11-11-2023 03:21 PM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
انا قوية لا تخافوا عليّ ، هادا حبيبي، قالتها وهي ترفع ابنها الشهيد على كتفها مع مجموعة من اترابه ورفاقه لتواريه الثرى،
انها المرأة الفلسطينية خنساء العصر الحديث التي ربّت أولادها وانشأتهم على ان الأقصى وفلسطين هما مِلحُنا وماؤنا وهواؤنا وهما شرفنا وكرامتنا وعزنا، لا نحيا بدونها، ولا نتنفس إلا هوائها، ولا نأكل إلا من خير أرضها،
هذه الخنساء التي ربت ولازالت تربى الاف الشهداء القادمون لتحرير فلسطين كل فلسطين، انها صور تكررت وتتكرر للخنساء في أغلب مدن وقرى فلسطين، فهي التي تستقبل إبنها الشهيد بالزغارديد وتنثر على كفنه وجسده الورود والرياحين، وتستقبل المهنئين بإستشهاده ، وتسمي طفله القادم، الذي في بطن زوجته ولم يرى النور بعد، باسم والده الشهيد ، وهذه هي الف باء التربية الفلسطينية الحقة الملتزمة بقضايا وتطلعات الشعب والوطن وقضاياه ، وليحافظ هذا الوليد على نهج والده في الحياة ويرضع النضال من ثدي امه، والده الذي استشهد وهب روحه رخصية في سبيله دينه ووطنه.
انها ارادة الحياة التي صنعتها خنساء فلسطين وروتها بدموعها السخية الَمعطاءه، انها تربية يجب أن تُدرّس في منهاج ومدارس دول العالم، لتُتعلم شعوب الأرض موسيقى النضال وادواته ، ويتعلم أطفالها كيف يكون العطاء والتضحية بالنفس رخيصة في. سبيل الوطن
انها الخنساء التي تعطي وتمنح الأمة الأمل في التحرير وعودة الأرض والمقدسآت، والتي لولاها لما كان تحرير ولا كانت ادبيات نضال تتناقلها الاجيال وتتربى عليها، انها تطعم النضال لاطفالها منذ الصغر * وترضعهم تراتيله مع حليبها، الذي كوّن في اجسادهم ايقونات نضال وصنع فيها تماثيلاً للتضحية والفداء في سبيل الوطن،
احمد محمد عبد المجيد علي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-11-2023 03:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |