11-11-2023 08:34 AM
بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الثاني ولا زالت عمليات قصف المدنيين مستمرة والمجازر والمذابح الدموية قائمة دون احترام للمواثيق الدولية والقانون الدولي الانساني او قوانين الحرب، وتهدف إسرائيل من ذلك الضغط على أهل غزة للهجرة خارج ديارهم، ومحاولة تفريغ القطاع من سكانه، إضافة إلى القضاء على الحاضنة الشعبية للمقاومة الإسلامية ضد الاحتلال، أخذين بعين الاعتبار مدى تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وقضيته العادلة وتحملهم كامل الأذى والتدمير الممنهج للشجر والحجر والانسان على السواء، دون احترام للأبعاد الأخلاقية أو ال?نسانية أو القانونية.
إن ما تقوم به إسرائيل من قتل وتدمير ممنهجين، يهدف إلى القضاء على إرادة الشعب الفلسطيني ومنعه من التحرر والاستقلال وحق تقرير المصير الذي كفله القانون الدولي.
إن الهوية الوطنية الفلسطينية من أقوى الهويات الوطنية في العالم لأنها تتعرض للإبادة الجماعية منذ زمن طويل، ولا يمكن لأي كان كسر هذه الإرادة التي تستند إلى هوية وطنية متماسكة ومتجذرة تاريخيا.
إن إسرائيل ترى في حربها ضد المقاومة وسكان غزة، أنها حرب الحضارة المتقدمة ضد الحضارة المتخلفة، فهولاء ليسوا إلا حيوانات بشرية وقتلهم والقضاء عليهم مبرر وتتبنى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة هذا الموقف من هذه الحرب، بل تشارك بها عسكريا وعمليا وماليا، وأثر موقف الولايات المتحدة على العديد من دول العالم، ومنها بعض الدول العربية.
إن اهداف إسرائيل المعلنة وغير المعلنة هو الهيمنة على المنطقة العربية والسيطرة عليها اقتصاديا، وعسكريا وتكنولوجيا برعاية أميركية أو تفويض خالص أنه شكل من أشكال الاستعمار الجديد سيخيم على المنطقة فيما لو استطاعت إسرائيل من الانتصار في قطاع غزة، استعمار صهيوأميركي جديد سيحل على المنطقة في حالة القضاء على المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني، وبالتالي تصعيد القضية على حساب الأطراف الاخرى ومنها الأردن، ومن هنا يأتي الموقف الأردني الرافض لاستمرار العدوان، ورفض التهجير والمطالبة بحل عادل وشامل يقوم على حل الدولتين.
ومن المؤسف النظر لموقف بعض الدول العربية الصامتة تجاه ما يجري للشعب الفلسطيني من إبادة جماعية في غزة، وتنكيل في الضفة الغربية، ناهيك عن الموقف الغربي المخزي للدول الغربية في أوروبا ورئاسة الولايات المتحدة المنحاز كليا لصالح العدوان الاسرائيلي، والجميع يتحدث عن مرحلة ما بعد «حماس»، فالبحث عن إدارة أو استراتيجية جديدة لإدارة غزة ضمن عدة احتمالات ومنها أخذ قرار من مجلس الامن لاضفاء الشرعية الدولية على هكذا قرار، وإيجاد فترة انتقالية لعملية الإدارة ومن الممكن أن تكون بمشاركة عربية، وبكل الأحوال أن صمود المقاوم? أمر أساسي يبطل كل هذه المشاريع ويجعل الأمر يتجه نحو حل سلمي شامل، وذلك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، لكن المؤشرات الأولية تدل على أن إسرائيل لا تريد ذلك فهي تسعى للحفاظ على الأرض والسلام معا وهذا يعود بناء إلى المربع الأول.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-11-2023 08:34 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |