16-11-2023 03:18 PM
بقلم : علي الشريف
حين ابتدات حرب غزه كانت كل قلوبنا وعيوننا وجوارحنا هناك.... لم نكن نفارق شاشات التلفزة او الهاتف بحثا عن الاخبار..
كنا كثيرا ما نبكي ونحن نشاهد. َجثث الأطفال والنساءوالشيوخ.... ننفعل لدرجة اننا كنا نريد أن نقفز الي شاشة التلفزيون او الهاتف للمشاركة.
اعتصمنا
تظاهرنا. ونددنا بالجرائم...
كنا ننتظر ابو عبيده لنسمع منه انجازات المقاومة وربما لا زلنا.
مع مرور الوقت اصبح القصف وصور الاطفال الشهداءوالنساء وصوت القصف وصور البيوت المهدمة امر شبه اعتيادي نراه كل يوم وكل دقيقه وثانية.. َلكن المشاعر لم تعد كما كانت.. والدموع ليست حرى كاول الأحداث فلا شيء هناك نراه غير تلك الصور من الموت والهدم التي تلازمنا منذ شهر.
كان الامر رهان علي الوقت حتى تبلدنا... وتمسحنا وتيبست مشاعرنا فلا رغبة لنا بالحديث َلا رغبة لنا حتي في البكاء.
هل راهنَ العدو على الوقت لنعتاد منظر الهدم والموت والدمار فصار يستبح كل شي في غزه ويتحدث عن مستقبلها وكانه يهيئنا لامر ما سيحدث بعد الحرب علينا ان نتقبله...
هناك يحارب الغزازوة حتي اخر قطرة ماء واخر روح في جسد طفل او امراه واخر حجر يسند حجرا واخر رصاصه
ونحن العرب حاربنا بالعواطف وتسجيل المواقف علي بعضنا بعض حتي تكاد تجف العواطف...
ومن ثم نسال بكل برود الي متي يقف العالم مع هذا العدو القذر.. ومتي ستدخل زجاجات الماء َالدواء.. لم نسأل متي يتوقف هذا الموت فالامر اصبح اعتيادي...سيان لا فرق ما دام هناك من يموت ونحن هنا جالسون....
كل ما نفعله الان اننا تقيئنا كل مفردات اللغه شتما َوسبا.... تنديدا... واستنكار فلم يبقى في معاجم اللغه كلمة لم نقولها او شتيمة لم نطلقها..
ولم يبقي في معاجم لغة المحللين كلمة ولا عبارة تلطيف للمشاعر الا أطلقوا لها العنان.. حتي ضعنا بين محلل يقول اننا انتصرنا وَارض تقول اننا احترقنا وعيون شاخصه نحو خبر مفرح وايادي مستعده للتسحيج
حرب غزه هذه هي حرب الشعبطة علي الدماء. الاحزاب التي ولدت ميتة او معاقة اصلا تتشعبط.... والنشطاء يتشعبطون َالاعلام يتشعبط علي الوهم الذي قتلنا من الوريد حتى قمة الوريد.
الكل يريد أن يسجل موقفًا في حضرة الدم هناك مواقف مليئة بالنفاق الفاضح....كالذي ترك كل هذا الموت وذهب يخطب ود و َيصفق ويسبح بحمد من اغلق الأبواب ومكن الحصار من دمنا وعلي ارواحنا والمفتاح بيده والحل بيده الاخري هناك مواقف مليئة بالخزي والعار وهناك مواقف البسطاء الذين لا حول ولا قوة لهم لكنها مواقف مشتعلة بالصدق....
وهناك مواقف تبحث عن مكاسب خاصة....
اعذروني يا سادة لقد بلدنا.. تمسحنا..... انتهت مشاعرنا. جفت دموعنا.. رغم انه لا زال هناك متسع لذرف دموع التماسيح...فالتماسيح لا زالت تفغر افواهها لتلتهم حصتها....
اذا كسرت غزة فنحن الذين كسرناها واذا انتصرت فالله نصرها... والنصر ثمنه الدم والأطفال.... والشهداء وبيوت تهدمت... ونساء ترملت واسر وعائلات اختفت...
و قبور سكانها مجهولي الهوية.... ومقاومون وضعوا أرواحهم على اكفهم وانطلقوا في سبيل الله
اعزائي لا داعي لفيض المشاعر فقد انتهت لا تعصروا ما بقي منها لم تعد تنفع... لقد فسدت كلز المشاعر امام طهارة الدم
لو التزمتم الصمت بدل النفاق لربما كان اجدي.
لقد تمسحنا..... نحن خشب مسنده
نحن مجموعة اسمها العرب..... بارعون. جدا في الهزيمة َبارعون جدا في الخيانة َبارعون جدا في التسحيج...
عاي الشريف
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-11-2023 03:18 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |