18-03-2008 05:00 PM
سلام إلى الأم العربية والى كل الأمهات في آذار وفي كل الشهور ، سلام إلى الملاذ الأول والأخير ، و إلى صانعة الحب والخبز والحنان .. المديرة والرئيس التنفيذي لأهم مؤسسة في المجتمع ( البيت ) مدّبرة الأمور وقاهرة الفوضى وضابطة إيقاع التفاصيل اليومية. إستراتيجيتها في العمل أن تعطي كل ما تملك ولا تأخذ شيئاً وان تدوس على جراحها وآلامها لترضي كل من حولها وفائض أرباحها يتحقق عندما ترى كل من حولها يتلألىء كقطع الماس وعندما يسود الرضا كافة أفراد الأسرة.. عظيمة أنتي أيتها الأم لأنك كالسماء في موسم مطري مبارك تعطي فبل أن نسال وتمنح قبل أن نشكو ولأنك شمعة بحجم الشمس ولان قلبك بحجم البحر و كفيك مصبوغة بحناء من طيبة .. وعظيمة لأنك تغزلين من الوقت معنى وتصنعين من الصمت حكمة ومن الكلام فاكهة .. ولأنك تجودين علينا بشلالات من العطف والاهم من ذلك إيمانك بأنك لا تقومين بأكثر من واجبك الفطري ويكفيك فخراً أنك تقومين بالمهنة الوحيدة في العالم التي لا يتقاضى صاحبها أجراً. و يقودنا الحديث عن عيد الأم إلى السلام على الأم المناضلة الصابرة و المرابطة في ارض فلسطين وفي ارض العراق ، سلام عليك يا أم الشهيد وأم الأسير وأم الجريح وأم المقاوم وأم الفقيد ، سلام عليك وأنتي على رأس عملك تقومين بواجب الدفاع عن الأرض والأمة والمقدسات نيابة عنا وسلام لك ولزوجك ولأولادك ولأحفادك وللأرض التي تقفين عليها وللأشجار من حولك.. سلام عليك ونتمنى أن تكوني بصحة وعافية.. أردنا فقط تذكيرك بان العالم يحتفل هذه الأيام بعيد الأم وأرجو منك أن تتفهمي موقفنا وأن لا تظني أننا نتحدث عن الأمهات و سيدات المجتمع في المجتمعات الراقية فقط .. نحن نتحدث عن كل السيدات والأمهات في هذا العالم البائس . ناسف للإزعاج والمقاطعة ربما شغلناك عن التصدي لعملية مداهمة يقوم بها الأعداء الآن أو عن تضميد جراح احد أبناءك أو قد أخرّناكي عن إعطاء جرعة أوكسيجين لزوجك المقعد أو عن حضور جنازة ابن زميلة لك استشهد للتو أو عن إعادة زرع شجرة اقتلعها الأعداء ظنا منهم أنها قد تنجب في يوم من الأيام مثل باقي الأمهات أو عن المشاركة في مساعدة زميلة لك على الولادة عند احد الحواجز أو عن الذهاب لمشاهدة مجموعة جثث مجهولة وصلت قبل قليل للتعرف عليها لعلك تعرفين أحدهم... نعتقد أنك امرأة عاقلة وذكية وتتفهمين موقفنا مما يحدث وتعرفين أننا لا نفوت صلاة إلا وندعو لكم بالخلاص من براثن الاحتلال وهزيمة الأعداء ، وخطباء المساجد في صلوات الجمعة تهترىء حناجرهم من الدعاء لكم ، وأننا لا ندع قناة إخبارية أو محطة إذاعية تغطي أخباركم إلا ونتابعها بشغف وأننا غير مقصرين في إرسال رسائل SMS لإعلان التضامن معكم وللتهنئة بعيد الأم.. على أية حال لا تحزني أيتها الأم المناضلة لأنكم تعيشون في سجن كبير واعلمي انك في الشرفة الأمامية للمجد ولا تحزني لأنكم في الأسر فعروبتنا وكرامتنا كلها في الأسر واعلمي أن ابنك الجريح ليس جريحا إنما الشرف العربي هو الجريح وزوجك ليس مريضا بنقص الاوكسيجين نحن المصابون بنقص المروءة وإذا كان لديك ابن فقيد فاعلمي أننا جميعا فقدنا البوصلة .. لن نقول لك أكثر من كل عام وأنتي بخير ولن نطلب منك سوى أن تصنعي لنا من جدائل الثوم حبل غسيل نعلق عليه قصيدة لرثاء حالنا ومن الطحين قبوا ندفن فيه رؤوسنا ومن ورق الزيتون كفنا نلبسه لأننا نحن الأقرب للموت وانتم الأقرب للحياة ومن سعف النخيل ثوبا نستر به أجسادنا العارية ومن شجر البلوط سوطا نجلد به ذاتنا. لا تحزني ويكفيك فخرا انك أم .. لا تحزني ولا تيأسي إن لم يحتفل بك احد وحاولي أن تحتفلي أنت وحدك بالحياة يا أجمل الأمهات ولا تحزني لان الأرض لمن يحرثها والجنة لمن يطلبها واعلمي انك تنحتين لوحة جميلة في معرض التاريخ وانك تسيرين نحو فردوس النصر وهم يسيرون نحو وحل الخيبة والهزيمة. انهضي واغسلي وجهك بالعز وتوضئي بالفخر وصلي صلاة الشكر على نعمة الأمومة واعلمي أن المجد يسر وراءك.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-03-2008 05:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |