بقلم : علي الدلايكة
هذا التوصيف الدقيق من جلالة الملك للكيان وساسته وطبيعتة وكيفية تفكيره الذي هو العائق الكبير ألذي يمنعه من الوصول إلى تفاهمات وعلاقات مشتركة مع الشعب الفلسطيني تحديدا وشعوب المنطقة عموما والوصول إلى منطقة خالية من الصراعات والحروب والتطرف والإرهاب....ان هذا الكيان ببنائه الجدران العازلة وزرع الحواجز الاسمنتية في كل مكان ليتخفى من ورائها واحاطة نفسه بالاسلاك الشائلكة المزودة بكل وسائل التقنية المرئية والمسموعة والتي لم تحصنه وتحميه في شيء فكانت اوهن من بيت العنكبوت ....ان هكذا تفكير وهكذا سلوكيات لا يمكن أن تتعدى حدود الخوف والانتقام واستخدام القوة في البطش والتنكيل والتدمير ظنا انه حرصا على الحياة ...
ان عقلية القلعة أصابتهم بالوهم بالعظمة المفرطة والغرور القاتل والاعتقاد المزعوم بالجيش الذي لا يقهر فاخذتهم عاصفة الطوفان وسقطت الأقنعة وزالت كل أشكال التجميل التي كانوا يستخدمونها وظهرت الأمور على حقيقتها....
ان عقلية القلعة جعلتهم يعتقدون انهم الوحيدون بالمنطقة والاقليم وهم الذين ينفردون قوة وتسليح وتكنولوجيا وتطور وتحديث فسقطت وسقطوا بكل ذلك أمام فئة تقاتل بعدة وعتاد تقليدي تفتقر لكل اشكال التصنيع والتحديث ....
ان عقلية القلعة جعلتهم يتمردوا على كل أشكال السلم والسلام المقترحة التي تضمن العيش الكريم وتضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وجعلتهم يضيعوا العديد من الفرص حيال ذلك....
ان عقلية القلعة جعلتهم يتصرفون بعنجهية غير مسبوقة وارتكاب مجازر وفضائع ترقى إلى جرائم حرب لن تجلب لهم إلا مزيدا من الحقد والكراهية والانتقام ...
ان عقلية القلعة دفعتهم إلى التمرد على القوانين والاعراف الدولية وانسلخوا عن كل القيم والمباديء والأخلاق التي حثت عليها جميع الاديان السماوية ....
ان الاستمرار بهذة العقلية العقيمة وعدم الرضوخ والاعتراف بالحقائق وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة والحرية والعيش كباقي شعوب المنطقة فإن ذلك سيكون فشلا ذريعا سيدفع العالم اجمع ثمنه ولن يكن من هو بمنئى عن تبعاته وآثاره ...
هذا ما يعنيه جلال الملك وهو يتحدث بحرقة ووضوح وواقعية في قمة الرياض