30-11-2023 12:01 PM
سرايا - موقف صادم تعرض له سائق سيارة أجرة صفراء "تاكسي" حين كان يقود سيارته في منطقة شارع الجامعة ، لينتبه على إشارة قادمة من جانب الطريق تطلب منه التوقف بشكل ملح ، توقف وصعدت معه الفتاة وهنا كانت الصدمة .
وففي التفاصيل، تفاجئ السائق مهند رمضان بأنه التاكسي رقم "8" الذي يمر من الشارع في ظل وقوف الفتاة والوحيد الذي توقف لطلبها ونجدتها ، وإقلالها إلى منزلها وحملها من برد الشارع إلى دفئ كراسي التاكسي والاحتماء بسقفه من لسعات الهواء البارد ، وكل هذا يرجع إلى كون الفتاة "مقعدة" ومن ذوي الاحتياجات الخاصة .
هذا الموقف له دلالات كبيرة وكثيرة ومؤشرات خطيرة على وجود تمييز من قبل البعض من أهلنا تجاه أحبتنا ونور مجتمعاتنا وشقائق الرجال ممن اتبلاهم الله في أجسادهم بظروف خارجة عن إرادتهم ، حيث يعتبر الرقم مهولاً ومرعباً في عين قارئيه حين يعلم الأردنيون أن "8" سائقين في بلدهم الشهير بالفزعة والنخوة والشهامة والمواقف الرجولية الخالصة لوجه الله رفضوا طواعية التوقف لتحميل أخت لهم ذات همة عالية وطموح لا ينتهي .
نعلم أن السائقين الثمانية حالات خاصة لا تمثل كل شريحة ومجتمع سائقي السيارات الصفراء كما ونشكر السائق الشهم مهند رمضان على واجبه بعيداً عن كونها وظيفته ، وتوجب عليه أن يتوقف لأي يد تشير طلباً للتوقف والتوجه إلى حيث تريد ، ونهيب ببعض إخواننا سائقي التاكسي بأن لا يتكرر هذا المشهد المؤلم بحق تلك الفئة الحبيبة في مجتمعنا ، فهم لم يختاروا طواعية أن يكملوا حياتهم على كرسي متحرك .