حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8696

مشروع وصفي التل يتحقق بعد 52 عاماً على استشهاده

مشروع وصفي التل يتحقق بعد 52 عاماً على استشهاده

مشروع وصفي التل يتحقق بعد 52 عاماً على استشهاده

30-11-2023 11:46 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهم محمد العبادي
"لا سلام مع العدو" هذه كانت جزءاً من العقيدة النضالية لدى الشهيد وصفي التل رحمه الله، حيث كان الصهيوني إسحاق شامير يصف وصفي التل «بالعربي الأخطر» على الكيان.
فلسطين بالنسبة للشهيد وصفي التل كانت البوصلة الجهادية له منذ الصغر، حيث كان ضمن المجموعة التي فجرت خط أنابيب النفط العراقي الواصل إلى ميناء حيفا والمخطط لهذا العمل، وكان يرسل راتبه إبان عمله معلما في مدرسة السلط الثانوية إلى الثوار في فلسطين، والتحق بهم ضمن جيش الإنقاذ، ومن الأوائل الذين انضموا إليه حيث كان مديرا للحراكات الحزبية به قبل أن يصبح آمرا للواء الرابع، وكانت الخليل منطقته العسكرية التي قاتل بها في معركة الشجرة، وأصيب حينها بشظية في ساقه بقيت آثارها ظاهرة حتى استشهاده.
وبعد ذلك تنقل في مدن فلسطين مقاتلا، حتى استقر الأمر به في مدينة القدس التي عشقها وأسس مجلة الهدف، وكان رئيس تحريرها.
كان الشهيد وصفي التل يؤمن بتحرير فلسطين كل فلسطين، وكرس حياته وعمله من أجل هذا الهدف السامي، ومنذ اليوم الأول لعودته من فلسطين إلى الأردن، بقي راتبه الوظيفي يذهب كاملا دعما للثوار الفلسطينيين، وقد عمل وصفي على مشروع التحرير من خلال إعداد الإنسان والتجهيز الحقيقي للمعركة، فهو القائل بأنه سيجعل من عمان هانوي العرب، فهو المؤمن بأن الأردن بوابة تحرير فلسطين، ولم يخف ذلك على أحد.
لقد عارض وصفي التل دخول الأردن معركة 1967؛ نظرا لعدم وجود جاهزية واستعداد تام لخوضها، خصوصا أن الضفة الغربية بأكملها والقدس أراض غير محتلة؛ وبالتالي فإن الدخول بالمعركة قد يفقدنا كل ذلك وهو ما حدث.
بعد ذلك أعاد وصفي عملية البناء والاستعداد لمعركة الحسم، وكان مشروع الشهيد التل يعتمد على الثورة من الداخل وتدريب الفدائيين وإمدادهم بالسلاح، ويتزامن ذلك مع بناء الدولة الأردنية القوية من حيث البناء السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والعسكري، لأنه يؤمن بحتمية قرب المعركة مع العدو، وأن لا طريق لتحرير فلسطين إلا ببناء الأردن القوي وتمتين الجبهة الداخلية ورص الصفوف وتضافر الجهود لأجل هذا الهدف الذي لا حياد عنه.
لقد أسس الشهيد وصفي التل معسكرات عديدة لتدريب الفدائيين والمتطوعين للقتال في فلسطين، وكان يشرف بشكل مباشر على هذه الاستعدادات، وأعد لذلك مشروعه الخاص الذي عرف باسم «إحياء الجبهة الرابعة» أي من الداخل الفلسطيني المدعوم من دول الجوار، وعندما اكتمل المشروع، وذهب لعرضه على وزراء الدفاع العرب في القاهرة عاد شهيدا، ولم يكتمل المشروع.
واليوم بعد مرور 52 عاما على استشهاد وصفي التل يتبين أن الشهيد كان ذا نظرة ثاقبة، ويعرف عدوه جيدا فلا سلام مع العدو، مثلما بات واضحا أن مشروع وصفي بإحياء الجبهة الرابعة قد بدأ، وما يحدث الآن كان مؤمناً به قبل 52 عاما.
نحن «الوصفيون الجدد» نؤمن إيمانا تاما برؤية الشهيد وصفي التل، وأن العقيدة التي آمن بها نؤمن بها، أولا ضرورة بناء الدولة الأردنية القوية في مختلف المجالات والقطاعات، ووحدة وقوة الصف الأردني، كذلك لا حياد تجاه فلسطين، فنحن معها ولها والحياد خيانة، ولا بد من دعم المقاومة، خصوصا بعدما تبين هشاشة هذا العدو الذي بدأت مرحلة رحيله عن أرضنا بإذن الله تعالى.
إن أمن الأردن العظيم واستقراره وازدهاره وصون وحدته وحدوده هو الضمان الحقيقي لدعم فلسطين وأهلها، فالأردن القوي هو السند الحقيقي لفلسطين، «وستبقى فلسطين بوصلتنا وتاجها القدس الشريف».
رحم الله شهداء الأمة والنصر قادم بإذن الله تعالى.








طباعة
  • المشاهدات: 8696
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم