13-11-2023 08:29 AM
سرايا - كثيرة هي الشخصيات السامة في حياتنا والتي تتعمد الإساءة والاستمرار بها متناسين حجم الألم النفسي الذي يتسبب لغيرهم معتقدين أنهم دائما على صواب، أما الطرف الاخر المتلقي للاساءه هو شخص وقع عليه اذى تسبب له بألم نفسي وحزن عميق قد يصعب عليه بسبب ذلك ان يمارس حياته بشكل طبيعي و لمده لا بأس بها من الزمن، و قد يتعذر على كثير من الاشخاص تخطي تلك الاساءه ونسيانها وربما يتطور الأمر لديهم فيصبح هاجسهم الانتقام ورد الاعتبار وإصابة الطرف المتسبب بالاذى لهم ببعض من الحزن الذي ألم بهم وذلك من باب الانتقام.
ولأن الانتقام سلوك مؤذ، وقد يجعل الامور اكثر سوءً،فلابد من صرف التفكير به،واللجوء الى حلول منطقيه من شأنها رد الأذى سواء أكان ذلك الأذى مادياً أو معنوياً، ويتمثل ذلك برفع شكوى لولي الامر حتى لا يصبح المجتمع اأشبه بساحه معركه أو غابة يحكمها قانون العنف والانتقام.
تتأثر الصحة النفسية بكل ما يحيط بها من ظروف سواء كانت أفعالا من أشخاص أو بسبب ظروف معينة،وربما كان تخطي الظروف الصعبه أقل الماً وحده من تخطي الالم الذي يسببه الاشخاص او الافراد لبعضهم البعض.
وللإساءة أشكال كثيرة نذكر اشهرها:-
-إساءة موجهة لك بشكل مبطن أو تحت شعار الدعابة والمزاح وتتكرر في الجلسات والجمعات العائليه لدرجه ان الشخص المتلقي لتلك الاساءه يصبح انطوائي ويتجنب حضور هذا التجمعات بوجود ذلك الشخص أو الأشخاص المسيئين.
-إساءة موجهه لاطفالك بحجة توجيههم وارشادهم،أو من باب أن الشخص المسيء يعتبر نفسه فرداً من العائلة له كامل الحق في حرية التصرف مع طفلك.
-اساءه بين الأزواج سواء كانت لفظيه او مادية وهي التي تفقد الحياه رونقها وبريقها.
-اساءة من الجيران أو المعارف أو حتى بعض الأصدقاء.
كل اساءة تتعرض لها لا بد من إيقافها خصوصاً إن كانت مقصودة و أبرز الطرق المتبعة لايقافها يكون ب:-
-ضبط النفس وسعه الصدر قدر الامكان والتزام الصمت التام في حال كان الشخص الذي وجه لنا الاساءه كبيرا في السن.
-في حال كانت الاساءه على شكل مزاح ودعابه لابد من لفت نظر الشخص المسيء ان الأمر ليس مضحكاً و يتسبب لك بالضيق والاذى.
-الإساءة للأطفال مرفوضة تماما ولا بد من ايقافها فورا لان الرضوخ والقبول بها يؤذي نفسية الطفل ويشعره بعدم الامان لأن احد أبويه لم يقم بأي تصرف وهنا نقوم بتنبيه المسيء بلهجه صارمة وجدية.
-حل الخلافات بين الزوجين و نصحهم بتحكيم أحد المقربين الثقات فيما بينهم، وفي حال تكرار الامر اللجوء الى استشاره احد من ذوي الاختصاص في مجال حل النزاعات و الخلافات الاسريه.
-الجيران والاشخاص من غير محيط العائلة يمكن تجنب التعامل معهم بشكل مباشر والاكتفاء بالقاء التحية عليهم،أما الاصدقاء المقربين وأفراد الاسره فلابد من نقاشهم و التوصل إلى حل ودي وسلمي معهم.
ولكن في حال اتخاذنا لجميع الاجراءات و الخطوات لايقاف المسيء عند حده ولم ينجح الامر فما العمل؟
إن كانت الإساءة كبيرة و تهدد استقرار حياه الشخص فلا بد من اللجوء الى القضاء وعدم التردد ابدا، اما في حال كانت الاساءه متكرره،ولكنها لا تحمل الكثير من الاذى فهنا من الممكن:
-تجاهل كل ما يصدر عن ذلك الشخص واعتبار الامر غير شخصي والتماس الاعذار لما يقول أو يفعل بهدف تهدئه النفس وهذا الاجراء من الممكن القيام به في حال استحاله قطع تلك العلاقة.
-منع الأسباب المؤدية الى الالتقاء بذلك الشخص ولو حصل وتم اللقاء به على سبيل الصدفه ترك المكان فورا والمغادرة وعدم المكوث معه لتفادي أي صدام أو ازعاج.
لا بد أن نعلم بأن طباع البشر تختلف تماما عن بعضهم البعض كما تختلف سلوكياتهم والمتحكم في ذلك عوامل كثيره ابرزها البيئه و بنية شخصيه الفرد، والعامل الوراثي،لذلك نجد اشخاصا في حياتنا ملهمين ومحبين،وأشخاص اخرين على النقيض تماما ولكن في النهايه نحن نتسقبل وجود الجميع و نتكيف معهم.
و لسنا مضطرين دائما على على التعامل مع من يتسبب لنا بالاذى ولكن احيانا يفرض علينا مثل هؤلاء الاشخاص وربما بحكم القرابة أو الصداقة أو العمل.
و هناك نصيحة اوجهها لكل شخص سلبي في هذه الحياه،أنه من الجميل الاعتراف بالخطأ والأجمل هو العدول عنه وتصويبه.
إن من أكبر أشكال الأذى كلمة تلقيها على مسامع أحدهم،تجعله يتألم ويحزن وربما تدخل الى قلبه مشاعر الكراهية الموجهه لك،وهذا ليس من الذكاء بشيء بأن يفتعل الشخص لنفسه اعداءً او كارهين.
على الرغم من أن الكلام الجارح لا يحتاج الى جهد كبير حتى يقال فهو فقط يحتاج الى شخص غير مبالي بمشاعر الاخرين،الا انه يترك أثراً سلبياً كبيراً في نفس المتلقي وكم من أشخاص دخلوا في حالة اكتئاب وفكروا جديا بانهاء حياتهم بسبب اساءة موجهة لهم من بعض الاشخاص المسيئين.
فلنحاول ترك بصمه جميله في حياة كل من نعرفهم، لأن الحياه مليئة بالالم. ولنبتعد عن الإساءة بكافة أشكالها و نراجع أنفسنا دائما وابدا ولا ننسى ان التراحم فيما بيننا هو من اسمى الصفات البشريه التي منحنا الله اياها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-11-2023 08:29 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |