي حماية الجسم والوقاية من أمراض القلب والشرايين، مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكتات القلبية.
يقي من السرطان: وجد أن فوائد حليب الابل لمرضى السرطان تكمن في مركب اللاكتوفرن في حليب الإبل القادر على تثبيط نمو الخلايا السرطانية عن طريق تدمير المادة الوراثية فيها، فضلاً عن خصائصه المضادة للأكسدة.
علاج للأمراض الجلدية: يحتوي حليب الإبل على الكثير من المعادن والفيتامينات مثل فيتامين سي وفيتامين ب، فاستعمل لعلاج التهابات الجلد وحب الشباب والأكزيما.
مميزات حليب الابل
لا شك أن جميع أنواع حليب البقر، والماعز، والإبل، والخيل أو غيرها، هي أنواع مفيدة لصحة الإنسان، وتناول أي منها يدعم الجسم بالبروتينات، والدهون، والمعادن، والفيتامينات، والماء، وهي عناصر يحتاجها الجسم. ولكن بلا شك أيضاً، هناك أنواع أفضل من أنواع، ويعود ذلك التفريق لأسباب علمية، وبغض النظر عن الطعم والرغبة الشخصية لكل إنسان، فإن لحليب الإبل ولحليب الماعز مميزات تجعلهما أفضل من حليب البقر الشائع التناول في مناطق العالم كافة.
وبالنسبة إلى حليب الإبل بالذات مقارنة بحليب البقر، فإنه يتميز بالمحتوى العالي من الماء، وبالمحتوى الأعلى من مجموعة من الفيتامينات والمعادن، وبتدني المحتوى من الدهون والكولسترول، وبالنوعية الفريدة من مركبات المناعة.
ولأن الحليب بالأصل مشروب يقصد من تناوله بالدرجة الأولى الحصول على الماء، فإن الماء يشكل نسبة 90% من مكونات حليب الإبل، وهذه نقطة مهمة، خصوصاً لسكان المناطق الحارة. والملاحظ أن الناقة كلما واجهت ظروفاً مناخية حارة، وقل شربها للماء، ارتفعت نسبة الماء في حليب ضرعها، واستفاد الإنسان من شرب حليبها في الحصول على الماء.
والأمر الثاني هو تدني محتوى حليب الإبل من الكولسترول ومن الدهون الحيوانية المشبعة، واحتوائه على نوعيات صحية وخفيفة من الدهون غير المشبعة، وهذا الجانب مهم بدرجة عالية، خصوصاً والعالم يواجه ارتفاعاً مستمراً في الإصابة بأمراض شرايين القلب، وارتفاع الكولسترول والدهون، والسمنة، والأمراض السرطانية. وحول الكولسترول بالذات، يحتوي حليب الإبل على كمية تقل بنسبة 40% عما هو موجود في حليب البقر.
هذا، ويعتبر حليب الإبل الأكثر احتواء على فيتامين سي (C) ومجموعة من فيتامينات ب (B)، بالمقارنة مع بقية أنواع الحليب الحيواني، وتحديداً، نحو ثلاثة أضعاف ما يوجد من فيتامين سي (C) في حليب البقر، وربما للأمر علاقة بتعويض ذاك النقص المتوقع في تناول سكان الصحراء للمنتجات الغذائية النباتية الطازجة، نظراً إلى الظروف البيئية التي يعيشون فيها.
ومن المعادن على سبيل المثال، يحتوي حليب الإبل على كميات أعلى من الحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والسيلينيوم، بالمقارنة مع حليب البقر. وتحديداً، كمية الحديد في حليب الإبل نحو عشرة أضعاف تلك الموجودة في حليب البقر.
وحليب الإبل أقل تسبباً في الحساسية التي يعاني البعض منها جراء تناول بروتينات حليب البقر. ونظراً إلى محتواه الخفيف، فإن حليب الإبل كذلك أقل تسبباً في حالات (عدم تحمل سكر اللاكتوز)، والتي تؤدي لدى البعض إلى انتفاخ البطن وزيادة غازات الأمعاء وعسر الهضم، وذلك أيضا مقارنة بحليب البقر.
وتعتبر كمية بروتينات «كازيين» أقل في حليب الإبل مقارنة بحليب البقر، مما يجعله أسهل للهضم وأخف على المعدة في تكوين خثرة الحليب.