28-11-2023 08:10 AM
سرايا - إن دم رجل واحد أغلى من حرية البشرية جمعاء"، تلك إحدى العبارات التي اشتهر بها الفيلسوف الفرنسي الشهير ذو الأصول السويسرية جان جاك روسو (1712-1778)، الذي تحرص كثير من المدارس والجامعات في الدول العربية على تدريس فكره، إلى جانب ما أنتجه فلاسفة أوروبيون شكّل إنتاجهم أساس "فلسفة الأنوار" المؤسِّسَة للحداثة الغربية.
في رسائله وكتبه ظل روسو يصدح بتمجيد فكر الحرية والتحرر ويقول "يولد الإنسان حرا، وهو مقيد بالأغلال في كل مكان"، ويزيد "إن تخلي المرء عن حريته هو تنازل عن صفاته رجلا"، ولم يكن مستغرَبا أن يسهم فكره في التأسيس للثورة الفرنسية التي اندلعت في 1789، بعد سنوات قليلة من وفاته.
ولم يكن روسو وحده يغني بهذا الدرب في أوروبا، بل ردد كثيرون هذه الشعارات حتى في الولايات المتحدة التي نجحت ثورتها الكبرى ضد الاستعمار البريطاني (1775-1783)، بدعم من الفرنسيين: فكرا وتمويلا وجنودا.
فهذا أول رئيس للدولة الأميركية الوليدة جورج واشنطن (في المنصب: 1789-1797) يقول "عندما تتجذر الحرية، تصبح نبتة سريعة النمو"، وتلك أبيغييل أدامز (1744-1818)، زوجة ثاني رئيس للدولة الأميركية الوليدة جون آدامز (في المنصب: 1797-1801) تقول "الروح التي تسود بين البشر من جميع الدرجات وجميع الأعمار والأجناس، هي روح الحرية"، وقد كانت أفكارها مؤثرة لدرجة أنها توصف بأنها من المؤسسين الأوائل للولايات المتحدة.
مسار يؤكده أحد الرؤساء الأوائل لأميركا وهو أبراهام لنكولن (في المنصب: 1861–1865) قائلا "أولئك الذين ينكرون الحرية على الآخرين، لا يستحقونها لأنفسهم".
كما يصرخ بنيامين فرانكلين (1706-1790) -الفيلسوف والمخترع وأحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وأول سفير لها في فرنسا الثورة- قائلا "أولئك الذين يتخلون عن الحرية الأساسية لشراء القليل من الأمان المؤقت، لا يستحقون الحرية ولا الأمان".
لكن الأفكار المتشبعة بالحرية والمؤسِّسَة "للحداثة الغربية" احترقت -في نظر كثيرين- مع تفجر أول الصواريخ الإسرائيلية على أرض غزة بدعم أميركي غربي واضح، وعجز بيّن للمؤسسات الأممية.
فمباشرة بعد اندلاع طوفان الأقصى، بادر الغرب بقيادة الولايات المتحدة إلى فتح خط دعم عسكري ومخابراتي ومالي وسياسي للاحتلال، وسارعت بلاد أبراهام لنكولن لإرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة، متعهدة بتقديم أسلحة ومساعدات لإسرائيل قيمتها 14.3 مليار دولار، إلى جانب المساعدات السنوية التقليدية بقيمة 3.4 مليارات دولار.
وذلك على الرغم من علم الجميع بتفاصيل المجازر اليومية المرتكبة بحق المدنيين في غزة، واستهداف الاحتلال للمستشفيات ولسيارات الإسعاف وللمساجد والكنائس، وارتقاء آلاف الشهداء وجُلّهم من الأطفال، وسقوط آلاف الجرحى، فضلا عن نزوح مئات الآلاف من منازلهم التي انهارت بقنابل أميركية تزن الواحدة منها طنا.
دعم بلدان "ثورة الحرية والإنسانية والأنوار" جاء سريعا ومباشرا لاحتلال وصف الفلسطينيين علنا بأنهم "حيوانات"، وتوعدهم بالإبادة، وسخّر عسكره وإعلامه ووسائل التواصل الاجتماعي التي يمتلكها للتعتيم على تلك الإبادة الجماعية، والترويج للرواية الإسرائيلية، ومحاربة كل رأي مخالف حتى داخل بلد مثل الولايات المتحدة التي تفتخر بتقديس حرية التعبير.
الأستاذ الجامعي المغربي عياد أبلال، الباحث في علم الاجتماع وأنتروبولوجيا الثقافة، كان من أوائل من عبروا عن صدمتهم من موقف ممثلي "الحداثة الغربية" من مجازر غزة، ونشر تدوينة على صفحته بفيسبوك -بعيد اندلاع طوفان الأقصى- قال فيها "كنت ضحية الحداثة الغربية وفلسفة الأنوار، وترافعت عنهما في كل محفل ومنبر، لكني اكتشفت أن الغرب بأنواره وحداثته مجرد قناع للوحشية والبربرية والظلم".
