29-11-2023 09:42 AM
بقلم : رايق المجالي /ابو عناد
من المعروف أن سياسة ال ص ه ا ي ن ه التي وضعتها بروتوكولات حكماء ص ه ي و ن كانت دائما أن تعطي الشعوب والأفراد مكاسبا دنيوية ليفرحوا بها يحرصون عليها وعلى الإستزادة منها ثم يخشون خسارتها فيبدأون بالتحكم بالشعوب والأفراد بتهديد هذه المكاسب بزوالها فيصبح خوف الشعوب وخوف الأفراد على ما لديهم هو أداة ال ص ه ي و ن ي علي الإنسان في كسر أرادته واذلاله وتحويله لأداة طيعة في يدها.
لكنهم - بفضل الله - اعتراهم اليوم غباء شديد - والغباء برأيي من جند الله سلط عليهم - فالشعب الفلسطيني وغزة بالذات لم يترك لهم منذ زمان طويل وما يخشون خسارته وما قد يتحسر عليه الإنسان إذا ذهب فالشعب المقاوم في غزة وكل شعبنا الفلسطيني لم تبدأ معاناتهم مع هذا العدوان بل هم من طلب الحرب والقتال فذهبوا بإصرار وتصميم إلى خيارهم الأوحد والأكرم وهو المقاومة والقتال للخروج من بئر الذل وألمه الذي لا يحتمل.
وبمنطق الخسائر والألم في نظرية (عض الأصابع) فتقبل الخسائر والصبر على الألم فشعب غزة هذه هويتهم الإنسانية التي تشكلت على قاعدة ما سلب منهم أصلا بعدوان واحتلال غاشم عاشت أجيال معهما ونشأت أخرى وهي الاغلب في ظلهما.
لم يبدأ القتل بكل الطرق ودون مبرر ولم يبدأ الحصار والنقص في سبل عيش الإنسان على أرضه بكرامة من السابع من أكتوبر وبدء الكيان ال ص ه ي و ن ي بكل عدته وعديده وأهله الذين ولدوه وما ولد هو، ولم يبدأ الحصار وإنعدام الأمان ونقص الغذاء والدواء والماء والهواء والكهرباء كل هذا لم يبدأ قطعا من هذا اليوم فعلى ماذا يعول ال ص ه ي و ن ي وعملائه في معادلة الخسارة والربح على طاولة الحرب أو طاولة السياسة والتفاوض وبمنطق ونظرية (عض الأصابع) عندما يقابلهم شعب خسر كل شيء مادي أصلا وكسب كل قيمة وكرامة وكل فضيلة كل يوم من أيام إستمرار هذا الإحتلال منذ ١٩٤٨..؟؟؟
فهل يتوقع عاقل أن يصرخ من صار يطهره الألم بل يشفيه ويقويه ويريحه من ألم الذل الذي لا يحتمل ومن يؤمن أن خساراته المادية وكل خسارة في الأنفس والأموال هي مكاسب يحصدها لا خسائر يحصيها...؟؟؟
في الوقت الذي يقابل من تصنع الخسائر ويرسم الألم مستقبله من يألم لأبسط خسارة مادية بل إنه هش وضعيف في الأصل لا يحتمل ألم خلع السن اللبني لطفل وهذا الضعيف لم يبني ما يعتبره عظيم كدرع له إلا لأن عدم إحتماله مخزي وهشاشته مذله فلم يبني قوة يدعيها إلا لمنع أبسط الألم وهو اليوم الذي فقط الدرع وفقد الغطاء وفي كل شكة دبوس يألم وفي خسارة علبة سجائر يفجع ومع كل ساعة ويوم يغرق في الخسارات وفي ما لا يحتمله وما كان أسوأ أحلامه... ¿¿¿
هل يتوقع احد أن شعب غزة بعد كل ما كان قبل السابع من أكتوبر وكل ما كان بعده من دمار وقتل لم يأبه لهما اصلا ولم يخشاهما أن يجزع ويتزحزح ويصرخ من ألم أصبعه ليسحبه من تحت أسنان عدوه وهو يعلم أن كل عضو في هذا العدو يتوجع ويتقطع من الألم...؟؟؟؟
يبدو أن كل اهل الحرب وأهل السياسة في خندق ال ص ه ي و ن ي ه لم يسمعوا يوما ولم يفهموا فكرة عبر عنها شاعر عربي عندما قال : الحوت في اليم لا يخشى من البلل.
فماذا يكون موقف الحوت وهو إبن البحر ولا يستطيع العيش إلا في البحر...؟؟؟
فعلى طاولة الحرب وطاولة السياسة ما الذي يرجوه المعتدون ويرجوه المفاوضون وما هي الخسارات التي بها سيضغطون ليخشاها الغزي المقاوم فيتوقف...؟؟؟؟
لذلك فالمقاوم لا عودة له عن القتال والصمود وهو يعلم أيضا ان عدوه قد علم ذلك وهذا العدو لا يرى في الحقيقة أن هناك حل لديه إلا التحامل مؤقتا على الألم لعله يلغي من يقابلهم تماما ويسحقهم فالعدو لا يبقيه شيئ إلا هذا الحلم السخيف وهيهات أن يتقهقر الغزي الفلسطيني بل هيهات أن يتوقف في مكانه ولا يواصل طريقه نحو الحلم الذي تحول إلى واقع وفقط بقي أن يكتمل وهو النصر.
وقبل وبعد كل نظرية وكل تحليل وكل منطق وكل معادلة فأهل غزة وشعب فلسطين الحر لا يخضعون إلا لنظرية السماء وما انزل في كتاب ربهم الكريم بعد بسم الله الرحمن الرحيم "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" صدق الله العلي العظيم.