سرايا - واحدة من نتائج عملية طوفان الأقصى، أنها كانت كاشفة لحقيقة العديد من المنظمات الدولية التي طالما زعمت التزامها بترسيخ حقوق الانسان والديمقراطية والتنمية السياسية، حيث ذهبت العديد من تلك المنظمات لتبنّي الرواية الصهيونية في تبرير حرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، متجاهلة كلّ المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال بحقّ المدنيين في غزة. ومن المنظمات التي انكشفت بعد طوفان الأقصى، منظمة فريدريش ايبرت التي تفاجأ ناشطون بأنها لا تختلف في جوهرها عن فريدريش ناومان.

وأثبتت طوفان الأقصى، أن لا فرق كبير بين المنظمات اليسارية أو الليبرالية في الدول الغربية العظمى، فهذه منظمة فريدريش ايبرت التي تعمل في دول عديدة من بينها الأردن، تنشر مقالا عبر مجلة السياسة الدولية والمجتمع تتمسّك فيه بالرواية الاسرائيلية.

الخطير، أن هذه المنظمة تعمل في الأردن بطوله وعرضه بحريّة كاملة، وهي تتبنّى وجهة النظر الصهيونية وتعادي العرب والمسلمين.

المقال الذي نشرته "فريدريش ايبرت" حمل عنوان (فقدان الشعور بالأمان)، ويتحدث عن "ضرورة تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس"، متهمة حركة المقاومة بأنها "تنظيم ارهابي"، وذلك في انسجام واتساق كامل مع السردية الاسرائيلية المضللة.

وتجاهل المقال حرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ (44) يوما، والمجازر التي راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء والمدنيين، بالإضافة إلى آلاف آخرين مازالوا تحت الأنقاض، ومئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين الذين جرى تهجيرهم قسرا عن منازلهم، والمستشفيات التي قُصفت وأخليت من المرضى، إلى جانب قطع الماء والغذاء والدواء عن نحو (2.2) مليون مواطن غزّي.

كما تجاهل المقال حقيقة أن حركة "حماس" هي حركة تحرر وطني وحركة مقاومة فلسطينية، تناضل من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية التي يحتلّها الكيان الصهيوني، وليست حركة تسعى لتدمير العالم الغربي ولا شأن لها بأي دولة كما زعم المقال.

هذا المقال جاء ليؤكد حقيقة التوجهات المشبوهة لبعض المنظمات التي تعمل في الأردن، وهو ما يستوجب ضمّ هذه المنظمة "فريدريش ايبرت" إلى قائمة المنظمات والجهات الواجب على جميع الأردنيين والعرب مقاطعتها ونبذها، وعدم المشاركة في أيّ من نشاطاتها بعدما تكشّف للجميع انحيازهم ضدّ العرب والمسلمين وقضيتهم المركزية.