29-11-2023 11:34 AM
بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
لو كان المتنبي حيا, وشهد أحداث غزة.. هل سيجرؤ على القول: الخيل والليل والبيداء تعرفني.. هل سيجرؤ على قول هذا البيت في ظل وجود ناطق عسكري اسمه (ابو عبيدة).. أي خيل وأي ليل, عن أي صحراء سيتحدث.. والقنابل التي سقطت على حي الشجاعية وزنها (طن).
لو كان (أبو تمام) حيا هل سيجرؤ على القول: السيف أصدق إنباء من الكتب؟.. ربما سيقول قذائف الياسين أصدق, ربما سيقول صواريخ عياش أصدق.. ربما سيقول قوات النخبة أصدق... هؤلاء يا أبا تمام ليسوا بالروم أبدا.. هؤلاء أعتى قوة في العالم, وتلك ليست عمورية تلك واشنطن وتل أبيب...
لو كان الجواهري حيا وعاش أحداث غزة, ربما سيلغي من ديوانه قصيدة قال فيها: (وحين تطغى على الحران جمرته... فالصمت أبلغ ما يطوى عليه فم)... زمن الصمت ولى, الان هو زمن بيانات (ابو عبيدة).. زمن المشاهد التي تطلق فيها القذائف وتحيل الدبابت ركاما, هو زمن تبادل الأسرى.. وكيف يقف الفلسطيني شامخا, ويدير للدنيا ظهر المجن.
لو كان مظفر النواب حيا, فهل سيعيد قراءة قصيدة (القدس عروس عروبتكم).. دعني أخبرك يا مظفر, بأن غزة أدبت الزناة, ومسحت عارا كبيرا, دعني أخبرك بأن القدس الان غافية على كتف الغيم وفخورة بشبابها، ودعني أخبرك يا مظفر... بأن أرض غزة تقف خلف الباب اليهودي وتسمع لطمهم ونواحهم, تسمع صوت الذل في لهجتهم وعويل الهزيمة.
لو كان عبدالرزاق عبدالواحد حيا, فهل سيكتب (صبر أيوب) من جديد, حتما سيكتب عن صبر غزة, عن صبر فاق حدود الصبر, وعن نصر تجاوز ذرى النصر.. وعن دم قاتل وتراب انتصر, ونخل طاول الغيمات..حتما سيكت عن غزة, وربما كان سيختار ترابها مستقرا أخيرا لجسده.
غزة تدخلت في الشعر, لقد منحت الشعراء نصرا, ومنحت القصيدة نصرا.. غزة جعلت الشعر - حتى الشعر - ينتصر.
Abdelhadi18@yahoo.com