حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8448

هزيمة الروح المعنوية للجندي الاسرائيلي

هزيمة الروح المعنوية للجندي الاسرائيلي

 هزيمة الروح المعنوية للجندي الاسرائيلي

02-12-2023 05:35 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سيف منور
لم تنكسر الارادة الصهيونية في فلسطين والمعنويات للجندي الاسرائيلي منذ تأسيس اسرائيل عام 1948 الى اليوم كما انكسرت ارادتها في هجوم 7 اكتوبر ، حيث كان الجندي الاسرائيلي يعتقد في داخله انه الاكثر تفوقا وقدرة على البطش باعدائه متى شاء ، الا ان الهجوم المباغت للفصائل الفلسطينية في غزة ادخل في قلب الجندي الاسرائيلي والمستوطن حالة من الرهبة والانكسار التي من غير الممكن الشفاء منها لسنوات .
ان القصف التمهيدي لاكثر من 35 يوما للبنى التحتية لقطاع غزة كان الهدف منه ارهاب الخصم وتقوية شوكة الجندي الاسرائيلي كي يقبل الدخول في الاجتياح البري ، الا ان النتيجة كانت مرعبة للجنود الاسرائيليين في الميدان ، فكان المهاجمون الفلسطينيون يخروجون لهم من تحت الارض ومن الانفاق ومن ركام البنايات المهدمة والسيارات المحترقة وكانوا يصورون عملياتهم النوعية لاصطياد الدبابات والجنود مما شكل احساسا بالعجز والهزيمة لدى القادة الاسرائيليين الذين يتابعون لقطات الفيديو لقصف الدبابات والجنود .
لقد زاد الطين بلة في انكسار معنويات الاسرائليين انه كلما دكت اسرائيل مربعات سكنية بمن فيها من المواطنيين الغزيين تخرج عليهم رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات وتل ابيب ومحيط القدس ، فكان هذا يشكل كابوسا مزعجا لكل من آمن بفكرة تفوق اسرائيل ، وكان اكثر الدلالات على انهزام الروح المعنوية للجنود هو اقالة قائد سرية اسرائيلي ونائبه بعد ان رفضت سريته القتال في قطاع غزة بحجة ان ليس هنالك من غطاء جوي للطائرات الاسرائيلية تحمي تلك السرية ، فاذا كان الفلسطينيون لا يملكون طائرات في الجو ، فمما تخاف تلك السرية التي لا تريد القتال .
لقد اعتادت اسرائيل اجتياح الاراضي العربية بسهولة ، منذ الحرب الاولى عام 48 ، وكانت الدبابات الاسرائيلية تجتاح الاراضي العربية في كل الحروب التي خاضتها ضد الجبهات العربية متفرقة كانت او مجتمعة بسهولة ، حيث اخذت من العرب في غضون ايام الجولان والضفة الغربية وصحراء سيناء بمساحات شاسعة وسكان كثر ، وكانما هي بنزهة قليلة التكاليف ، الا ان لاول مرة يقوم عرب مسلحون باجتياح اراضي اسرائيل دون دبابات فقط على ظهر درجات نارية وطائرات شراعية ودرجات هوائية وعربات تجرها الدواب وسيارات مدنية ، هذه القوة المجحفلة المتناهية بالبساطة استطاعت ان تسيطر في غضون ساعات على مستوطنات واسعة في غلاف غزة ، ولك ان تتخيل ماذا يمكن ان تكون عليه النتائج لو كان هؤلاء المقاتلون يملكون دبابات عسكرية وطائرات حقيقة بدل الشراعية ، اذن اسرائيل تقهر ومن السهل قهرها ومن السهل استرجاع الاراضي العربية المحتلة ولكنها تحتاج الى ارادة الرجال .


ان حالت الانكسار الاسرائيلي والهزيمة النفسية التي مُني بها الجندي الاسرائيلي في نفسه وقدراته وتشكيكه بجدوى وجوده بارض فلسطين بدأت تظهر على السطح ، وان مزيد من القوة للمقاومة الفلسطينية ان استمرت ستقلب معادلة الحرب لصالح الفلسطيينين على قلة امكانيتهم التسليحية ، وهذا ما حدى بالقيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلي ان توافق على صفقة الهدنة وتبادل الاسرى بعد ان كانت ترفض تلك الهدن وتريد تحرير الرهائن بالقوة ، حالة الفشل الاسرائيلية هذه هي فرصة نادرة للقادة العرب ليلتقطوها ويبنوا عليها ، لان اسرائيل اليوم في اضعف حالاتها ، وان غدا لنظاره لقريب .

سيف منور








طباعة
  • المشاهدات: 8448
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-12-2023 05:35 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم