حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,15 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4499

مواقف حاضرة في غياب الأمّة

مواقف حاضرة في غياب الأمّة

مواقف حاضرة في غياب الأمّة

18-11-2023 09:32 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حاتم القرعان
بعد أن تقضي يومك تلاحق المثلّث المقلوب وتشاهده عبر القنوات العربيّة المُختلفة ، الذي غيّر إهتماماتك في الحياة ، لتبصر من ثقب الباب ، أن البحث عن حريّة الأرض وقدسيّتها ، أنفع من الإبحار في مشاكل البطالة والفساد برمّته ، وفي أوقات متأخرة من الليل ومن شمال المملكة الأردنيّة وبالقرب من جنين وبيسان ، تسمع دويّ إنطلاقة الصّواريخ التي تخبرك رواية الظلم بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين والأطباء والصحافيين المستهدفين بآلة الحرب الصهيونيّة المجرّدة من الإنسانيّة والأخلاق ، لتدرك حينها صمت العالم من حولك .


من كان يعتقد بأن يوم ٧ إكتوبر قادراً أن يكشف السّتار عن وهن وضعف جيش الإحتلال الإسرائيلي ، الذي قضى عمره وهو يصنع الدّعاية السّياسيّة بإمتلاكه القوّة والسّلاح والحضور العسكريّ ضمن أقوى ال١٨ جيشاً في العالم ، ذات اليوم الذي أثبت أن الإيمان والعقيدة الثّابتة التي يتسلح بها الفلسطينيين والمقاومة تتعدى كلّ أنواع السّلاح والترسانات والدّبابات والأساطيل الحربيّة بيد إسرائيل ، ومعها القوى الغربيّة الدّاعمة مجتمعة ، كان السّبيل الأوحد المعبّر عن وهن سياساتهم وجيوشهم ، مهاجمة الأبرياء والأطفال الخدّج والنّساء من المدنيين الفلسطينيين ، وعجزهم أمام من يملك سلاح المقاومة المتواجد بسبب ظلم وإجرام المشروع الصّهيونيّ لقرابة ال٧٥ عام على أرض فلسطين .


هذه القضيّة العربيّة التّاريخيّة المتجذّرة ، واضحة الحقوق والأصول ، عجزت أمامها القوانين ، والمنظّمات ، والمجالس الدّوليّة ، المُنعقدة والمنويّة للأمن والسّلام الدّوليّ ، والإكتفاء بتوضيح بالخطوط العريضة تقدِر " ما لم يخصّ الأمر إسرائيل " ، وهنا المُفارقة ومكامن الحقيقة .


منذ بدايات القرن الماضي ، شاركت العشائر الأردنيّة في الإنتفاضات الوطنيّة الفلسطينيّة لتحرير أرض فلسطين ، وقدّم الأردنّ مواكب من الشّهداء إرتقوا في الدّفاع عن أرض فلسطين وأهلها ، في ظل علاقة وثيقة بين الأردن وفلسطين تعود لعام ١٩٢١ م وما بعدها .

أما عن باكورة العلاقة الأردنيّة الفلسطينيّة ، ما زالت حاضرة في غياب أمّة بأكملها ، وعن الجّهود الحكوميّة والشّعبية تجاه القضيّة الفلسطينيّة والحرب على غزّة ، مجهودات سياسيّة وحكوميّة وعربيّة يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحُسين ، إمتداداً من زيارته لأوروبا منذ بداية الحرب ، لحشد موقف دوليّ لوقف الحرب على غزّة ، وإرسال المساعدات الغذائيّة والطبيّة عبر معبر رفح ، وإنزال المساعدات عبر المظلّات للمستشفى الميدانيّ الأردنيّ في غزّة لأكثر من مرّة ، وتفرّد جلالة الملك في في قمّة القاهرة للسلام والقمّة العربيّة الإسلاميّة ، بكشف حقيقة المجتمع الدّولي إزاء القضيّة الفلسطينيّة لأكثر من ٧ عقود متتالية ، وأن الصّمت الدّوليّ غير مبرّر ، وتطبيق القانون الدّوليّ إنتقائي لأنّ الضّحيّة فلسطين .


الأردن حكومة وشعباً ، بقيادة جلالة الملك وتوجيهاته وإهتمامة بالقضيّة الفلسطينيّة ، يقدّم إنموذجاً عربياً بإمتياز ، لنصرة الشّعب الفلسطينيّ ، ويتجلّى ذلك بمجهودات جلالة الملك ومتابعته الحثيثة للتطورات على أرض فلسطين ، ومتابعة ذلك سياسياً عربيّاً ودوليّاً ، وتوجيه الحكومة الأردنيّة بمختلف مواقعها بالوقوف الحقيقيّ والأمثل مع أهلنا في فلسطين .

معالي وزير الخارجيّة وشؤون المغتربين أيمن الصّفديّ ، من خلال متابعته حيثيات الحرب الأخيرة على غزّة وبتوجيهات جلالة الملك ، أضفى على وزارته طابع العروبة الأصيلة ، والسّياسة العميقة الصّريحة ، التي لا تهادن على موقف الأردنّ الصّريح والرّاسخ تجاه القضيّة الفلسطينيّة ، وبالإتصال المستمر مع كلّ القوى الفاعلة بقراراتها لوقف الحرب ، وآخر ما تحدّث بهِ إن الأردن لن يوقع إتفاقاً لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل ، وأنّ اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل قبل عقدين هي الآن، في خضم الحرب الجديدة "وثيقة على الرف يُغطّيها الغبار".

وقدّم الأردنّ خبير إستراتيجيّ وعسكريّ اللواء فايز الدويري ، الذي شوهد على شاشات إعلاميّة عربيّة كبيرة ، خلال ٤١ يوماً للحرب ، وإستطاع أن يكون الوجه الإعلاميّ والعسكريّ الذي يفسّر تحركات العدو الصّهيوني ، ويكشف الغطاء عن مكامن الوهن في الجّيش الإسرائليّ ، ويخدم بخبراته عن وجبات وخطط دسمة يؤتى أكلها كل حين .

عطوفة رئيس بلديّة إربد الكبرى ، الدكتور نبيل الكوفحي ، رفض أمس إستقبال السّفيرة الأمريكيّة قائلاً " أنتم شركاء في العدوان على غزّة " ، ولأنّ رئاسة البلديات تأتي بالإنتخاب وتعتبر بلديّة إربد ثاني أكبر بلديّة في الأردن ، تعتبر رسالة رفض إستقبال السّفيرة معلنة عن موقف الشّعب الأردنيّ الواحد .

ختاماً ، عندما تجد الدّولة الأردنيّة قيادة وحكومة وشعباً ، يحملون قضيتهم العربيّة الأولى التّاريخيّة ، لزاماً سيسجل التّاريخ موقفاً من ذهب في غياب الأمّة.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين

بقلم : حاتم القرعان








طباعة
  • المشاهدات: 4499
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-11-2023 09:32 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم