28-11-2023 01:31 PM
سرايا - مهند الجوابرة - في الحروب والمعارك تتشابه الجبهات القتالية والدفاعية وتتكاثر وتتناثر في جميع المجالات والقطاعات ، فالشعوب ولكونها بعيدة عن صنع القرار السياسي غالباً تتخذ منحنى مقاطعة المنتجات الخاصة بالدولة المعادية وهذا حق مشروع للدفاع عن الأوطان والأمم والممالك ، لكن الأخطر غالباً هو توجه الإعلام نحو هدفٍ ما ، وذلك لكون عدو الإعلام غالباً سيواجه المصير المحتوم بالفناء إن لم يكن صاحب حق أو قضية مشروعة .
وها هو إعلامنا العربي المنحاز لعروبته وقوميته وإسلامي يسطر ملاحماً بطولية كما يسطرها المقاومون في العقد القتالية ، ويوجهون الضربات تلو الضربات نحو إعلام العدو حتى باتوا يتحكمون في قيادة دفة الوسط الإعلامي الإقليمي تارة والعالمي تارة أخرى ، وهذا ما تثبته المقابلات الصحفية واللقاءات المصورة بين إعلام العرب الأحرار وإعلام الصهاينة الفجار على مر أيام الحرب الحالية والحروب السابقة .
فارسنا اليوم هو أحد أبطال الإعلام العربي الحر يسطر ملحمة إعلامية ألجم فيها أفواه عدو كاذب غاشم ، وأبهر فيها ومن خلالها ربابنة إعلام العدو ، وذلك من خلال استضافة أحدهم ومن ثم تكبيده الخسائر الإعلامية على الهواء مباشرة ليصنع من عدوه مادة للسخرية والضحك ، الإعلامي المصري أحمد طه ، ومن خلال استضافة مستشار صهيوني سابق في الشؤون الفلسطينية للحديث عن تبادل الأسرى أبدع وتجلى في الذود عن المقاومة وشرعيتها ، وانبرى ليثاً ينهش من منبره كل من يقترب من تلطيخ اسم المقاومة وتشويهه بأي ألفاظ أو مسميات مسيئة لحقيقتها ومغيرة لواقعها .
المستشار خلال اللقاء تعمد ذكر مصر الشقيقة أكثر من مرة في إشارة من إلى أن مصر والكيان الصهيوني أشقاء "لا قدر الله" ، وهذا ما دفع بالإعلامي المصري إلى أن يرد ضاحكاً على تلك اللفتة الصهيونية المقصودة بنبرته المصرية الرائعة المليئة عزاً وكرامة وغيرة على بلاده ، إذا أنكر عليه تكرار هذه الكلمة وأوضح له أن الشعب المصري وسياسته لن يقبلوا ولا يقبلوا أن تشاقق مصر العروبة بكيان محتل زائل وهالك طال الوقت أو قصر .
وانتقل طه إلى المرحلة الأخرى من الفتك بكذبات المستشار الذي يصمم على ذكر كلمة "إرهابية" كلما أراد الحديث عن المقاومة ، ليجيبه طه متهكماً وساخراً بأن الولايات المتحدة طوال تاريخها لم ولن تحاول أن تتفاوض مع حركات إرهابية وإنما تقوم بالتعامل معها عسكريا ، فما الذي يدفع بأميريكا إلى التوسط بعقد صفقة تبادل الأسرى مع حماس لو افترضنا حقيقة ادعاء المستشار الذي أصابه البهت والخجل من كذباته المتتالية ومن تلقي الصفعات الإعلامية من الزميل الإعلامي القدير أحمد طه .
طه مستمر في إحراج كتائب الإعلام الصهيوني ومصمم على عدم السماح لهم بالكذب أبداً على المستمعين لهم عبر الجزيرة ، فتارة يخرج الناطق الصهيوني باسم الجيش المحتل النازي أفيخاي أدرعي عن طوره ويجعل منه مهرجاً أمام الناس، ليصبح طه بلسانه فقط مقاوماً دون سلاح ومجاهداً دون اشتباك ورامياً دون رصاص .
وختاماً يقول الله جل جلاله في محكم التنزيل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" ، ولربما يظن ظان أن الإعلام وقوته وسيلة مستهلكة للدفاع عن الأوطان ونيل المطالب وتوجيه فوهات المدافع ، لكنه حقيقة لا يزال ثغرة شديدة الأهمية ، تسمح لكل من على جبهاتها أن يكون إماً مدافعاً عن الأوطان وحارساً لها بإتقان وإما خائنا للعروبة بائعاً للأرض سريع النكران ، والواضح أن الإعلامي أحمد طه اختار الدفاع عن أمته وأوطانه وقوميته وعروبته ، لافض فوه ولا حرمنا رؤيته ولسانه الطاهر .
أفيخاي هل تشعر بالهزيمة والمهانة مما حدث؟#الجزيرة_مباشر #طوفان_الأقصى #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/fiMn5JuhRo
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 8, 2023