ولم يختلف عنه موقف الأستاذ الجامعي المغربي محمد أبلاغ، الذي درس الفلسفة، ونشر تدوينة تزامنت مع مجازر غزة قال فيها "آن الأوان لتسقط الأوهام لكي نتعامل نقديا مع فكر يعدّ الآخرين أناسا حياتهم أو موتهم سيان".
وغير بعيد عنهما، كتب الأستاذ الجامعي الموريتاني المصطفى ولد اكليب بمرارة على صفحته في فيسبوك "إن الغرب هو أكبر أكذوبة عرفها التاريخ"، وقال "أصبحت أخجل من طلابي الذين درستهم عبر عقود فلسفة الأنوار وما لحقها من فلسفات غربية حديثة ومعاصرة تمجد مفاهيم الحق، والعقلانية، والإنسانية، والقيم، والأخلاق، والتقدم، والعدالة، والإنصاف، وحقوق الإنسان، والحرية، والنقد، … إلخ، أعتذر منكم طلابي الأعزاء، لأنني كنت مشاركا في خداعكم".
مواقف لا تكاد تختلف عن فئات واسعة من شعوب العالم عموما -وليس العربية والإسلامية فقط- التي فوجئت بالرد الغربي الداعم لإبادة شعب أعزل، خلافا للقيم والمبادئ التي ظل الغرب -لعقود- يسعى لترسيخها في الأذهان.
الأنثروبولوجي عياد أبلال، قال للجزيرة نت "مجازر غزة كشفت ضبابية المشهد، وأخرجتني من صدمة الحداثة كما تلقيتها في تعليمي الجامعي، وكما مارستها في كتاباتي وفي محاضراتي بإعجاب منقطع النظير بالغرب، وكأن غشاوة ما كانت فوق عيني".
والغرب -حسب عياد- اجتهد لقرون في إيصال "فلسفة التنوير" إلى العالم أجمع "حتى صرنا لا نرى طريقا للتنمية والتقدم إلا باقتفاء طريق الغرب"، وهي حالة تشبه "تنويما مغناطيسيا".
وذلك على الرغم من أن الواقع برهن طوال عقود على أن شعارات الحرية والحق والأخوة والمساواة لا تعدو أن تكون وسائل لتسويغ الاستعمار الجديد وتقتيل وتجويع شعوب المنطقة، وقلب المعاني كما في الحالة الفلسطينية، حتى صارت القوى الفاعلة الخيرة شرا مطلقا وهمجية وإرهابا، وتحول الإرهاب إلى قوى فاعلة.
ويتابع عياد أبلال قائلا، إن قلب المعاني بهذا الشكل يحيل إلى الفيلسوف الألماني فريديرك نيتشه الذي حاول دون جدوى نقل الفلسفة الغربية من منطق العقل إلى منطق الجسد، وهو منطق يوضح أن قيم الحرية والمساواة والعدل، خاصة بالسياق الغربي الذي "تضخمت مركزيته حتى صار يرى التقدم والتطور والحضارة من نصيبه، في حين أن باقي العالم، خاصة العرب والمسلمين مجرد تخلف وبربرية وتوحش".
المصطفى ولد اكليب، الذي درّس الفلسفة بموريتانيا 34 عاما بالجامعة، أكد للجزيرة نت أنه لم يندم على تدريسها، وبيّن سبب اعتذاره لطلابه في التدوينة الشهيرة قائلا "كنت أتبع في تدريس الفلسفات الغربية مسلكا جعلني معجبا بتلك الفلسفات إلى حد الافتتان والتماهي مع أطروحاتها كونها تمثّل نضج العقل البشري وتمام رشده".
وزاد موضحا "لم أكن أقصد الاعتذار عن تدريس الفلسفة لأنه لا معنى لذلك الاعتذار، فالفلسفة تجعل العقل صاحيا والفكر واعيا، ولم يكن المقصود عدم الإيمان بالقيم التي أشارت إليها التدوينة تلميحا لا تفصيلا وتوضيحا، بل اعتذرت عن ربط تلك القيم بحضارة الغرب وفلسفاته حصرا وتخصيصا".
وهو رأي لا يكاد يختلف عن موقف الباحث محمد أبلاغ الذي أوضح أن الحضارة اللاتينية الأوروبية تلقفت مشعل الفلسفة من الفلاسفة والعلماء العرب، وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ الفكر الإنساني توارث فيها فلاسفة وعلماء أوروبا العلم والفلسفة عن طريق الترجمة، مشددا على ضرورة الانتباه إلى "التملك" الذي قامت به أوروبا ابتداء من القرن الـ19 للعلم والفلسفة وعدّهما فكرا غربيا خالصا لم تسهم فيه الحضارات الأخرى بأي شيء؛ لأن عقلية الرجل الأبيض الأوروبي هي عقلية آرية، وهي المؤهلة وحدها لأن تبدع في هذه المجالات.
ومن ثم -يضيف محمد أبلاغ- فالإنسانية بالنسبة لتلك الحضارة تخص "جنسا" واحدا فقط هو الإنسان الأوروبي، أو ذا الأصل الأوروبي، وهو ما نطلق عليه اليوم الحضارة الغربية، وهذه العقلية ولدت عندها عدم الاكتراث بما يقع للآخرين.
وقد يجادل بعض الناس فيقول، إن الفكر مظلوم في هذه الحالة؛ لأنه يتحمل ذنب قرارات اتخذها السياسيون، وهو ما يرد عليه عياد أبلال قائلا، إن أساس العدوان ودعمه فكري محض، لكنه يتلون بألوان السياقات المختلفة من تورا بورا وأبو غريب وغوانتانامو إلى غزة.
ويضيف موضحا أن الحرب الإعلامية التي تسند الحرب الهمجية الغربية على غزة تتأسس على مفاهيم وقيم مزيفة، فعندما ينظر المرء في الخطاب عن إسرائيل، سيجد حتما الأساس الفكري للحداثة الغربية في بعدها الأنواري، فحركة حماس تمثل الإرهاب والقمع وقتل الأطفال، في حين تمثل إسرائيل -المدعومة غربيا- الحرية والنور والديمقراطية والتقدم.
ويتابع قائلا، إن اللوبي الصهيوني تأسس على أساطير وخرافات كما شرح ذلك المفكر الفرنسي روجي غارودي مثلا، فكيف لهذا الغرب أن يؤمن بهيكل سليمان، وبالأرض الموعودة، وما إلى ذلك من مفاهيم أسطورية من المفروض أن الحداثة جاءت على أعقابها وعلى هدمها؟ "فأين سلطة العقل والحكمة والفلسفة فيما تعرفه الصهيونية اليوم في العالم؟ وأين الحداثة من الإسلاموفوبيا التي تحولت إلى عقيدة جديدة لمجتمعات ما بعد العلمانية بتعبير داستن بورد (أستاذ الفلسفة والأديان واللغة العربية بجامعة أوليفت بولاية ميتشغان)؟".
ويزيد المصطفى ولد اكليب الأمر وضوحا فيقول، إن الفصل بين السياسة والفكر لم يعد فصلا ممكنا على المستوى المعرفي؛ لأن العلاقة بينهما علاقة جدلية، مشددا على أن سياسة الدول تعبير عن قيمها وعن مدى احترامها للإنسان، سواء كان مواطنا ضمن حدودها، أو إنسانا مغايرا مختلفا .
وحسب المصطفى، فإن ذلك يظهر جليا أثناء الحروب والأزمات حيث ينبغي لنا أن تبقى السياسة منضبطة بضوابط الفكر والقيم والحكمة، و"السياسة تعني القيادة الحكيمة" يضيف المتحدث.
ويؤكد الدكتور محمد أبلاغ من جهته أن للفكر -أيضا- دورا في الصراع إلى جانب المصالح السياسية والاقتصادية، والطريقة التي يُروَّج بها للإسلام والإنسان العربي في الغرب وهي صورة مغلوطة تماما، توضح ذلك، علما بأن قوة الإعلام هي التي تصنع الرأي العام الغربي، وليس الفكر.
لكن محمد أبلاغ يشدد على ضرورة التمييز دائما بين الفكر النظري الفلسفي والعلمي، والتوظيف "الأيديولوجي" لهذا الفكر، "فإذا أردنا أن نتحدث عن دور الفكر في هذا الصراع، يجب علينا أن نتساءل عن صورة الإنسان العربي في الإعلام الغربي، وكذلك المقررات المدرسية الحالية في الغرب، التي لا يزال أغلبها متأثرا بالصورة الموروثة عن الحروب الصليبية، وعن الصراع بين الإسلام والمسيحية وغيرها".
وبالنسبة للدكتور المصطفى ولد اكليب، فقد آن الأوان لتجاوز فكرة أن الحضارة الغربية هي حضارة كونية، وأن قيمها قيم عالمية وأنها الحضارة الأرقى، وأنها حضارة العقلانية المكتملة والإنسانية الرحيمة.
وشدد في حديثه مع الجزيرة نت على أن واقع الحضارة الغربية يقول شيئا مغايرا لتلك الصورة الجميلة التي سعى الغرب عبر قرون لرسمها لنفسه، وفرضها على الآخرين، موضحا أن تاريخ تلك الحضارة هو عبارة عن مخزون من العنف ضد شعوبها وضد الآخر المختلف معها، ومن رحمها ظهرت تيارات غير عقلانية فكرا وممارسة؛ مثل: النازية والفاشية والصهيونية وجماعات التطرف العنصري.
ودعا المصطفى ولد اكليب إلى تحجيم الحضارة الغربية وردها إلى حدودها الجغرافية والتاريخية، وذلك هو مضمون المشروع الفكري للمفكر المصري الدكتور حسن حنفي الذي أطلق عليه اسم الاستغراب، موضحا في المقابل أن الفكر الغربي لا ينبغي لنا إقصاؤه ولا يمكن إقصاؤه؛ لأنه أصبح رافدا من روافد فكرنا العربي المعاصر، لكن ينبغي لنا أن نبتعد عن التقليد الأعمى والتبعية المطلقة .
"فمنذ التقينا بحضارة الغرب مع حملة نابليون -يشرح المصطفى- ونحن نجلس من الغرب مجلس التلميذ من أستاذه معجبين منبهرين نترجم وننقل ونقلد، حتى إن بعضا منا أصبح غربيا أكثر من الغرب نفسه، وهنا ينبغي لنا التمييز بين الجانب العلمي والتقني البحت الذي يمثل مشتركا إنسانيا عاما، وبين الجانب الفكري والقيمي الذي يختلف من حضارة إلى أخرى".
أما عياد أبلال فقد أكد أن شعوب الغرب نفسها خُدعت بالحداثة وفلسفة الأنوار بعدما عجّلت النيوليبرالية بانتهاء مدة صلاحية الحداثة الغربية، وهذا ما أكدته تيارات ما بعد الحداثة التي انتهت إلى توجيه نقد لاذع لها، ولكن مع الاحتفاظ بالأسس التي قامت عليها.
وبناء على ذلك -يوضح محمد أبلال- فتدريس "فلسفة الحداثة" في الجامعات العربية والغربية على حد سواء، هو تلقين أكثر منه تدريس، واستضمار أكثر منه تساؤل، وتحنيط جثة أكثر مما هو إنعاش وإحياء.
ويشرح ذلك بقوله، إن المطلوب اليوم هو تفكيك أسس الفلسفة الغربية، وتوجيه النقد الضروري للفصل بين القانون والأخلاق، الذي شكّل أساس النظام المعرفي الغربي الوضعي، مبرزا أن ذلك الفصل أصاب مفهوم الحرية في مقتل.
ومن ثم فالبديل -في نظر الدكتور محمد أبلال- ليس هو إقصاء الفكر الغربي كله، بل الخروج من دوائر ومدارات الدهشة والإعجاب العاطفي بالواجهة الزجاجية للحداثة، على أن يتأسس ذلك "الخروج" على قاعدة نظرية وعلى نظام معرفي جديد، يقوم على أنقاض الوضعية من جهة، والحداثة من جهة أخرى، خاصة أن "لدينا في تراثنا العربي الإسلامي ما يفي بالغرض".
وبالنسبة للدكتور محمد أبلاغ فالطريقة التي يدرس بها الفكر الغربي في الجامعات العربية ليست هي الطريقة المثلى، إذ لا بد من التعامل النقدي مع الفكر الأوروبي، "بمعنى عند دراستنا لروسو أو فولتير أو غيرهما لا بد من تعريض فكرهم للتعامل النقدي، لمعرفة الصواب من الخطأ في فكرهم، خاصة فيما يمكن أن يعدّ أن الفكر العقلي هو فكر أوروبي، وألا دور لبقية الإنسانية في إنجازاته".
وتابع مؤكدا أن كل فكر كيفما كان يمر من المحلية إلى الكونية، عكس ما تحاول "الحداثة الغربية" تكريسه من خلال محاولة الاستحواذ على الفكر الفلسفي قائلة، إن الفلسفة معجزة الإغريق، وهذا الادعاء هو أساس الاستعلاء الأوروبي والنظرة الدونية من قبلهم إلى الآخرين، خصيصى العرب والمسلمين.
وقال، إن المخرج يكمن في "أن ندافع جميعا على فكرة أن الإنسان واحد بالجوهر، وبأن كل الناس متساوون كيفما كان لونهم أو انتماؤهم، وكوكبنا كوكب واحد، إما أن نعيش فيه جميعا، وإما نهلك فيه جميعا".
وهو منطق من الواضح أن فئات واسعة من شعوب الغرب تؤمن به، وقد خرجت تدين مجازر غزة وتدعو إلى تحقيق الحرية لأهل فلسطين، عكس أنظمتها التي تحاربه وتعمل ضده، ويصدق فيها قول الفيلسوف الجزائري الراحل مالك بن نبي "إن الغرب لا يحمل معه قيمه خارج حدوده"، فهي -أولا وأخيرا- قيم خاصة بذوي البشرة البيضاء والعيون الزرق.