02-11-2023 08:54 AM
بقلم : فيصل تايه
تمر علينا هذا اليوم ذكرى وعد وزير الخارجية البريطاني أرثر جيمس بلفور المشهور بمنح اليهود “فلسطين” وطناً لهم عام ١٩١٧م والذي عرف بـ( وعد بلفور) حيث غيرت كلمات هذا المجرم تاريخ منطقة الشرق الأوسط ، اذ اتخذته الحركة الصهيونية مستندًا لإقامة دولة "إسرائيل" المحتلة على حساب خراب فلسطين وتشريد أهلها في الشتات ، وبذلك فقد مضى اكثر من مئة عام على زرع الكيان الصهيوني في صورة سرطانية رفضت مغادرة الجسد الفلسطيني وماتزال وسط انشغال الأخوة ببعضهم لحين يبعثون .
ان الفلسطينيين كانوا أكثر الشعوب العربية رفضاً للانتداب وانشغالاً به وكان الرد البريطاني قوياً في تحويل اليهود إلى عصابات نافذة سرعان ما امتلكت كل أسباب القدرة على تحقيق المبدأ الاستعماري الصهيوني «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» وبعدها لم تفلح المبادرة المضادة «أعطى من لا يملك وعداً لمن لايستحق» حيث كان التنفيذ ل وعد بلفور رغم أنف غثاء السيل .
لقد أحدث هذا الوعد تغييرات هائلة في الجغرافيا السياسية وفي التكوين الاجتماعي بفلسطين والدول المحيطة بها، فأسهم في تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين من أرض آبائهم وأجدادهم، والنزوح إلى دول عربية أخرى، لتبدأ رحلة البؤس والمعاناة داخل مخيمات اللاجئين ، لتبدأ مع ذلك عملية تزييف حقائق الواقع الديموغرافي والسياسي والقانوني في فلسطين .
اليوم ونحن نعيش أثار هذآ الوعد في حربُ غزَّة ، فأننا أمام لحظة تاريخيّة تعيد تشكيل المشهد ، باستدعاء التَّاريخ المرير وأعادت القضيّة الفلسطينية ومأساة فلسطين وتاريخ اغتصاب فلسطين وتهجير أهلها الى الواجهه ، بعد ان تمّ إسقاط العديد من مراحل هذا الصراع من الذاكرة العربيّة ، لكن لا تزال الذاكرة الفلسطينية مسكونة بهذا الوعد المشؤوم ، وبقي آرثر جيمس بلفور الاسم الأكثر إثارة للوجع والجرح الفلسطيني المستمر.
يجب ان نعي تماما ان الصراع بين العرب والصهاينة كان ولا يزال وسيظل صراع وجود لا صراع حدود ، فالقضية في جوهرها ليست خلافاً على ترسيم الحدود وإنما هي قضية أرض اغتصبت وشعب هجّر بالقوة من قبل عصابات إجرامية أتت من شتى بقاع الأرض لتنشئ لها دولة على أرض الغير وتطرد سكانها الأصليين بدعم ومباركة الدول الاستعمارية التي أيدت وعد بلفور .
ان كامل تراب فلسطين حق مقدس لا يلغيه وعد مجرم لمجرم ، ولا تشطبه قوة مهما عظمت ولا يعتريه النسيان ولا يخضع لقانون المغفرة ولا تستطيع عوامل الزمن أن تغير ملامحه .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-11-2023 08:54 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |