26-11-2023 01:56 AM
سرايا - نشرت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ، مساء السبت ، أسماء الدفعة الثانية من الأسيرات المحررات والأطفال المحررين الذين سيتم الإفراج عنهم اليوم السبت، وذلك ضمن بنود اتفاق الهدنة، وعددهم (39).
وكان على رأس هذه القائمة الاسيرة المقدسية اسراء رياض جميل جعابيص.
وتعتبر جعابيص إحدى أيقونات السيدات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية ، بعد ان قضت في سجون الاحتلال ما يزيد عن 8 أعوام.
تاليا ملف كامل عن الاسيرة :
الاسم: إسراء رياض جميل جعابيص
تاريخ الميلاد: 22-7-1984
تاريخ الاعتقال: 11-10-2015
مكان السكن: جبل المكبر - القدس
الوضع القانوني: حكم 11 عاماً
الحالة الاجتماعية: متزوجة وأم لطفل (8 أعوام)
التحصيل الأكاديمية: سنة ثانية في تخصص التربية الخاصة
** الحادث ثم الاعتقال:
في 11 أكتوبر 2015 كانت إسراء في طريقها من منزل عائلة زوجها في مدينة أريحا إلى منزلها في جبل المكبر في القدس، حيث كانت تعمل في مدينة القدس يومياً، وبسبب ضيق الوضع المادي، وكانت تنقل بعض الأغراض المنزلية معها، وفي ذلك اليوم كانت تحمل معها أنبوبة غاز وجهاز تلفاز لمنزلها في القدس.
عندما وصلت إلى حاجز الزعيم العسكري قرب مستوطنة "معاليه أدوميم" انفجر البالون الهوائي في السيارة، مما تسبب باشتعال النيران داخل السيارة.
قالت اسراء لمحامي الضمير الذي زارها في سجن هشارون: "اشتعلت السيارة دون علمي، فخرجت منها مسرعة، فقابلني شرطي ورفع السلاح في وجهي، وأخذ يصرخ بالعبرية (ارمي السكين)، ولم أكن احمل سكيناً، وقام شرطي آخر بالصراخ ان أطلقوا النار".
وأضافت "بقيت على الأرض في الشارع بدون ملابس حوالي ربع ساعة، الى ان حضرت سيارة الإسعاف".
نقلت إسراء بعد ذلك إلى مستشفى هداسا عين كارم في القدس، وفقدت وعيها أثناء النقل نتيجة الألم الشديد الذي تسببت به الحروق في جسدهاـ ولكن عندما استفاقت رأت ممرضة فوقها، فعلمت أنها في المستشفى.
** الوضع الصحي:
تسبب الحريق بحروق من الدرجة الأولى والثانية والثالثة في 50% من جسد إسراء، وفقدت 8 من أصابع يديها، وأصابتها تشوهات في منطقة الوجه والظهر.
لم يخبرها الأطباء في المستشفى في الفترة الأولى عن وضعها الصحي، فقد كانوا يقولوا لها أنها بخير وعندما تسأل يجيبوها باختصار ويذهبوا، في المستشفى التقت فقط بمحاميها طارق برغوث، وكانت في أغلب الوقت مكبلة بيدها اليسار ورجلها اليمين في السرير، وبعدها فكوا عن يدها وأبقوا أرجلها كل رجل مكبلة إلى ناحية من السرير. كما أنهم كانوا يكبلونها على كرسي الحمام عندما تذهب لقضاء الحاجة، وبقيت شهرين ونصف على هذه الحالة ولا تعرف شيئاً عن وضعها، أو ما سيحصل لها.
وأجريت لها عده عمليات، في أصابعها المبتورة، وزراعة جلد للظهر واليد والوجه.
ولكنها ما زالت في وضع نفسي صعب وصدمة شديدة، حيث تصحوا ليلاً وتبدأ بالصراخ "نار نار، يما يما"، وتصحوا من النوم ترجف، وتبدأ بالبكاء.
** النقل لمستشفى السجن
نقلت إلى مستشفى سجن الرملة (المراش) بعد 3 شهور في مستشفى هداسا عين كارم، وأحضروا لها الأسيرة عالية العباسي لتساعدها، ووضعوها في غرفة بقسم الأسرى الأمنيين الرجال، وسمح لها بالخروج لفورة مغلقة ومهجورة.
كان يحضر طبيب وممرضون للتغير على الجروح والحروق، مع وجود سجانة تجلس عند باب الغرفة، وتسبب ذلك في مشاكل واحتكاك مع تلك السجانة.
وكانوا يعطوها علبة دهون واحدة فقط لكل جسمها ولم تكن العلبة تكفي لها.
وضع في الغرفة كاميرات، وتسبب ذلك بشعور بعدم الخصوصية لدى عالية وإسراء. وبعد شهر في الفراش نقلت إلى سجن هشارون للأسيرات.
** النقل من وإلى المحكمة
تذكر إسراء جعابيص انها أخرجت من سجن هشارون الى المحكمة المركزية في القدس في سيارة نحشون، وكان التعامل سيئاً من قبل أفراد النحشون، وأخذوا منها الدواء(مسكنات)، وكانوا يشتمونها باستمرار. ويبدأ النقل عند الساعة 2 صباحاً، وتتنقل البوسطة كثيرا، لتعود الى السجن عند 12 ليلاً.
** الاعتقال والمحاكمة
اعتقلت شرطة الاحتلال إسراء منذ وقوع الحداث في 11 أكتوبر 2015، وعقدت لها عدداً من جلسات المحاكمة داخل المستشفى لصعوبة وضعها الصحي، ووجهت لها لائحة اتهام احتوت على بنود: الشروع بتنفيذ عملية، محاولة قتل من خلال تفجير أنبوبة غاز. واستخدمت نيابة الاحتلال ببعض العبارات المنشورة على صفحتها على فيس بوك، لتؤكد ان "عندها دوافع قومية لقتل إسرائيليين".
وبعد مداولات ونقاشات داخل المحاكم استمرت لمدة عام، حكم عليها قضاء الاحتلال بالسجن لمدة 11 عاماً، وغرامة مالية مقدارها 50 ألف شيكل، وصدر الحكم بتاريخ 7-10-2016.
** العائلة والعمل
كانت إسراء تدرس التربية الخاصة في السنة الثانية بالكلية الأهلية في بلدة بيت حنينا شمال القدس، وكانت تعمل مع دار للمسنين، إلى جانب مشاركتها في الفعاليات الترفيهية التي تعقد لطلاب وطالبات مدارس ومؤسسات القدس، وهي متزوجة ولديها ابن واحد واسمه معتصم (8 أعوام).
سحب الاحتلال بطاقة التأمين الصحي منها، ومنع عنها زيارة عائلتها عدة مرات، وفي إحداها منع ابنها من زيارتها.
يعيش ابنها الوحيد معتصم اليوم مع جدته وخالاته في مدينة القدس، بعد تعرض زوجها لحادث سير أقعده على كرسي متحرك في مدينة أريحا.
** "موجوعة" من الألم إلى الأمل
"حين تعجز الخطوات عن الوصول وتكبر المسافات رغم صغرها، حين يمسي الليل نهاراً والنهار ليلاً؛ حينما تعزلك عن حضن أمك قضبان من حديد، حينما يصبح الضحية متهماً ثم أسيراً، هذا الكتاب هو باكورة أعمالي داخل الأسر. لعلّ صفحاته تنقل معاناة منعت من النشر".
تصدّرت هذه الكلمات كتاب "موجوعة" للأسيرة الجريحة إسراء جعابيص، حيث صدر هذا العام، وهو هدية قدمته الأسيرة لابنها معتصم بمناسبة ذكرى ميلاده، الذي أُقيم خلال حفل إطلاق في معرض فلسطين الدولي للكتاب بِحُلته الثالثة عشر.
فيما جرى الإصدار بحضور عائلة الأسيرة جعابيص وابنها معتصم وذوي الأسيرات والأسرى والأسيرات المحررات. -(مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان).