03-12-2023 09:34 AM
بقلم : سيف منور
استمتع الكثير من العرب بمشاهد اصطياد الدبابات الاسرائيلية من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية ، هذه المشاهد كان الكثير من العرب يتمنى ان يراها من قبل ، وكانما المقاتل الفلسطيني يشفي غليل العرب بهذه الاصطيادات النوعية ، انه ثأر قديم بين العرب الاقحاح الذين قاتلوا بشرف على ثرى فلسطين منذ حرب 1948 ، الى اخر حرب بينهم وبين الاسرائيليين ، الا ان كل الحروب السابقة لم تستطع الروايات الشفهية التي نقلها الجنود العرب المقاتلين لاهاليهم ان تسعف المستمعين لتلك الروايات من ان ترسم الصورة الكافية للمشهد بمخيلاتهم ، حيث انها كانت روايات لا تستند الى دليل ملموس يسعفها ، فبقيت حكايات في مخيال العرب الذين لطالما تمنوا ان تتحرر فلسطين .
ان الفصائل الفلسطيينة المقاومة اليوم تهدي المشاهدين العرب عبر قنوات التلفزة الفضائيه مشاهد قنص الدبابات التي تشفي الصدور ، وتطفئ ظمأ حب المشاركة في قتال دولة الاحتلال ، يقول لي احد كبار السن ممن شاركوا في حرب ال67 وكان يجلس الى جانبي اثناء مشاهدة نشرة اخبار الثامنة اليوم ، ( وبالمناسبة هو جدي لابي وما زال حيا يرزق )، انه كان في باب العامود ومندلبوم على خط الهدنة بين العرب واسرائيل في كتيبة الحسين الثانية في الجيش العربي ، حينما كانت تدك ( بضم التاء) كتيبتهم بنيران العدو كانوا يتقافزون كالاسود متى ما انتهى الرمي للرد على مصادر النيران بالاهازيج البدوية والحداء والزغاريت ، وحين يشاهد جدي اليوم معي ما توفره تقنيات الاتصال الحديثة لقنص الدبابات الاسرائيلية والجنود ، يلتفت اليا قائلا "" اشعر بان شعر رأسي يقف "" .
لقد استطاع هؤلاء المقاتلون ( الاشاوس ) اهداء العرب الذين لم تمكنهم ظروفهم من اقتلاع اسرائيل من قلب الوطن العربي مناظرا تذكرهم بما قد مضى ، وما اشتاقوا لفعله حينذاك ، وهذا يدلل على ان هذه الامة ما زالت ولادة ولو بعد مائة عام ، وان الاجيال الجديدة ربما تكون اكثر قدرة على تحقيق توازن الرعب مع اسرائيل ، بالرغم من فارق العدة والعتاد والسلاح بيد الطرفين ، الا ان قوة الايمان بالفكرة هي الاقوى بالنهاية وهي التي ستفوز .
ان مقتل العقيد الاسرائيلي إساف حمامي قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة ، والتي ما تزال جثته محتجزة لدى صائدي الدبابات التي اعلنت عنها اسرائيل الليلة ، خير دليل على انهم صائدوا رجال وقادة اضافة الى قدراتهم العسكرية التي برزوا بها . يحتاج هؤلاء من بني قومهم المساندة كل حسب قدرته ، اضافةَ الى الدعاء .
سيف منور
باحث سياسي وقانوني
Saifmenwer0@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-12-2023 09:34 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |