03-12-2023 08:19 AM
بقلم : بلال حسن التل
بعد ظهور عدد من مقاتلات القسام على شاشات القنوات الفضائية، بكامل أسلحتهن، تداولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي تساؤل لأحدهم يتساءل أين انوثتهن، هذا المتساءل يبدو لي تلميذا لبعض من يسوقون أنفسهم على الناس بانهم دعاة ووعاظ، وهم ابعد الناس عن فهم الإسلام، فلو كان هؤلاء يفقهون الإسلام، لما طرحوا الكثير من اسئلتهم، بل لما قالوا الكثير مما يقولونه من فوق منبر رسول الله، لأنهم أبعد ما يكونون عن فهم سيرته عليه السلام، من هؤلاء هذا الذي يتساءل عن أنوثة «القساميات»، فلو قرأ صاحب هذا التساؤل سيرة رسول الله لعرف أن النساء كن يخرجن معه عليه السلام في كل المعارك بما فيهن زوجاته عليه السلام، ولم يكن خروج النساء معه عليه السلام بهدف التمريض وتضميد الجرحى، فقد كن يقاتلن قتالا أشد من قتال الرجال، ويثبتن عندما يفر رجال من المعركة، ومن نماذج ذلك ثبات الصحابية نسيبة بنت كعب (ام عمارة) في معركة أحد حتى قال عنها رسول الله انني لم التفت يمينا أو شمالا إلا وكانت «ام عمارة» تذود عني، وفي معركة حنين عندما فر الرجال وولوا الأدبار، ثبتت نساء مع الثابتين مع رسول الله، منهن ام سليمة بنت ملحان التي ظلت تقاتل حتى انتصر المسلمون في حنين.
وفي التاريخ قصص عن بطولات خولة بنت الأزور وكرها وفرها في المعارك، حتى ظنها البعض شخصية خيالية من شدة بأسها في المعارك، ورغم جمالها الفائق، فان احدا من الصحابة الذين شاهدوها في المعارك ومنهم خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص لم يتساءلا عن أنوثتها، كما يفعل الجهلة الذين لا يرون في الحياة إلا شهواتهم، ولا ندري من أين جاؤوا بنظرتهم المتخلفة للمرأة، والصاقها بالإسلام، والإسلام منهم براء.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-12-2023 08:19 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |