30-11-2023 04:22 PM
بقلم : م.معتصم الحوراني
لفت نظري قبل صلاة الجمعة الماضية وقوف القارئ في إذاعة القرآن الكريم (الشيخ معروف محمد رشاد الشريف) على قوله تعالى :(وإن عُدتُّم عُدنا) حيث قرأها بصيغة "التهديد والوعيد" مُنفصلة عن الجزء الأول والثاني من نفس الآية وهذا يشير إلى فقه القارئ ، فمخاطبة الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل في الآية إنما هو وعيد من الله، فكُلما أفسدوا في الأرض سلّط الله عليهم من يُذلَّهم ويسومهم سوء العذاب.
والذي أود التنويه له بعد البحث وقراءة أكثر من فتوى لعلماء أجلّاء أنه ليس من الصواب تعيين (المرتين) المذكورتين في بداية السورة عن (الإفساد) بشكل قاطع زمانيا أو مكانيا ، وإنما هو إبتلاء وتمحيص للمؤمنين واستنفارهم لمقاتلة هذه الفئة الباغية بغض النظر عن الفترة الزمنية التي يعيشون فيها .
فالأمر يتطلب منا جميعاً أن لا نلتفت إلى الحِقب الزمانية أو ننتظر علامات الساعة كظهور المهدي أو المسيح لتحقيق النصر ، وإنما علينا أن نسعى لأسبابه بكل ما أوتينا من علوم وأفكار وحِيَل وتدابير ومهارات للقضاء على هذا الكياان الفاسد المُفسد المتكبر.
ف(وعد الآخرة) سيأتي حتمًا ، ولكن لا بُد من فئة صابرة عزيزة تقضي على الفساد والطغيان كُلما علا وتجبر.
والله أعلم
المهندس معتصم الحوراني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-11-2023 04:22 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |