حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1431

حافظوا على الأردن قوياً

حافظوا على الأردن قوياً

حافظوا على الأردن قوياً

06-11-2023 08:43 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
نحو الشهر وأكثر على الحرب في غزة، وخلال هذه الأيام تغيّر وجه المنطقة كلياً، ولم تعد المعادلات القديمة كلها صالحة لمرحلةٍ جديدةٍ.

ووسط هذه المتغيرات، يقوم الأردن بإعادة إنتاج حراكه، وخطابه السياسي، بما يتسق مع حماية الحق الفلسطيني، ويحاول التأثير في حراك القوى الدولية الداعمة لإسرائيل، وحكومة نتنياهو، وهذه الجهود على صعوبتها إلّا أنها بدأت تحرف رأي القوى الدولية عن الدعم غير المحدود لحكومة نتنياهو، في مسعىً لإيقاف هذه الهجمة الشرسة الإسرائيلية المسعورة، والتي باتت تعبر عن وجهٍ لا إنسانيٍ متعطشِ للدماء، ومليء بنوازع الانتقام، أي انتقام، بمبرر وبدون.

والحديث اليوم عن شهرٍ على حرب غزة، فإننا بحاجةٍ لوقفةٍ وتأمل لوضع الأردن، والأخطار المتزايدة حوله، فنحن دخلنا منذ سنوات في حالة حربٍ فعليةٍ على حدودنا الشمالية، كان فيها كل ما حولنا مليء بالموت، في لجة الحرب في العراق، ولاحقاً أزمة سوريا، والتي ما تزال ترمي بحمولٍ من مخدراتها، عبر حدودنا الشمالية.

واليوم، أزمة فلسطين، ولؤم اليمين المتطرف في إسرائيل المتعطشة للدماء، ولتنفيذ أيّ مشروع مدعومة بغطاءٍ ودعمٍ من عواصم قرار الغرب غير مسبوق.

حيال هذا المشهد الذي يرسم ليلاً نهاراً تؤامراً على الأردن، ويسعى لإضعافه ليكون خاصرة رخوة أمام عقلية المحتل، بتنا بحاجةٍ أكبر للتضامن الداخلي، وتعزيز الجبهة الداخلية، وتزخيم الفعل الشعبي الداعم للملك عبدالله الثاني، ليكون قادراً على مواجهة أيّ طروحاتٍ هي حاضرة في ذهنية إسرائيل وسياسييها، وحاضرة في ذهنية داعميها في واشنطن، وغيرها من العواصم.

الأردن بدأ باللجوء إلى خيارات مدروسة على رأسها مسألة سحب سفيره في تل أبيب، وعدم عودة سفيرها إلى عمان في خطوة تؤسس وتلوح بمزيدٍ من الخطوات في حال بقي هذا الصك لإسرائيل لأنّ تقتل وتنتهك إنسانية أشقائنا وجيراننا، وأخوتنا في غزة، وفي فلسطين كلها.

ونحن اليوم متضامنون مع أهل غزة، ومع فلسطين، وداعمون لها علينا أنّ نضع الأردن القوي نصب أعيننا، فما يجري لا يحتمل أي تشظٍ أو خلافٍ، فأي خلاف كبير في الأردن اليوم سيكون وقوداً ومبرراً لإضعافه – لا قدر الله- وهذا أمر يريده كثيرون من أعدائنا لأجل تمرير مخططات لطالما تصدى لها الأردن منتزعاً حقوقه، سواء أكان ذلك بالدم حيث ما سطره جيشنا العربي من بطولاتٍ في مراحل مختلفة أو بجهدٍ دبلوماسي ضمن لنا أن نكون أنموذجاً حاضراً وفاعلاً على الساحة الإقليمية والدولية، وهو أنموذج الدولة المنتمية إلى حقوق أمتها والفاعلة لأجل ?رساء العدالة لفلسطين وقضيتها.

إن الخطاب العروبي المنتمي لأمته، والعقلاني والقادر على تقديم فلسطين وقضيتها للعالم اليوم، يزعج إسرائيل وساستها، ويبدو أننا أمام لحظةٍ غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، لذا فنحن بحاجة إلى أردن قوي ليبقى قادراً على صد تبعات هذه العقلية صاحبة المشاريع التصفوية، فنحن أمام مشهدٍ من التواطؤ والتخادم في الإقليم أيضاً، لربما تثبته لجوء قوىً لطالما رفعت شعارات فضفاضة، وهي اليوم لا ترى بقضية فلسطين ومأساة غزة سوى حساباتٍ سياسية.

نعم... نحن في عمّان أصحاب القضية، وأهلها، والأردن القوي هو قوة للحق الفلسطيني، وهناك جهد أردني مندفع يبني خطاباً مضاداً ويصوغ رؤية بحراك ذكي بدأ بالتأثير ومواجهة غطرسة الآلة العسكرية لإسرائيل، وهي مدعومة بلوبياتٍ وبأدوات سياسية مؤثرة.

إننا بحاجة لتمتين الجبهة الداخلية والوقوف وراء قيادتنا الهاشمية حتى يبقى هذا البلد قوياً، لأجل فلسطين وحقوقها.








طباعة
  • المشاهدات: 1431
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-11-2023 08:43 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم