09-11-2023 02:30 PM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
شكرا يا عرب ، لقد وصلت الاكفان، شكراً لكم يا عرب ، يا من كنتم اهل عزة وكبرياء وكرم مفقود يا عرب، يا اهل من يستغيث ولا يغاث يا عرب، يا من لا يلبى نداء المحتاج اذا دعاه يا عرب، يا من تغنيتم بتاريخكم التليد بكل من يحمل صفات مجير المضطر اذا دعاه، والملهوف اذا استجار، *
انتظروا...
فلا يسرنا ولا يسعدنا ان تقيموا لنا صلاة جنازةٍ وغائب، ولا تذرفوا علينا دموع التماسيح، ولا تقرؤا الفاتحة على أرواحنا، اقرؤها على العروبة التي ماتت فيكم ، ولا تفتحوا لنا بيوت عزاء ، صباحا ولا مساء، ولا تفرقوا حلوى على ارواحنا أرواح الشهداء،
يا للعار فتاريخكم كله قصص تشيد بمن دافع عن المظلوم وقاتل الظالم، وفي ادبكم العربي حكايات، وحروب لكل من اغاث ملهوف وساعد المحتاج، وصَرخاتُ إمرأة المعتصم ، لا زالت مضيئة مشعة في كتب التاريخ ،
لكن تاهت الاخوة والعروبة ، وفُقد التاريخ في طريق غزة ، وظلّت الكرامة عرجاء صماء خرساء عمياء ومُقطّعة اليدين والرجلين، وتشردت أحرف المساعدة
*والشفقة ونصرة الأخ لأخيه، يا عرب ، وتبعثرت كلمات مقولة انصر أخاك ظالماً او مظلوما في الشتات والانحطاط العربي، فلم تعد لكلمة الأخ معنى ولا دلالات **
لكن غزة صنعتها من جديد.
فغزة اليوم والساعة، تدافع عنكم وعن كل اصولكم وفروعكم وعن ماضيكم ومستقبلكَم ، وعن نسائكم واطفالكم، وعن ما تبقى من الرجولة فيكم، وهي لا تريد ماؤكم الملوث بالخذلان ، ولا دوائكم منتهي الصلاحية، ولا طعامكم الفاسد، ولا كهرباؤكم الظلماء، التي لا تنير، ولا نفطكم ولا غازكم اللعين والذي ليس له من ضياء قريب، ولا حتى اكفانكم السوداء التي ترفضها اجساد اطفالنا الشهداء، واشلاء الرجال والنساء، فغزة سترتها اكفان السماء ،
لقد تقسّمت وتقطعت عروبتكم فاصبحت اشلاء، وتكسرت حروف اللغة فاصبحت عرجاء، وتاهت الكلمات فاصبحت أقرب وأقرب لبني صهيون، فشكرا لكم يا عرب على نواحكَم بالتظاهرات ، شكرا لكم على كل المساعدات، وعلى بيوت النُواح والعزاء ، وقراءة القرأن....
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-11-2023 02:30 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |