بقلم : سعيد ذياب سليم
صورت لنا سينما هوليود دراكولا بأذنين كبيرتين و عينين جاحظتين وفم دامٍ يظهر فيه نابان يسيل من زاوية فمه لعاب دموي . يراها البعض شخصية سخيفة و هو يطبع قبلة على عنق صديقته ويغرز ناباه في عنقها.
لكن بيبي يلبس لباسا أوروبيا و ربطة عنق زرقاء تتفق مع علم كيانه المغتصب
عند وقوفه في مجلس حربه يلفت نظرك أذناه اللتان تضغطان على جانبي وجهه و عيناه الصغيرتان وقطرات من الدم لو أمعنت النظر لبدت لك على شفتيه وقناعا من الخبث و اللؤم والمراوغة ، عُرف عنه مهارته في الحديث و الإقناع و قلب الحقائق و تسويق الأكاذيب.
مر بنيامين نتنياهو (بيبي) في محطات كثيرة منذ تخرجه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حاملا بكالوريوس الهندسة المعمارية و ماجستير إدارة الأعمال ثم بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة هارفارد.
بين عامي 1967 و 1972 التحق نتنياهو بالجيش وخدم مقاتلا وضابطا في وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية "سايرت ماتكال".
شغل مواقع مختلفة قبل أن يصبح مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة بين عامي 1984 و 1988.
وفي سنة 1988 أنتخب لأول مرة كعضو في الكنيست عن حزب الليكود .
ومن هنا بدأت رحلته في حمل حقائب وزارية في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة .
إلى أن فاز في انتخابات 1996 المبكرة بعد اغتيال إسحاق رابين التي فاز فيها على شيمون بيريز ليبقى في منصب رئيس الوزراء حتى 1999.
بين 2001 و 2005 استلم حقيبتي وزارة الخارجية و المالية في حكومة أرئيل شارون ، لكنه استقال سنة 2005 معترضا على الانسحاب أحادي الجانب من غزة بعد فشل إسرائيل في عملية أيام الندم لمنع صواريخ القسام التي كانت تضرب سيدروت و مستوطنات غزة.
هل عودته اليوم و بعد ثماني عشرة سنة محاولا السيطرة على القطاع لها علاقة بالماضِ؟ أم بما اكتشف من مصادر غاز جديدة على سواحل غزة ؟ أم بسر من الأسرار لم يظهر لنا بعد !
عاد إلى رئاسة الحكومة سنة 2009 و احتفظ بالمنصب حت 2021 وأعيد انتخابه في 2022 و مازال.
ورث عن والده البروفيسور بن صهيون نتنياهو كراهيته للعرب و المسلمين وتشدده فقد كان يؤمن بترحيل العرب من فلسطين ،وكان لمقتل أخيه يوناتان نتينياهو أثناء انقاذ الرهائن في عملية عنتيبي أثر سيء على العائلة ، شارك بنيامين نتنياهو في حرب الاستنزاف و حرب أكتوبر 1973 وشارك في عملية إطلاق الرهائن في مطار تل أبيب عندما اختطفت مجموعة فدائية سنة 1972 طائرة بلجيكية أصيب فيها كتفه فأنهى خدمته العسكرية . شارك في الهجوم على مطار بيروت الذي أدى لتدمير اثنتا عشرة طائرة من طائرات الشرق الأوسط كرد على اختطاف الفدائيين الفلسطينيين طائرات إسرائيلية.
في سنة 2010 أثناء وجوده في المنصب حاولت مجموعة دولية من السفن "أسطول الحرية" فك الحصار المفروض على غزة فما كان منه إلا أن أوعز إلى قواته مهاجمة أكبر السفن و هي سفينة "مافي مرمرة " التركية ،أدى ذلك لمقتل تسعة أشخاص .
في سنة 2014 صوتت حكومته على قانون "إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي" ليفتح الباب أمام التمييز ضد العرب.
أثناء وجوده في منصب رئيس الوزراء شن ستة حروب على غزة آخرها و أكثرها دموية الحرب الحالية.
مشاركته في هذه الأحداث جعل منه شخصا يعشق الدم ولا يهدأ إلا إذا أحدث مشكلة تنتهي بمجزرة .
في الوقت الذي بدأت جثامين جنوده تعود من ساحة المعركة يلهو ابنه يائير نتنياهو على شواطئ ميامي في ولاية فلوريدا يلهو مع الأسماك السمراء و الشقراء.
أكثر من أربعة آلاف طفل مزقتهم أكبر القنابل وزنا التي تصل إلى 500 كيلوغرام -أو أكثر- في الترسانة الأمريكية وقذائف أخرى ذات أنصال حادة خاصة لبتر الأطراف كل هذا يتم بمباركة بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والذي أطلق يد نتنياهو في غزة دون خطة محددة لإنهاء الحرب ولا أهداف معينة لكنه يتحدث عن إزالة حماس من غزة وإعادة الرهائن ، وهو يقوم بذلك بمهاجمة المدارس و المساجد و الكنائس والمستشفيات لعله يخرج بشيء أمام أُسر الرهائن.
أصبح القطاع مشرحة كبيرة تنتشر فيها الجثث و الأشلاء والدماء ، لا يعرف الشهيد لماذا قتل ، طفلا كان أو فتاة أو امرأة أو شيخا كبيرا ..لو يعرف فقط سبب مقتله !
وماذا عن المنظمات الدولية ؟ منظمات لا تملك تنفيذ قراراتها !
هل شاخت منظمة الأمم المتحدة و حان وقت استبدالها كما حدث لعصبة الأمم ؟
يضحك بيبي وهو يتمتم لنفسه "حرب استقلال جديدة" ولا يشرب إلا الأحمر القاني !
سعيد ذياب سليم