09-11-2023 02:31 PM
سرايا - مهند الجوابرة - قال خبير الاقتصاد السياسي زيان زوانه إن المقاومة الفلسطينية أثبتت صحة المقولة الاستراتيجية القائلة بأن الحروب تحتاج اقتصادات قوية لتنفق عليها وطبقتها على الكيان الصهيوني ، خاصة أن المقاومة قدمت عمقاً استراتيجياً لحرب 7 أكتوبر المجيدة .
وأضاف زوانه لـ سرايا بأن المقاومة اختارت بذكاء التخطيط والتوقيت لانطلاق معركة "طوفان الأقصى" ، لاسيما وأنها تتابع الانقسام الحاصل في المجتمع الصهيوني وتنافس قواه الداخلية بين اليمين المتطرف الذي أراد الحصول على أكبر مبالغ من ميزانية الكيان لعام 2023 لينفق على مستعمراته وبرامجه ، وبين اليسار الذي "يتهمه بالتهرب بالضريبي" والهروب من خدمة الجيش في هذه المعركة .
وأكمل زوانه "إن انطلاق المعركة دفع بالكيان نحو استدعاء الاحتياطي في جيشه صبيحة 7 أكتوبر، الأمر الذي أدى إلى التحاق المدنيين من سن 28 إلى 50 وترك أماكن عملهم من أجل الخدمة العسكرية والمشاركة في الحرب ، وهو ما يعني تعطل عجلة اقتصاد الكيان الصهيوني بكافة قطاعاته فندقة وسياحة ومطاعم ، إضافة إلى قطاع التكنولوجيا وخروج الاستثمارات ، والتراجع الفوري لسعر صرف الشيكل ومحاولات البنك المركزي الصهيوني لمعالجة الأوضاع بشكل سريع" .
وبين لـ سرايا أن المعركة تسببت أيضاً بانهيار بورصة الاحتلال ودمار الأسهم وارتفاع البطالة نتيجة إفلاس شركات القطاع الخاص الفردية وصغيرة الحجم وتعثر تسديداتها للبنوك وستتوالى التعثرات في ظل الحرب ، مشيراً إلى أن هذه العوامل ستدفع بحكومة الكيان لاستجلاب عمالة من الخارج واللجوء للمرتزقة مثل "بلاك ووتر وشركاتها" ، وهو ما سيرفع من كلف الحرب الآنية اليوم وسيرتفع هذا الضرر مع استمرار الحرب .
وكشف زوانه بأن هذا الكم الهائل من الضرر في الجانب الاقتصادي سيرفع من حدة الانقسامات الداخلية في الكيان الصهيوني وصراعهم على أولويات الإنفاق المالي واستهدافهم لبعضهم البعض ، ما سيؤدي إلى ارتفاع معدل الهجرة للخارج ، إضافة إلى تضاعف الأزمات التي ستعصف باقتصادهم وشرعية وجودهم .
ونوه زوانه إلى أن خطورة استمرار معركة "طوفان الأقصى" في هذا الجانب ستكمن في تعزيز فكرة "إسرائيل عبئ على أميريكا والغرب" الذي أنهكت مالياته العامة نتيجة الدعم للكيان الصهيوني وأوكرانيا .