20-11-2023 11:34 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
كُن مُستعداً ، فكما ترى ، اذا حمي الوطيس فليس ينفعك مجلس للأمن او منظمه ، ولن تحميك هيئة ولن تحميك محكمة للعدل او مظاهره ،
فما نراه اليوم وما يشهده العالم من دوس ٍ على كل أنظمةِ وقوانين العالم ومجالسها وهيئاتها علناً ما هو إلا الإنذار الحقيقي لأخذ الحيطة والحذر والاستعداد التام لما هو آت ، فلم تعد هيئة تنفع ولا مجلسٌ يَشفَع ولم يعد في هذا العالم أُذنٌ تَسمَع .
نِعمَ الحميَّة حميَّة زهير بن أبي أُميَّة يوم شَقَّ الصحيفة الظالمة التي حاصر بها اهل مكة بنو هاشم وكان لم يزل في الجاهليه فلم يرضى ظلم ذوى القربى لآل هاشم فما بال العرب والمسلمين اليوم وهم مليارين ونصف المليار ( مجرد عدد ) يرضون بهذا التقتيل أمام اعينهم لاخوانهم وأبناء عمومتهم وخؤولتهم فأين ذهبت حميَّتهم واين بالله عليك رجولتهم !
أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا
وَأَندى العالَمينَ بُطونَ راحِ
لا لومَ ولا غرابة على ما يُبدونه العرب اليوم شيباً وشُبَّانا من سخط وغضب على هذا الحال من الذل والهوان والجبن الذي تندى له الجباه ورغم هذا فلن تثنينا النوازل ولن يثنينا التخاذل ما زال فينا قول عمرو بن كلثوم الذي يمثل ذروة الطبقة العليا في المجتمع العربي الجاهلي رغم كل هذا الالم ورغم هذا الانكسار
وأنا المانعون لما أردْنا ** وأنا النازلون بحيث شِينا
وأنا التاركون إذا سخطنا ** وأنا الآخذون إذا رَضينا
وأنا العاصمون إذا أُطعْنا ** وأنا العارمون إذا عُصينا
ونشرَب إن وردنا الماء صفوًا ** ويشرب غيرنا كدرًا وطينا .
هذه ايامٌ حُسُوما ليس فيها مجال لمراوغةٍ او مهادنه
وكما قال الحجاج في خطبته الخالدةِ المُرعِبه
هذا أوانُ الشدِّ فاشتدي زِيَـمْ
قد لفَّها الليلُ بسوّاقٍ حُطَمْ
ليس بِرَاعِي إِبِلٍ ولا غَنَمْ
ولا بِجَزَّارٍ على ظَهْرِِ وَضَمْ
قد شمّرتْ عن ساقها فشُدّوا
وجدَّتِ الحربُ بكم فجِدّوا
لا بدَّ مما ليس منه بُـدُّ
لن يكون في نهاية هذه الحرب " الفاصلة " احدٌ ناجٍ ليقالُ له اذكرني عند ربك " امريكا "
فهذه الحرب مَن كان يعتقد او ما زال يظن انها ستقف عند حدود ساحتها اليوم فليراجع نفسه ويتهمها بالجهل والضلال وليرجع الى نفسه ويُعَلِّمها من جديد.
هذه ايام حرب ، ولنا ان نتباها فيها باستحضار كل صنوف البطولات العربية قديمها وحديثها واستحضار كل صفات اصحابها منذ تاريخها الاول ودرة تاجها خالد بن الوليد واسامة بن زيد وطارق بن زياد وألب أرسلان والمعتصم بالله ومحمد الفاتح ،
ولا ننسى الجاهليُ العربيُّ عنتره ،
فما يحصل الان من هذا الانفلات والخروج والتجاوز عن كل الخطوط الحمراء يستدعي ان نكون بكامل الاستعداد خصوصا وان هذا الانفلات تقوده الدولة العظمى وتوابعها من دول اوروبا وغيرها التي تسير خلفها طائعةً خانعه فهذه القوات التي تجمَّعَت بترسانتها المُدَمِّره لن تبقى طويلاً في اماكنها متموضعه وكل الاحتمالاتِ في كل لحظةٍ وارده .
شاء من شاء وابى مَن ابى فهذه الامة تمرض ولا تموت برغم كيد الكائدين وتآمر المتآمرين وبرغم ما تعانيه الان من ضعف وهوان ستنهض من جديد بعز عزيز او بذل ذليل وبرغم كل الفتن الطاغيه وكل المغريات
فإن شباب الأمة اليوم من اولهم الى آخرهم بما فيهم اولئك الذين تراهم غير آبهين أو تحسبهم مُغَيَّبين ومَن تظُنُّ بهم كل الظنون من الميوعة والبلادة فيما يبدو عليهم كما يَظهرون اقولها قول الواثق أن كل هؤلاء سيكونون أبطالاً مغاوير وسترى منهم صورةً ونموذجاً من القائد المظفر قُطُز والقائد الظاهر بيبرس وسترى فيهم استحضاراً لصورة القائد صلاح الدين وسوف ترى فيهم اذا حَميَ الوطيسُ عنتره .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-11-2023 11:34 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |