04-12-2023 09:29 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
يواصل مجلس الحرب الإسرائيلي، بزعامة نتنياهو واليمين المتطرف رفقاءه، الحديث عن الحرب، ويقول إنها حرب طويلة الأمد، ومن وراءه يواصل المتحدث باسم جيشه بإصدار بيانات التهجر، من شمال القطاع إلى وسطه، فشماله، وصولاً إلى إصدار خرائط طبوغرافية لمّا يجري على الأرض.
في المقابل، يرفض قادة إسرائيليون، مدنيون وعسكريون، وهم نخبة حاكمة في إسرائيل اليوم.. أيّ سيناريو سوى مواصلة الحرب، ويكررون أهدافاً لا واقعية، بل هي توحي بحربٍ لا تنتهي قبل سنوات.
حيال هذا المشهد تؤكد فصائل المقاومة التأكيد على استمرارها بالمعركة، وتؤكد أنها أمام عدو يرفض التنازل أو تقديم أيّ صيغة لهدنة طويلة الأمد، وهو ما تقول إنها عرضته لأكثر من مرة.
وفي القلب مما يجري في غزة، تلك المشاهد الإنسانية للنازحين، من شمال القطاع إلى وسطه وجنوبه بحثاً عن مساحة أمن تقيهم أهوال الحرب وشرورها، وهناك مشهد سوريالي في العذاب، وشاهد على نسخة جديدة من العقلية الإسرائيلية المتطرفة لم يسبق لّأيّ شعب أن تعامل معها بصلفها وأسلوبها.
واليوم، والحديث عن اليوم التالي للحرب.. يبرز سؤال، هل من يومٍ تالي للحرب على غزة، فيبدو أن نتنياهو يريد شراء أكبر وقتٍ من الحرب، ولا يريد «الجنوح» إلى لحظة هدوء لإدراكه أنها ستكون بداية نهاية حضوره السياسي، فإضافة لما ينتظره من قضايا فساد هناك محاسبة فشله أمام نصر السابع من أكتوبر، وغفلة حكومته وأجهزته الأمنية.
يذهب نتنياهو إلى الاستفادة بأكبر قدرٍ من الدعم الأميركي اللامحدود، وموضوع الإدارة الأميركية العالقة في انتخابات الرئاسة، ولا نبرر لها، ولكن نشرح أنها عاجزة عن الضغط على إسرائيل، وهي في الأشهر الأخيرة من عامها الرئاسي، وبايدن يسعى إلى التجديد لولاية أخرى، والمعظم يعلم حجم نفوذ الداعمين لإسرائيل في هذه المفاصل..!.
أمام هذا المشهد، وفي ثنايا حديث قادة جيش الاحتلال عن مواصلة التحضير لحربٍ طويلة على القطاع، أين هو اليوم التالي لنهاية الحرب، وهل هو يوم بعيد المنال، وهل سيبقى أهالي قطاع غزة يدفعون الثمن، من ترحيل، ومن مأساةٍ إنسانيةٍ كبرى يدفع ثمنها الأبرياء؟.
ويبدو من تصريحات القادة في إسرائيل، أنهم مقبلون على تدابير أكثر إيلاماً بحق الأشقاء في غزة، وبدعمٍ لا محدود، ما يضعنا اليوم – كمحبين وأشقاء وأخوة وداعمين- أمام تساؤلاتٍ عن الاستراتيجية المطلوبة لإفشال هذه النخبة التي تمتد في تفاهماتها الآنية من تل أبيب إلى واشنطن.
على الصعيد الوطني والعربي، هناك حراك دبلوماسي نشط، وهناك حراك إسلامي يسعى إلى رفع الظلم عن غزة، ولكن لا آذان صاغية، ويبدو أن اللحظة لم تكتمل بعد.
لذا، فإن اليوم التالي لوقف هذه الحرب على الأهل في غزة ما تزال بعيدة، وعلينا أن نستعد لسيناريوهاتٍ أسوأ وأن نكون متمسكين بمقدرتنا على التحرك أردنياً وعربياً لمقاومة مدٍ قادمٍ من روح التطرف الإسرائيلية، ولعل «القادم أسوأ» والتي درجت على ألسن ساستنا في عمان، ليست مبالغة بقدر ما هي حقيقة.
فأحوج ما نكون لرفع الظلم عن تهجير نحو مليوني غزّي لا يستدركون منطقة آمنة في القطاع، وأحوج ما نكون أن نتكاتف استعداداً فقط لليوم التالي، وهو بنظرة هادئة يوم يريده العدو على حساباته، ونريده نحن ضمن مصالحنا الوطنية، ومصالح الغزيين، ورفع الظلم عنهم، وحمايتهم. نهايةً، الأردن القوي، بقيادته هو رصيد لكل حق فلسطيني، ولكل مبدأ إنساني، ففي غزة.. القضية باتت إنسانية ملحة، لأشقاء منا ونحن منهم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-12-2023 09:29 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |