20-11-2023 09:15 AM
بقلم : سهير بشناق
ستنتهي الحرب فالحروب لا تدوم.. وستزهو الورود على أغصانها من جديد.. وستعانق الأرض أمطار السماء ولو امتلأت بالحطام فتلك الأرض لا تنهزم أبداً..
ستنتهي الحرب وستعلو زغاريد الأمهات.. وستمتلئ باحات الدار بعبق الياسمين وسيعود ما تبقى من الابناء إلى أحضان الأمهات.
وحدها ام الشهيد تختصر حكايه الوطن..
وحدها ستبقى تنتظر على ابواب بيت اغصانه منكسرة وامكنته فارغة قاسية موحشة بلا روح.
وحدها تعلمت كيف تحاكي الأرض جيداً وكيف تعانق التراب الذي يلف شهيدها وتشتم رائحته به.
أم الشهيد هي أيضاً كانت تحلم كأحلام الأمهات بأن تزف ابنها يوماً ما مهما طالت الحرب لكن الحرب ستنتهي وهي لن تفرح أبداً.
ماذا بقي من الدار..؟ وإن انتهت الحرب؟! والدار تكبر وتفرح باصحابها؟ وأصحابها أغصان تكسرت..
وحدها أم الشهيد ومن سيكون بحجم قلبها وتعب روحها والروح معلقة بين حفنة تراب وحلم انتهاء حرب.
وحدها أم الشهيد بقلبها الحرب لا تنتهي..
وإن انتهت وستبقى تنتظر أن يعود ولن يعود..
وانتظار الأم بالحروب موجع ما بين الحياة والموت.. وبين فرح الدار ورائحة الموت في أرض لم تعد تحتمل انتظارها.
أليس الوطن كقلب أم الشهيد بوجعه وأنينه وانتظاره لتصل صرخته وقهر أطفاله وموت ابنائه لعالم لم يعد يعنيه من ذاك الوطن سوى ما بين حزن قلب وانتهاء حرب لن تجد بانتهائها قلوباً تفرح ولا داراً تستقبل ابناءها.. فقد رحلوا ومن بقي منهم قيد الرحيل المؤجل.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-11-2023 09:15 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |