07-11-2023 01:13 AM
سرايا - تميز خطاب العرش الذي ألقاه الملك المغربي محمد السادس اليوم بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء ببعده الاستراتيجي، حيث قدّم من خلاله رؤية جديدة معتمدة أساسا على موقع المملكة المغربية كواجهة أطلسية منفتحة على القارتين الإفريقية والأمريكية من أجل جعل المغرب قوة بحرية ناشئة ومنصة للترابط الجيوقتصادي بين القارات.
ومن أجل تحقيق هذه الاستراتيجية الجديدة دعا الملك المغربي إلى ضرورة تأهيل الواجهة الأطلسية للمغرب وللدول الأفريقية المطلة على المحيط واستثمار هذه الميزة الجغرافية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين هذه الدول وهو ما يندرج في صلب اهتمامات المغرب بمسألة التعاون جنوب-جنوب. كما أمر الملك محمد السادس بتشييد أسطول بحري تجاري قادر على استيعاب الطموح المعبّر عنه في هذه الاستراتيجية.
ويشار إلى أن المغرب كان قد بدأ منذ سنوات بتأهيل واجهتيه البحرتين من خلال ما يعرف بسياسة الأوراش الكبرى والمشاريع المهيكلة، ونذكر على سبيل المثال ميناء العيون وإطلاق مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الذي سيكون، حسب تقدير الخبراء، منصة ربط بامتياز بين حوض البحر الأبيض المتوسط والشريط الأطلسي الممتد من طنجة إلى الكويرة جنوبا وصولا إلى حوض غرب أفريقيا ومنه إلى العمق الإفريقي عبر الربط الطرقي والسككي.
ويسعى المغرب الذي تميز في السنين الأخيرة بانفتاحه على السوق الأفريقية لإنجاز مشروع الربط الطاقي بين أوربا وغرب أفريقيا من خلال أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب.
وسيكون هذا المشروع بمثابة قاطرة استراتيجية ستمكّن البلدان التي يمّر بها من توسيع مجالات التنمية وتعزيز الأمن الطاقي فضلا عن الدينامية الإيجابية التي سيخلقها ارتباطا بالأنشطة الاقتصادية التي ستواكبه والفضاءات التنموية التي سيخلقها.