14-11-2023 10:45 AM
بقلم : م. أنس معابرة
لم تنتهِ الحرب في غزة بعد، وما زال المقاومون الابطال مصرّون على نيل احدى الحسنيين كما وعدهم الله ورسوله؛ إما النصر أو الشهادة.
لقد عجزنا - كما العالم - عن وقف الحرب، وعجزنا عن إيصال المساعدات إلى أهلنا في غزة؛ بسبب تعنّت الاحتلال واغلاقه لكافة المعابر، ولكن بإمكاننا أن نستقي مما حصل ويحصل في غزة العديد من الدروس والعبر:
أولا: العدة والعتاد هي حيثيات وتفاصيل في المعركة، وعلى الرغم من التفوق العسكري والتكنولوجي لقوات الاحتلال -كما يزعمون - على جيوش المنطقة جميعها؛ إلا أن مجموعة من المقاتلين تمكنوا من مهاجمة المستوطنات، وتغلبوا على العقبات التكنولوجية في الجدار الفاصل، وابطلوا اسطورة الجيش الذي لا يُقهر، بتوفيق من الله كما وعدهم في كتابه حين قال الله عز وجل: "وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ".
ثانياً: لقد أكدت لنا الحرب ان اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض كما قال الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"، فلم تغب شمس اليوم الأول للحرب؛ حتى سارعت الولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبا النصرانية إلى دعم دولة الاحتلال، وارسلوا حاملات الطائرات والمقاتلات والقطع البحرية والغواصات النووية، هذا عد الأسلحة والأليات العسكرية وغيرها. بالإضافة طبعاً إلى الدعم السياسي، وتقديم المبررات للهجوم الوحشي على قطاع غزة، والغطاء القانوني الدولي من خلال استخدام حق الفيتو ضد أي قرار دولي ضد الاحتلال، وكأنما قد وضع الله على ابصارهم غشاوة فلا يبصرون ما يقوم به الاحتلال في فلسطين منذ سبعة قرون من القهر والحرمان والتهجير لأصحاب الأرض.
ثالثاً: لقد وسّعت المقاومة من ميدان المعركة، ونقلت الحرب إلى داخل الأراضي المحتلة، فتمكنت من إيقاف المطارات في دولة الاحتلال، وعطلت الاعمال، وأوقفت الدراسة، وأصابت دولة الاحتلال بحالة من الشلل، كل ذلك بعد أن تمكنت قوات المقاومة من تصنيع صواريخ يصل مداها إلى عمق أراضي دولة الاحتلال.
بل ساهمت صواريخ المقاومة في تدمير قطاع التأمين في دولة الاحتلال، فستعلن قريباً جميع شركات التأمين افلاسها، كما أنها لم تعد قادرة على تأمين الشاحنات والمراكب والسفن خوفاً من صواريخ المقاومة التي تطال على شيء اليوم، مما عزز حالة الشلل التي تعيشها دولة الاحتلال المزعومة.
رابعاً: دخلت بورصة دولة الاحتلال في حالة من الانهيار، كما انخفضت عملتهم لأدنى مستوى امام الدولار خلال أربعين عاماً، كما تم تخفيض التصنيف الائتماني لدولة الاحتلال، وهو ما يدل على هروب الكثير من المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال بعد أن تيقنوا ان دولة الاحتلال بيئة غير آمنة للاستثمار، والأسواق قابلة للانهيار في اية لحظة.
كما يجب أن تعلم أن الحرب قد أوقفت حركة السياحة؛ ليس الآن فقط؛ بل لن يجرؤ السيّاح على القدوم لدولة الاحتلال لعدة سنوات. كما توقفت الحركة الصناعية هناك، حيث إن الجنود اللذين تم استدعاؤهم كانوا يعملون في المصانع والتجارة والنقل وغيرها، وبعد أن التحقوا بالجيش؛ أصبحت أماكنهم شاغرة، وتوقفت حركة الإنتاج تماماً.
خامساً: كما تدين تُدان، ولو بعد حين، فلقد هجَّر المستوطنون الفلسطينيين من منازلهم في عامي 1948 و1967، وطردوهم منها بعد أن هاجموهم، وتركوهم في خيام دون طعام أو مأوى. اليوم أجبرت الحرب سكان المستوطنات في غلاف غزة وفي شمال الأراضي المحتلة على اللجوء إلى الخيام، ومغادرة المنازل التي لا يملكونها عنوة، بعد أن طالتها صواريخ المقاومة، فولوا الادبار تاركين متاعهم كما هو، وهذا يحدث للمرة الأولى في تاريخ الحروب بين الصهاينة والعرب في فلسطين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-11-2023 10:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |