03-12-2023 09:09 AM
سرايا - سيناريوهات مرعبة تقترب كثيرًا من المنطقة ومفاجآت على الطاولة وأهداف خفية للتصعيد العسكري في قطاع غزة تطفو على السطح مع انتهاء الهدنة الإنسانية، ودخول الحرب على قطاع غزة مرحلة جديدة قد تكون الأعنف والأخطر والأكثر بشاعة ودموية بعد توقف استمر لـ7 أيام متتالية.
بدأت الكثير من التساؤلات تُطرح حول مصير غزة في ظل هذا التصعيد، وما يُحاك لها داخل الغرف المغلقة.
ورغم أن حكومة الاحتلال حددت الأهداف الرئيسية الثلاث من حربها على القطاع والمتمثلة بـ”استعادة ما تسميه بالرهائن من المقاومة، والقضاء كليًا على حركة حماس، ومنع أن تشكل غزة أي خطر مستقبلاً على الإسرائيليين”، إلا أن قد تكون هذه الأهداف وهمية وأن الهدف الأكبر من الحرب مسح وإبادة غزة بأكملها.
بنظر المراقبين والمحللين وحتى سكان غزة المحاصرين، فإن أي هدنة إنسانية تُعد منفسًا ضروريًا لالتقاط الانفاس في ظل حرب لم ترحم بشرًا وحجرًا ولا حتى شجرًا ودمرت كل شي، لكن، هل غزة تحتاج فقط لهدن إنسانية متتالية أم لقرار بإنهاء الحرب.
وزارة الخارجية القطرية، كشفت أن “المفاوضات مستمرة مع الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" لعودة الهدنة في قطاع غزة”، جاء ذلك في بيان للخارجية القطرية، عقب استئناف "إسرائيل" القصف على مناطق في القطاع بعد جولات من الهدنة وتمديدها.
وانتهت صباح الجمعة، هدنة مؤقتة في قطاع غزة أنجزت بوساطة قطرية مصرية أمريكية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وأعربت قطر في البيان ذاته عن أسفها “الشديد لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إثر انتهاء الهدنة دون التوصل لاتفاق على تمديدها”، مؤكدةً أن “المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة”.
ماذا بعد الهدن؟
وشددت على “الالتزام مع شركاء الوساطة (مصر والولايات المتحدة) باستمرار الجهود التي أدت إلى الهدنة الإنسانية ولن تتوانى عن القيام بكل ما يلزم للعودة إلى التهدئة”، منبهةً إلى أن “استمرار القصف على قطاع غزة يعقد الوساطة ويفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع”، مطالبة “المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف القتال”.
وجددت قطر “إدانة استهداف المدنيين ومحاولات التهجير والنزوح القسري لمواطني غزة المحاصرين ومطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار وضمان تدفق قوافل الإغاثة دون عوائق”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في القطاع بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة إلى 32 شهيدًا، وعشرات الجرحى.
ومن المتوقع أن تتصاعد المظاهرات التي تقودها عائلات الاسرى الصهاينة للمطالبة بعقد صفقة شاملة، وترتفع أصوات المطالبة بوقف تام لإطلاق النار، مع بدء تنفيذ صفقة التبادل الجزئية.
وقد يسعى مجلس الحرب في الأيام التي تلي الهدنة المؤقتة الحالية لمواجهة هذا التصعيد، لكن وإذا استمرت العوامل التي دفعت نحو هذا الاتفاق بالتصاعد، فربما تجد حكومة الاحتلال الصهيونية نفسها مضطرة للدخول بوقف متكرر، وربما دائم لحربها على القطاع.
في الجانب الآخر تبقى المقاومة الفلسطينية خياراتها بالسعي لوقف العدوان ومواصلة التصدي والمواجهة على مستوى متساوٍ، وهو ما يظهر من خطابات الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، ومن تصريحات القيادة السياسية لحركة حماس. فهي عادة ما تقرن استعدادها لعقد اتفاق تهدئة مؤقتة أو هدنة دائمة لوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل جزئية أو شاملة، باستعدادها لمواصلة القتال والتصدي لقوات لاحتلال.
وقد أظهرت "إسرائيل" همجية ووحشية في القتل والدمار الواسعين في قطاع غزة، مما يعزز القناعة لدى الفلسطينيين عموما، وفي غزة على وجه الخصوص، بأن زوال الاحتلال ومنع عودته يشكّل غاية رئيسية تحظى بتأييد واسع وإجماع شعبي، رغم ما خلفه الاحتلال الصهيوني من دمار واسع في القطاع.
وتظهر المؤشرات والمواقف الدولية والإقليمية والشعبية، أن تصاعد الضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان على القطاع قد يوفر فرصة لتحويل الهدنة المؤقتة إلى هدنة دائمة.
في حين أن استمرار إدارة بايدن بتقديم الغطاء المفتوح لـ "إسرائيل"، وحرص نتنياهو على البقاء في الحكم وتجنب قادة جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية فشلا جديدا يضاف لفشل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قد تشكل عقبات حقيقية أمام فرص الانتقال لهُدنة دائمة.
وفي كلتا الحالتين، فإن مسار تراجع حدة العدوان وتراجع قدرة "إسرائيل" على تحقيق أهدافها بدأ مع دخول الهدنة الأولى حيز التنفيذ.
خيارات الحرب
وفي هذا الصدد يقول، حسن الحسن، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، إن الوقف الشامل لإطلاق النار سيبقى “سيناريو بعيد المنال”، لا سيما في حال خُرقت الهدنة الحالية من قبل أي من الطرفين.
وأضاف الحسن في تصريحات صحافية، أن “عدم وصول الطرفين لاتفاق على تمديد الهدنة مقابل إطلاق سراح عدد أكبر من الاسرى "الإسرائيليين" والسجناء الفلسطينيين، من شأنه أيضا أن يبدد الآمال بإنهاء هذه الحرب المستعرة”.
فيما استبعد الكاتب "الإسرائيلي"، إلحنان ميلر، أن تؤدي الهدنة المؤقتة إلى “وقف شامل” لإطلاق النار، قبل تحقيق "إسرائيل" لأهدافها، وقال ميلر: “إن هذه الهدنة مؤقتة، ويمكن تمديدها إلى 10 أيام بحد أقصى. لا أتوقع أن يتم تمديدها بعد ذلك”.
وتابع: “لا يمكن أن ترجع "إسرائيل" إلى ما قبل هجوم 7 أكتوبر، وتقبل بوجود منظمة على حدودها”.
في الطرف المقابل، يذهب المحلل السياسي الفلسطيني، أشرف العكة، في الاتجاه ذاته، بقوله إن “الكيان الاسرائيلي ماضية قدما في حربها” ضد حركة حماس.
واستطرد العكة، بالقول إن “"إسرائيل" لم تحقق الأهداف المعلنة وغير المعلنة لعمليتها العسكرية، كما حددتها، مما يدفعها لاستكمال الحرب”، مضيفًا: “أمامنا أيام طويلة وشاقة وأشهر لاتساع هذه الحرب، في ظل نية الطرف "الإسرائيلي" توسيعها باتجاه الجنوب”.
ودلّل على رأيه بقوله، إن "إسرائيل" “تعتقد أن البنية العسكرية الأساسية (لحماس) والمنظومة المعقدة للأنفاق، موجودة في جنوب غزة”.
فهل نحن أمام حرب طويلة الأمد في غزة ستأكل الأخضر واليابس، أم أن قطر ستنجح في تحقيق مفاجأة كبرى بإنهاء الحرب؟.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-12-2023 09:09 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |