حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3246

الحرب الكاشفة

الحرب الكاشفة

الحرب الكاشفة

30-10-2023 12:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
بعد انقضاء الثواني والساعات والايام التي هي أحرُف كلماتِ هذا التاريخ الذي يُكتبُ الآن ومِدادُه شلالاتُ الدم الزكي النازف تخليداً لهذه البطولة التي جاوزت في مداها كلّ البطولات في كل الاوقات والأزمان ستكون حسرة بعد فوات الاوان ولن يجد المتخلفون الذين باستطاعتهم أن يُقدِّموا فيها مايقدرون عليه بدأً من بندقية وما فوقها وانتهاءً بكلمةٍ أو حَبَّةِ تمر ، ولو بحثوا بكل قواميس الأعذار التي عرفتها البشرية او لم تعرفها بَعد لَمَا استطاعوا ان يأتوا بتبرير يواسوا به انفسهم ، لان الجواب حتماً سيكون مِنهم لَهم
" آآلآنَ " وقد فات الاوان .

يقف الناس اليوم مباشرة على باب تغير كامل شامل في التاريخ العالمي بلا استثناء ولن يكون هذا التغيير حسب مقاس احد ولا متماشياً مع تخطيط او ترتيب احد ولن يكون فيه رقعة شطرنج ولن تكون أحجارها ، وما كان يظنه الناس قبل هذا اليوم مستحيلاً او امراً قَدَريَّاً راسخاً كالجبال اصبح الان هباء ، فمجريات الأحداث هي التي ستصنع التاريخ القادم دون استشارة احد ودون محاباة .

انقل حرفياً ما قاله الذين أعلنوا هذه الحرب والذين هم الان فيها الجُناة يفعلون كل المحرمات التي نصت عليها القوانين والأعراف والتقاليد والانظمة العالمية والتي اصبحت كلها متآكلة وباطله ، وكلها يَثبُتُ في كل اختبار لها بانها فاشلة كاذبه ، قالوا بأنه لا حياد في هذه الحرب ، والقول هذا مقصود به الحليف والوليف والصديق والشريك الخفي والعلني والظاهرُ علانية والباطنيّ والمسارعين في ودهم والمتزلفين لهم والخانعين،وشريكهم وحليفهم الاخطر تحديدا ايران .

الحرب الدائرة اليوم والتي تشترك بها الدول العظمى تتقدمها امريكا وخلفها اوروبا باكملها ومَن لم يشترك منهم في هذه الحرب بالميدان سواء بارسال البوارج او الدبابات او الصواريخ وبكل انواع السلاح فإنه مشاركاً فيها اعلامياً ومعنوياً ومالياً وتموينياً ومما تحتويه ثلاجات منازلهم ويبعثون لهم دماءهم ،
وهل بعد هذا الكشف عما كانت تخفيه صدورهم حقداً وسخطا على امة العرب كشف !!
نعم لن يكون ايها الجنرال بعد هذه الحرب حياد لعربي او اعجمي فهما امران وليختر كل امرئ مكانه ، بل دون اختيار فقد كُشف الامر ورُفعَ الستار .

يقف المرؤ امام هذا المشهد مندهشا عندما يرى ويسمع خوف ورعب هذا التحالف العسكري الأعتى منذ الحرب العالمية الاولى وهو يُحذِّر من اي تدخل في هذه الحرب وتشعر ان مجرد اطلاق نار ولو كان من العابٍ ناريةٍ او مفرقعاتِ احتفالاتِ اعياد الاستقلال سيعمل هذا على خلخلة التوازن وقلب الامور رأساً على عقب وربما تكون سبباً في الهزيمة في هذه المعركة وتكون سبباً للانهيار ، الا يدعو هذا للانبهار !!!

لا نعرف ولا نعلم عن الجائزة والمكافأة التي وُعِدَت بها ايران وذراعها في لبنان ومهما كان نوع هذا الوعد وطبيعته فإن الشراكة والتقاسم الذي استمر علانية لعقود ثلاث مضت أنهى ما بعد السابع من اكتوبر وبشكل حتمي وقاطع هذا المثلث الاجرامي وان عقال ايران سينفلت بما لا يقبل الشك وما تم تسليمه لها على طبق من دماء اصحاب الارض التي يستبيحونها اليوم سيكون بحال غير ذلك الحال وانها سوف تُظهِرُ لا اقول مخالبها بل ستتخلى رغماً عن انفها عن باطنيَّتها وتُقيَتِها التي هي جزؤ من عقيدتها وستعمل على التوسع بكل الاتجاهات ولن يردعها احد .

حزب الله في موقفه من هذه الحرب هو الاشارة والعلامة والواقع الأكيد لنهايته الحتمية حتى ولو كان يمتلك كل الاسلحة والتأييد والولاء الاعمى لانصاره في لبنان وخارجه من المنتفعين والمروجين له زوراً وبهتان لأن موقفه هذا هو اصدق تعبير عن حقيقة هذا الحزب المُريب بالرغم من هذا اللعب التافه الذي اصبح مكشوفاً معيبا فيما يقوم به من ارسال قنابل الدخان التي يرمي بها على احراج وغابات لبنان ،
ألم نقل ان هذه الحرب كاشفه !!!

هذه حرب فاصلة واغلب الظن ان لا حرب بعدها ، حربٌ لا تقبل القسمة على اثنين ، واغلب الظن ان يكون هذا النصر الذي يلوح في الأفق دون تَدَخُّل حلف " الممانعة ومَن خَلفَه " وان هذا النصر ستكتبه ايدي طاهره وقلوب أُسدٍ يحميها الله وتدعوا لها قلوبٌ والسنةٌ صادقه وضمائر حيَّةٍ فيها الخير ولو بمثقال حبةٍ من خردلٍ ومِن أُخوَةٍ وابناء عم وخال وابناء أُمةٍ وعروبةٍ بل وحتى من شعوبٍ على هذه الارض فيها ولو قطرةٍ من إنسانية الانسان .
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 3246
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-10-2023 12:08 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم