بقلم : ناجح الصوالحة
منذ بداية الانقلاب العاصف للأحداث في غزة المجد والخلود, ونحن في الوطن الأردني في عراك يومي ومستمر مع مجريات واقع القطاع، وأهله الشامخين بكل عنفوان القوة والتحدي,

مشاهد تدمي القلب، صرنا نتنفس القهر كل دقيقة، ونحن نتابع الوجع والموت لكل شيء يمشي على قدميه من إنسان وحيوان.. كل شيء لم يسلم هناك، دمرته الآلة العسكرية المستعرة.

إن ما يقدمه الأردن من دعم لا حدود له ولا نهاية هو واجب وحق لأهلنا في قطاع غزة, في كل يوم تجد الفعاليات الشعبية تخرج لتعلنها بكل وضوح وصراحة أن الشعب الأردني يقف بكل إمكانياته مع الحق الفلسطيني العادل, هذا الموقف ليس جديدا هو موقف تاريخي تجاه فلسطين, كلنا نشاهد التهافت من قبل جميع مناطق الوطن في التبرع وتقديم ما يستطيع تقديمه لإدراكنا أن ما نمتلكه لهم الحق به كشقيق وعربي.

الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، في كل يوم لها حدث دبلوماسي مقدر من قبل العالم, نجد الملك يتنقل من عاصمة لأخرى ويضع الحق الفلسطيني على طاولة النقاش الجاد والحاد, ونأتي ونفتخر بهذا الدور العنيد الذي يقوم به فارس الدبلوماسية الأردنية وزير الخارجية أيمن الصفدي, الذي يقود ملف العدوان الصهيوني على قطاع غزة بكل قوة وعزيمة وتفهم للخطاب الرسمي العالمي, تمكن وزير الخارجية وبكل مهنية وثقافة تحسب له في تبدل آراء وقناعات من يمسك بيده القرار السياسي في بلدانهم.

الصفدي اتبع أسلوبا يتأقلم مع الأحداث المؤسفة في قطاع غزة, لهذا كان لقوة طرحه يتناسب وخطابه للعدوان الصهيوني, شاهدنا إدارته للملف وقدرته أن ينقل للغرب حقيقة دوافع هذا المحتل منذ عشرات السنيين واستطاع أن ينقل تفاصل القضية الفلسطينية للرأي العام العالمي, كان للدبلوماسية الأردنية أثر بالغ في أن يفتح أوراق الملف الفلسطيني ويدقق كل كلمة وحرف منه, ومن الجدير بالانتباه أن الشعوب الغربية هي من بيدها زمام تعديل وتبديل السياسات العالمية تجاه قضية العرب والعالم الحر ولهذا نلاحظ أن المطالبات الشعبية على مستوى العالم تطالب بعودة الحق للشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه, ما يميز الصوت العالمي المدافع عن الشعب الفلسطيني هو بروز صوت النخب المؤثرة في قناعات تلك الشعوب, وجدنا مفكرين وكتاب ومحللين سياسيين وممثلين ونواب وبعض الدول كان للرسمين دورهم في قول الحق.

كمتابعين للأحداث نستطيع أن نبدي ارتياحنا مما يقوم به أردن الرسالة، في مساندة الحق الفلسطيني, وان جلالة الملك يبدي دفاع فعال لرفع المعاناة عن أبناء غزة, ونقف خلف قيادتنا ودبلوماسيتنا التي عبرت عن قناعات الشعب الأردني وأمانيه.