11-11-2023 08:30 AM
بقلم : د. عدلي قندح
في عالم مليء بوفرة مذهلة من الموارد، من المحير والمحبط في نفس الوقت أن الصراع والكراهية والعنف لا يزال يبتلي وجودنا. تزودنا الأرض بسخاء بالأساسيات اللازمة لاستمرار الحياة–الغذاء، والماء، والطاقة، والمأوى، والفضاء، والمحيطات، والبحار، والأرض، وحتى الأكسجين المجاني–بكميات كافية لتلبية احتياجات البشرية جمعاء، بغض النظر عن العمر أو العرق أو الدين أو الثقافة. لقد عشنا على كذبة ان الموارد نادرة والحاجات غير متناهية، وتبين لنا ان الموارد متوفرة بغنى، والحاجات محدودة. فلماذا نقلق؟ لماذا نقاتل ونكره ونقتل؟ لقد حان الوقت لتحويل تركيزنا نحو الحب والوحدة والتعايش السلمي، لأن الحياة هدية ثمينة وعابرة.
إن الأرض، واحتنا الزرقاء في الكون، مليئة بالموارد الطبيعية. يفتخر عالمنا بمجموعة وفيرة من الأراضي الخصبة، التي تنتج مجموعة واسعة ومتنوعة من المحاصيل لإطعامنا. تعج محيطات وبحار الكوكب الشاسعة بالحياة البحرية، وتوفر مصدرًا غنيًا للعيش. إن الكرة الأرضية الخاصة بنا مجهزة بخزان طاقة يشمل ضوء الشمس والرياح والماء والمزيد. يتوفر المأوى والمساحة بكميات كبيرة، والأكسجين الحر يملأ غلافنا الجوي بشكل دائم. إنه بالفعل كوكب الوفرة.
وبغض النظر عن اختلافاتنا، فإن الاحتياجات الأساسية لكل إنسان تظل كما هي. نحن جميعًا بحاجة إلى الغذاء والماء، ومكان نسميه المنزل، والوسائل اللازمة لعيش حياة مُرضية. وفي هذا السياق، يتعين علينا أن ندرك أنه لا يوجد نقص أو قيود متأصلة–فموارد العالم هائلة بما يكفي لتلبية هذه الاحتياجات لكل فرد على وجه الأرض.
وفي عالم زاخر بالثروات، يصبح من الضروري على نحو متزايد أن نحول تركيزنا بعيدا عن الانقسامات التي طاردتنا عبر التاريخ. ولا ينبغي أن تكون حواجز العرق والدين والثقافة سبباً للكراهية أو العنف أو التمييز. وبدلا من ذلك، ينبغي الاحتفاء بها باعتبار التنوع الذي يجعل نسيجنا البشري نابضا بالحياة.
الحياة زائلة، وهي هدية ثمينة من الخالق، عز وجل، بشكل لا لبس فيه. إن وقتنا على هذا الكوكب محدود، وفي المخطط الكبير للأشياء، فهو مجرد غمضة عين. فلماذا لا نستفيد منه إلى أقصى حد؟ لماذا نهدر وقتنا وطاقتنا على السلبية والصراع؟ وبدلاً من ذلك، دعونا نحتضن الوفرة التي تحيط بنا ونختار الحب والرحمة والتفاهم كمبادئ توجيهية لوجودنا.
ومن أجل بناء عالم تستطيع فيه البشرية جمعاء أن تعيش في وئام، يجب علينا تعزيز روح التعاون والوحدة. وينبغي لنا أن نسعى جاهدين للقضاء على الفقر، وتوفير فرص متساوية للحصول على التعليم والرعاية الصحية، وضمان عدم ذهاب أي شخص إلى فراشه جائعا. ومن خلال العمل معًا، يمكننا أن نخلق عالمًا حيث يتم استخدام الموارد الوفيرة المتاحة لنا لرفع بعضنا البعض بدلاً من هدم بعضنا البعض.
وفي النهاية اقول، إن وفرة الموارد في العالم، من الغذاء إلى الماء، ومن الطاقة إلى المأوى، وكل شيء بينهما، هي حقيقة لا يمكن إنكارها. لا يوجد سبب وجيه للصراع أو الكراهية أو العنف في عالم لديه القدرة على تلبية احتياجات الجميع. دعونا نلتزم بمستقبل من الحب والوحدة والسلام، لأن الحياة أقصر من أن نضيعها على أي شيء أقل من ذلك.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-11-2023 08:30 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |