بقلم : علي الشريف
ما اغربنا نحن العرب وما أغرب مطالبنا في حرب غزه حيث اننا أصبحنا وامسينا نطالب العالم بالتدخل ونحن لا حول لنا ولا قوة.


نطالب حزب الله بفتح جبهة لبنان ونطالب ايران بالتدخل عسكريا لانها تدعم المقاومة ثم نطالب امريكيا.. ونهتف ونصفق كثيرا لتركيا عندما يتحدث اوردغان وغذاء وبترول ووقود الطائرات للعدو بخرج من عنده.


نطالب العالم بقطع علاقاته مع العدو بينما لم نستطيع نحن أصحاب القضية ان نفعل ذلك.


لماذا نطالب العالم وننسي ان نطالب حركة فتح التي تتشكل من ٦٠ الف مقاتل علي ارض فلسطين واساس القضية انها قضيتهم وفتح هي اختصارا لحركة تحرير فلسطين.


لماذا لا نطالبها بالتدخل...
الزعيم هناك يتكلم عن ما بعد الحرب وانه لن يقبل ان تنفصل غزه عن الضفه والا فانه لن يقبل ان يحكمها بينما الأرض التي يحكمها مفصوله عن بعضها البعض...
القدس مفصوله عن باقي الأرض رام الله عن نابلس... ونابلس عن الخليل الخليل عن بيت لحم وبيت لحم عن جنين وجنين عن طول كرم واريحا وحدها....
لماذا نطالب العالم برفع الحصار ونحن ندرك تمام الادراك ان المعبر لنا و يقع تحت السياده العربية من الالف الي الياء والمفاتيح معنا والقرار لنا....
لماذا نطالب ايران ان تموت نيابة عنا... وهي التي دائما نتهمها بانها سبب كل خراب ودمار لحق بنا...فهل يعقل ان من دمر سيعيد البناء وان من يقتلنا سيمنح لنا الحياة
هل وصلنا الي مرحلة من الهوان ان نجلس محتارين محتاسين لا نعرف ماذا نفعل.
هل وصلنا لمرحلة من الغرابه اننا صرنا نصفق لكل شخص يخرج علينا بفيديو يقول ان ما يحدث اباده جماعية وكانه اكتشف شيئا جديدا...
هل اصبح الدم وسيلة استرزاق اللايكات علي مواقع التواصل واستعراض التشبير علي اليوتيوب كالعاده.

نحن امة ضاعت في زواريب الزمان...لا حول لها ولا قوة... تاهت بوصلتها فهي لم تعد تدري أين وجهة القبلة عندها.

كثر المتشعبطون علي الدم وكثر سراق الدمع وسراق الفرح الجميع ينتظر المقاومة ان تنتصر والجميع ينتظر موتها.

ان انتصرت فالكل سيقول مواققنا ودعمنا لها مكنها من الانتصار
وان كسرت سيقولون لقد حذرنا ولكنهم لم يستجيبوا لنا
كل دول العالم تنهض وتتطور وتسابق الزمن لتكون صاحبة قرار وسياده.. الا بلاد العرب اوطاني تنهض لتتكلم وتشبر وتنشغل قليلا بما يقوله العالم ونصفه مدبلج غير صحيح ومن ثم تجاهد في توزيع الهراء علي الواتس اب ومن ثم تنام وتغفوا.

حتي الكلام صرنا ناخذه من غيرنا.. صرنا ننتظر من يتكلم لننقل عنه ما نحب ان نسمع.

كل الأرض ترج بدم اطفال غزه الا عندنا ترج الارض باقدام شاكيرا...
في كل العالم اعلام يتكلم بلا حسيب او رقيب الا عندنا فاعلامنا يقود ثورة من كلمات منتقاة ونسخ تصريحات دون ان نسمع رد فعل من احد.

كاتب واحد في الواشنطن بوست يمكن ان يقيم الدنيا ويقعدها.. والاف الكتاب والشعراء والادباء عندنا لا تاثير لهم ولا هم لهم الا توزيع ما يكتبونه علي مجموعات الواتس فلا هم مع العير ولا هم مع النفير .

صرنا نري المتشعبطون علي الدم يتسابقون علي الفيديوهات و شاشات التلفزة ليدلي كل بدوله وكل الحديث مكرر ومستنسخ وكلام فارغ المحتوي والمضمون
الجميل ان كل العرب يطالبون بصلاح الدين ولا يدرون ان صلاح الدين لن يعود الا بصلاح الدين...
الجميع ينتظر ان ينطق الشجر والحجر لنحرر الارض وفي غزة كل شيء ينطق بالدمار والموت والجوع.
الشجر ينبت من الدم هناك وهناك ينطق الحجر بالصبر.

نحن امة عربية نامت ونسيت ان تصحو.... كلها تطالب غيرها بان يموت نيابة عنهم... يتظاهر نيابة عنهم.... يقاتل نيابة عنهم.... يحرر الأوطان نيابة عنهم.... حتى في الدعاء فانهم يطلبون الناس ان تدعوا نيابة عنهم.

ربما تكون غزه نصرنا المبين وربما لا قدر الله تكون نكستنا التي لن نقوم بعدها ابدا....
يا امة الغرائب هل وصل بنا الحال لان نطلب من القاتل ان يعطينا وقتا لدفن القتيل ونكون له من الشاكرين.

هل وصل بنا الحال لان نطلب من القاتل ان يكون رحيما فيعطينا موتا سريعا رحيما...
تركنا كل شيء وما بقى لنا الا غربتنا وغرابتنا وقصص نحدث بها اولادنا ونكتبها على صدر صحفنا عن بطولات الاباء والاجداد....واكثر بطولاتهم كانت غزوا لبعضهم تنكيلا ببعضهم بعضا.... اما البطولة الأكبر فان اجدادنا كانوا كلهم شيوخ واباؤنا كانوا الاوائل في صفوفهم وللان لم نعد ندري من هو صاحب المرتبة الثانية في الصف ومن هو الذي لم يكن شيخا تنقاد له الرجال...
ما اغربنا حتي تاريخنا غريب.

صدقوني فان التاريخ الوحيد الصادق هو ما سيكتبه اطفال غزة بدمهم علي جدران النصر والكرامة.