03-12-2023 08:19 AM
بقلم : عصام قضماني
بينما انحازت وسائل الإعلام الغربية بالكامل لإسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني، تتمسك بعض وسائل الإعلام العربية بالحياد المزعوم تحت شعار مهنية لكنها لغاية في نفس يعقوب.
في القضايا الوطنية ليس هناك ما يسمى بالحياد الإعلامي، هل يمكن مثلا أن يكون الإعلامي حياديا في وصف اعتداء خارجي على بلاده؟.
تستخدم بعض وسائل الإعلام العربية مصطلحات في وصف ما يجري من عدوان على الفلسطينيين تزعم تمسكها بالحياد المهني، لكن ذلك يعد موقفا يعكس موقعها في هذه الحرب وهي مواقف الممولين السياسية والحكومات.
تسقط بعض هذه الوسائل بعض الصفات فتستخدم كلمة ضحية بدات من شهيد وهي بذلك تساوي بين القتلى من الإسرائيليين المعتدين والفلسطينيين المعتدى عليهم، وفي مثل آخر على ذكر استهداف المباني المدنية في غزة وتستبدلها بوصف مواقع لحماس وهلم جرا.
لم يكن الإعلام الغربي في أي يوم من الأيام محايدا في القضية الفلسطينية، فلماذا تداهن بعض وسائل الإعلام العربية في هذه المسالة؟.
منذ بواكير عملنا الصحفي كان يقال لنا انه يتعين علينا ان نتمثل المهنية العربية في عملنا الصحفي فهي تنطلق من حياد ونزاهة وهي تتمثل في مبادئ أخلاقية عريقة لا تهاون فيها ولا تنازل ولكن ذلك مع اليوم اتضح أنه خرافة.
لا يريد الإعلام الغربي المغرق بمبادئ العنصرية وبأموال الاثرياء اليهود والمتصهين حتى النخاع أن يتراجع حتى عندما تبين زيف الرواية الإسرائلية.
هناك مدرستان فيما يختص بحياد الاعلام فمن تدعو الى نقل الخبر دون تدخل ومن تدعو الى تدخل الموقف والراي.
حتى وصف ما يجري يجب أن يفرق بين الجلاد والضحية، فلا يمكن أن تقول أن حادث دهس وقع كان ضحيته سائق السيارة والضحية الملقى على الأرض، هناك تفاوت كبير بين مقدار القوة والفعل!.
كيف يكون الإعلامي محايداً ويضع المعايير والشروط متحدثاً عن الأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي في نقل الأحداث والوقائع، وكيف يمكن تجاهل الفعل الانساني الاجرامي تحت زعم بالحياد في الإعلام.
حتى الممارسة الإعلامية في الغرب خاضعة للحكومات وللممولين وبأجندة وكالات الاستخبارات وهذا بالضبط ما يفعله الإعلام الغربي وكيف يمكن لوسيلة إعلامية عربية أن تدعي الحياد بينما أن الإعلام الإسرائيلي ليس كذلك.
وهذا يقودنا الى السؤال ما اذا كانت هناك مؤسسة اعلامية مستقلة في بوتقة خاصة كما يحصل الآن الإعلام الاجتماعي الرقمي
مثلا المختصون في الإعلام يعنون بالحياد أن يتجرد الإعلامي أو المؤسسة الإعلامية من أي موقف حيال نقل المعلومات أو الأحداث أو الزوايا التي يعالج من خلالها الأخبار والالتزام التام بالدقة المتناهية لكن ما تمارسه بعض وسائل الإعلام العربية يمكن أن يسمى بالحياد المغمس بالسم من خلال تكريس بعض المصطلحات ذات الايحاءات المشبوهة.
الإعلام ليس أدوات تتحرك بذاتها فهناك من يحركها ويلعب بخطوطها وخُططها؟.
من يدفع الأموال الطائلة في مجال الإعلام وخاصة الإعلام المرئي هو لا ينفقها لنقل الحقيقة فقط.
الحياد المزعوم ليس أن يتجرد الاعلام من المواقف الوطنية والإنسانية ليخفي ميوله وانحيازه المبطن.
qadmaniisam@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-12-2023 08:19 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |