09-11-2023 01:07 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
هل تنتهي الحرب بالموافقة على إدخال
قليلاً من الإسمنت وبعض اكياس الطحين !!
كما يظن الكثيرين المستعجلين !!
هذه حرب لم يسبق لها مثيل فكلّ احداثها مِن اولها الى لحظتها هذه مرورا بتفاصيل احداثها التي تُلقي كل نتيجة من نتائجها المتتالية بظلالها على المنطقة برمتها بل تجاوز مداها الى اطراف الارض وجوانب محيطاتها وإن كان البعض لشدة ثقته برأيه يرى انها مُبالغات لا يُعتَدُّ بها والخشية ان يبقى هكذا الى ان يكتوي حقيقةً بنارها .
سوف لن اتردد بأن اكتب متطوعاً شهادةً بأن كل الجنرالات الذين اشاروا او وجّهوا او أمروا بتحريك كل هذه الترسانة من البوارج والمدمرات والحاملات للطائرات والغواصات النووية وكل السفن المرافقات سواء كانوا أوروبيين او أمريكان واشهد فيها علانية أن كل هؤلاء ليسوا أسوياء " بالعلم العسكري بالذات "
اذا كان كل هذا الحشد من اجل هذه البضع كيلو مترات التي هي مساحة غزه ، وستكون شهادتي التي لستُ مؤهلاً لمنحها وليس لي شأن بها ستكون حتماً ارجحُ عقلاً واكثرُ رشداً من فِكرهم اجمعين .
ما يثير الدهشة او ربما التساؤلات في قراءة مشهد المنطقة باكملها ما يُرى فيها من ترهلٍ او إشاحةٍ للوجه عن مشهدٍ يُعرض ليل نهار على كل شاشات العرض المظبوطة على " تردد ذلك الارسال الوارد من هناك " فهل لدى المرتاحين جداً والحالمين على شواطئ البحار التي تموج وتعج باساطيل وطائرات أزيزها يملأ المكان هل لديهم رسائل اطمئنان !!
واقع الحال لا ينبئ بأن الامر مجرد ساعات تمضي وتمضي معها تلك البوارج والناقلات والغواصات والعائمات فوق البحر والغاطسات التي تضج بها حيتان البحر وأسماكها التي ضاق بها المكان ولم يَعُد به مُتَّسَع، بل كما يبدو في المشهد فان هذه الحرب كما أُعلن عن اهدافها وهذه القوة العظمى التي حضرت وأُعلن عن اهدافها ايضاً كلها تؤكد على انها حرب ذات أبعاد لم تُطرح من قبل لان نتائج هذه الحرب الاولية غير مسبوقة وتُنذر بزلزال يُغيِّر الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العالم كله فاستدعى الامر كل هذه الحشود التي لم يسبق لها مثيل لا قبل الحرب العالمية ولا بعدها فالامر ينبئ بالخطر وإلا فما الذي جاءت من اجله على عجل !!
وإن عادت هذه الاساطيل المُدَمِّرَةِ تجُرُّ وراءها أمواجاً من زَبَد البحر وحمولتها على ظهورها كما اتت باقيه فاعلم بان الخطب جلل .
ربما يكون الحديث اليوم حديث مجالس تعقيباً على مشاهد من ساحة المعركة التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ما بين غاضِبٍ جداً ومتَّزن ٍجداً وما بينهما من تحليل واراء ووجهات نظر وربما أمام هؤلاء انواع كثيرة من الفاكهة وما تيسر وهذا امر عادي ، ولكن يا تُرى هل ستبقى الامور كما تُشاهَدُ الان بهذا العرض الدموي المستمر أم أن الوضع يتطور بصورة دراماتيكية لن يكون فيها مجال لنقاشٍ متزنٍ او خارجٍ عن الأُطر !! قد يكون المثل العربي الذي يقال عنه
انه اصدق ما قالت العرب واقصد" امثالهم "فقالوا
" اذا شفت النار في دار جارك حَضِّر المي لدارك "
في ظل هذا كله فَمَن ادرك في هذه المنطقة كلها من اولها لآخرها ان الوقت ينفذ وان الاستعداد والتأهب في ظِل هذه الساعة الرملية المقلوبة الآن والتي لا احد يعلم كيف سيكون عليه الوضع عند نفادها ولا احد يعلم ما هو آت ، فمَن ادرك هذا واستَعدَّ لها فهي الحكمة بعينها لانه ربما بل من المؤكد إن فات الاوان سيكون حتى الدفاع عن النفس في ظل هذا النظام العالمي المنحرف الاعوج إرهاب او بأبسط وصف سيكون من المُحرَّمات .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-11-2023 01:07 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |