بقلم : يوسف رجا الرفاعي
امريكا بقيادة رئيسها مباشرةً وتحت إمرَته كامل قيادات واركان جيشها ومِن خلفهم البيت الابيض بمجلسيه تخوضُ هذه الحرب التي تُسطِّرُ فيها فئةٌ قليلةَ العددِ والعدَّةِ اعظم ملحمة عرفَتها البشرية على الاطلاق حيث تشترك في هذه الملحمة " واعني بالملحمة من طرف هذه الفئة القليلةِ العدد " خمس دول عظمى وكبرى بكامل قوتها بل بأعتى ما تمتلكه من اسلحةٍ تحملها البوارج والبواخر والفرقاطات والسفن والغواصات النووية تحرسها كل اقمارهم الصناعية وطائراتهم التجسسيةِ بما فيها اقمار المليادير الذي تم تهديده " إيلون ماسك ".

منذ اللحظة التي تم فيها ظهور رئيس وزراء الامبراطورية البائدة خارجاً من مستودع طائرة الشحن العسكرية حيث أمضى رحلته جالسا على صناديق الاسلحة التي أفصَحَ عنه ذلك المشهد والذي يشي بأن لوردات بريطانيا كلَّفوه بهذه المهمةِ العاجلةِ والتي لا تليق إلا بشخص الرئيس لايصالها الى ارض المعركة فكان مشهداً صادماً لكل المراقبين فكيف رأى ابناء بريطانيا التي كانت عظمى ذلك المشهد الذي يوصف بحده الادنى أنه" مُخجلٌ ومُهين "؟
منذ تلك اللحظة تم قراءة نتيجة المعركة بل تم التاكد والتأكيد على نتيجتها التي لم تحدث قبلها في تاريخ الحروب كلها وذلك بأن حُسمَت نتيجتها في ساعتها الاولى بغض النظر عن مُدَّتها ونهايتها .

لأسبابٍ مُختَلِفةٍ ومُختَلِطةٍ وكلها داخلية جاءت المانيا على عجل مُظهِرة لهفتها وتخوفها وألمها ممثلة بمستشارها واضعةً نفسها تحت إمرة أُمراء هذه الحرب غير المتكافئة ثم جاء الرئيس الفرنسي الذي لا يريد هو الآخر ان يزايد عليه احد في هذا السباق الاجرامي عن سبق اصرار وترصد ثم جاءت ايطاليا واسبانيا يدعمهم الاتحاد الاوروبي بلهجة عنصرية بغيضة في تجسيدٍ حقيقيٍّ لتأييدهم جميعاً بل وتحريضهم الصريح للقيام بعمل لا يَحتَمِل تفسيراً غير تطهيرٍ وابادةٍ جماعيةٍ بكامل اركانها وبوضوحٍ لا لبس فيه وهذا امرٌ لم يحصل من قبل بهذه الفجاجة وهو دليل على الإرباك الذي اصابهم واخرجهم عن الصواب

لا يهمنا إن كانت روسيا والصين في غاية النشوة وهي ترى هذه الجيوش وهي تُهزمُ امام العالم اجمع كما تُرتكب أفظع المجازر والإبادة الجماعية امام اعين العالم ايضاً ولا يهمنا إن كان كل هذا يصب في مصلحتهما أو لا ، فما يهمنا هو شدة الوضوح والصراحة المعلنة من كل داعمي هذه الحرب الاجرامية بقولهم صراحةً بوجوه العرب بشكل مباشر ووجاهي انهم يقفون مع الطرف الآخر بالمال والسلاح والجنود وانفُسِهم معاً دون استطاعة العرب جميعا القول ان هذه الفئة التي تُسجِّل انتصاراً في ملحمةٍ لم يعرف التاريخُ لها مثيلاً بأن هؤلاء المقاومون انما يدافعون عن حقٍّ لهم غير متعارض مع كل قوانين وأنظمة ولوائح المحاكم والهيئات والمنظمات الدولية التي لا تنطبق كل أحكامهما وقوانينها إلا علينا نحن العرب الملتزمون بها التزاماً بالعلامة الكاملة بغض النظر عن شكل وتسمية هذا الالتزام ( بصراحه الالتزام المؤلم ) في الوقت الذي يضرب بها الاخرون عرض الحائط دون وجل ، الا يشفع للعرب التزامهم بحرفية هذه القوانين وتقديسها بأنّ يقولوا لهم ان هؤلاء انما هم نبض ذلك الشعب ومُنقِذُهم وهم نبراسهم .

اذا توقفت هذه الحرب عند هذه المرحلة وعند هذه الهزيمة النكراء لكلّ هؤلاء الطغاة وبرأيي المتواضع هذه اخف الاضرار وهذا ربما افضل خيار لهم ، ولا اعتقد انها ستتوقف ، لكن اذا حصل هذا وعادت تلك البوارج والاساطيل تجر اذيال الخزي والعار على المستويات كلها وعلى رأسها المستوى العسكري الذي سَيَخجَل التاريخ من ذكرها عندما يقال ان هذه الاساطيل والبوارج النوويه خاضت حرباً دموية ضد النساء والأطفال العُزَّل فقط ودمرت حياتهم البشريه ، عندها فإن هذه الملحمة الكبرى التي سطَّرها الابطال المقاومون ستكون خالدة ليس بهذا النصر الاسطوري المبهر غير المسبوق فقط وانما ستكون خالدةً بحجم جريمتهم التي تفوق جريمة روما التي احرقها نيرون .
يوسف رجا الرفاعي